دراسة تكشف أوجه التشابه بين احتلال الصليبين والإسرائيليين للقدس

بعد يومين من نكسة يونيو 1967، وبالتحديد فى 7 يونيو أعلن دولة الكيان الصهيوني احتلالها مدينة القدس الشرقية كاملة، الأمر ليس فى الاحتلال فقط، الأغرب أنه جاء فى نفس دخول جيوش الحروب الصليبية لمدينة القدس قبل أكثر من 500 عام، فهل كان الدخول الصهيونى للمدينة حرب صليبية جديدة، وما أوجه التشابه بين الواقعتين؟

الحملة الصليبية على القدسالحملة الصليبية على القدس

بحسب دراسة بعنوان “القدس بين الاحتلال الصليبى والاحتلال الصهيونى” أعدتها الباحثة ميمونة عبد المعز حريز، للحصول على درجة دبلوم الدراسات الفلسطينية من أكاديمية دراسات اللاجئين للعام  2018/2019، فإن هناك عدة عوامل تشابه بين احتلال الصليبيين والإسرائيلين لمدينة القدس، الأول يتمثل فى الدور الغربى فى الغزوين، إذ أن فكرة الحروب الصليبية بدأت من أوروبا الشرقية عام 1095، من خلال مؤتمر كليومونت، وكذلك الغزو الصهيونى، بدأ الإعلان عن تنفيذ منذ المؤتمر الصهيونى الأول فى سويسرا عام 1897م.

حصار القدس 1099حصار القدس 1099

ومن ضمن العوامل المشتركة هى أن الحروب الصليبية جاءت بمباركة بابوية وزعامة سياسية عسكرية، وكذلك الهجرات اليهودية جاءت بتأثير الحاخامت ووجهتها قيادات سياسية تدربت فى أوروبا.

كذلك سير الحملات متشابه، فالصليبيون ساروا على طول الساحل، والأسطول الإيطالى يعينهم فى احتلال موانئ فلسطين، وبعد أن احتلوا القدس توسعوا نحو الشرق باتجاه الأردن، الغزو الصهيونى هو الآخر بدأ بالساحل ثم الجزء الغربى حتى آيلة على خليج العقبة إلى نهر الأردن شرقا، ثم مددت إسرائيل سيطرتها لتشمل الضفة الغربية كاملة، والجولان، وسيناء قبل انسحابها على أثر هزيمتها على يد الجيش المصرى فى أكتوبر عام 1973.

الجيش الاسرائيلى فى القدس عام 1967الجيش الاسرائيلى فى القدس عام 1967

الصليبيون حين دخلوا إلى المدينة عام 1099، ارتكبوا أشكال متعددة من القتل والتنكيل بالمسلمين فى كل مناطق التى سيطروا عليها، وبالمثل فعل الصهاينة بأبشع أشكال القتل والترهيب للمسلمين حين احتلوا فلسطين، مثلما فعلوا فى مجزرة دير ياسين قرب القدس.

الصليبيون عند دخول القدس اعتمدوا على بناء قلاع لهم على الجبال والمناطق المترتفعة لتطل على الطرق والأودية، وبعد مجئ الاحتلال الصهوينى عمدوا على الاستيلاء على هذه القلاع وبنوا مكانها مستعمرات مثل قلعة القرين التى اصبحت مستعمرة ايلون.

جنود دولة الاحتلال الإسرائيلى فى الحرم القدسى بعد يومين من النكسةجنود دولة الاحتلال الإسرائيلى فى الحرم القدسى بعد يومين من النكسة

الدعم الغربى أيضا أحد أهم العوامل التى أدت إلى نجاح الغزوين الصليبى والهيودى، حيث دعمت أوروبا فى الماضى الحملات الصليبية عسكريا وماديا كلموا أحسوا بضعفهم وتفوق المسلمين عليهم،  وكذلك تعهدت بريطانيا فى بداية الأمر ثم أمريكا فى دعم الكيان الصهيونى، ضمن استراتيجية سياسية واقتصادية تمنع العرب من التفوق عليهم عبر المهادنة ومفاوضات السلام أحيانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى