داود أوغلو لا يستبعد “انتخابات مبكرة” في أية لحظة
أكد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب “المستقبل” التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، أن “حسابات البرلمان قد تتغير سريعًا وستؤدي إلى انتخابات مبكرة في أية لحظة”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الأربعاء، لصحيفة “طرفسِز” الموالية له، مؤكدا أن “التحالفات السياسية القائمة بين الأحزاب المختلفة بتركيا قد تتغير بين ليلة وضحاها”.
وأضاف قائلا: “فلا يعلم أحد ما الذي قد يحدث في هذه التحالفات غدًا، فحلفاء اليوم قد يختلفون غدًا، ويتبادلون الانتقادات والاتهامات، لذلك قد تتغير حسابات المجلس بسرعة شديدة”.
وتابع أوغلو أن “ما أقصده بكلامي هذا تحالف الأمة (بين حزبي الشعب الجمهوري والخير المعارضين) والجمهور (بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم، والحركة القومية المعارض)”.
وبيّن أن “العناصر التي تغير هذه الحسابات السياسية هي من تتخذ قرارًا بانتخابات مبكرة. واعتبارًا من اللحظة التي تتغير فيها حسابات المجلس سيقال أشياء مختلفة وستبدأ فترة انتخابات سريعة”.
وقال داود أوغلو، قبل نحو أسبوع، إن “نظام التحالفات أفسد طبيعة السياسة والأحزاب التركية. فقد أثر تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية سلبًا على المسار الطبيعي للحزبين”.
وتابع قائلا: “وكذلك الحال بالنسبة لتحالف الأمة القائم بين حزبي الخير والشعب الجمهوري، نحن لم ننشئ حزبنا لعقد أي تحالف، لقد أنشأنا هذا الحزب من أجل أن نسير نحو السلطة في خطى قوية”.
ومنذ سريان النظام الرئاسي في تركيا العام الماضي، باتت التحالفات الانتخابية بين مختلف الأحزاب ضرورة وجزء من المشهد السياسي في البلاد، بسبب احتياج الأحزاب والمرشحين الرئاسيين إلى كسب نسبة 50% من أصوات الناخبين، وهو ما يتخطى قدرة جميع الأحزاب الموجودة على الساحة بما فيها العدالة والتنمية.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية، الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها بلديتا العاصمة، أنقرة، وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب، استقالة داود أوغلو، في 13 سبتمبر/أيلول، وقال، آنذاك، إن “الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه”.
ويوم 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد “المستقبل”، مستعرضًا مبادئه والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس رجب طيب أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين من استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء علي باباجان من العدالة والتنمية في يوليو/تموز، إذ يعتزم هو الآخر تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وكشف باباجان خلال تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرًا أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون يوم 14 مارس/آذار الجاري.
ولا شك أن الفوز الكبير الذي حققه مرشح المعارضة التركية لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في اقتراع الإعادة الذي جرى يونيو/حزيران الماضي، وتمكنه من إلحاق هزيمة مدوية بمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدريم، أعاد فتح النقاش حول النظام الرئاسي الذي دخل حيز التنفيذ عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو 2018، عقب إقراره في استفتاء على التعديل الدستوري الذي أجرى في 17 أبريل 2017.
وفي أكثر من مناسبة أعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري، زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو، أنه وجه دعوة صريحة إلى الأحزاب السياسية في البلاد للعمل معاً من أجل إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
وقال قليجدار أوغلو مخاطبًا الأحزاب السياسية: “علينا العمل معًا لإلغاء نظام الرجل الواحد، الذي يكفل للرئيس رجب طيب أردوغان، الاستئثار بكافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كي نؤسس نظاما ديمقراطيا قويا”.
كما تعالت الأصوات في تركيا مؤخرًا من قبل كافة أحزاب المعارضة من أجل العودة للنظام البرلماني بعدما أثبت النظام الرئاسي فشله سياسيا واقتصاديا، كما يقول المعارضون.