دراسة دولية تكشف آلية مناعية مقاومة ضد كورونا
يشار إلى ذلك من خلال نتائج بحث دولي نشر في مجلة “Nature Immunology” وأجراه فريق من الباحثين من مستشفى Humanitas ومستشفى سان رافاييلى في مدينة ميلانو الإيطالية، بمشاركة مؤسسة توسكانا لعلوم الحياة وجامعة كوين ماري في العاصمة البريطانية لندن.
المناعة الفطرية هي خط الدفاع الأول للجسم، وتلعب دوراً رئيسياً في مقاومة مسببات الأمراض، لدرجة أنها تحل 90% من المشاكل التي تسببها مواجهة البكتيريا والفيروسات.
ومن ذلك، كشف البحث عن آلية جديدة للمقاومة ضد فيروس كورونا تتمثل في (المناعة الفطرية)، وهي خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض، والتي تلعب أيضاً دورها ضد سارس- CoV-2 ومتغيرات الفيروس التاجي، بما في ذلك متغير أوميكرون، وفقاً لموقع “today” الإيطالي.
وتشكل هذه الجزيئات مناعة فطرية، تسبق وترافق المناعة التكيفية، وهي أكثر خطوط الدفاع تحديداً، للأجسام المضادة والخلايا التائية، والتي يمكن تعزيزها باللقاحات.
كما ركزت الدراسة على التفاعل بين هذه الأجسام المضادة الفطرية وكوفيد.
وعلى وجه التحديد، وجد فريق بحثي أن أحد جزيئات المناعة الفطرية، المسمى Mannose Binding Lectin (MBL)، من المفترض أن يكون قادراً على الارتباط ببروتين سبايك الخاص بـ Sars-CoV-2 (المسؤول عن تنفيذ عملية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وغزوها) ومنع الفيروس.
وعلق ألبرتو مانتوفاني، المدير العلمي لمنظمة Humanitas: “حددنا منذ أعوام بعض الجينات التي تشكل جزءاً من عائلة أسلاف الأجسام المضادة، ومن خلال التركيز على التفاعل بين هذه الأجسام المضادة و Sars-CoV-2، اكتشفنا أن جزيء مناعة فطري واحد يسمى (Mbl)، يرتبط بـ بروتين سبايك الخاص بالفيروس ويمنعه”.
وتابع موضحاً: “عندما ظهر أوميكرون، وسعت سارة مابيللي، باحثة المعلوماتية الحيوية في Humanitas، على الفور لتحليل بنية البروتين، واكتشفت أن Mbl قادرا على الرؤية والتعرف على المتغير الجنوب أفريقي أيضاً، بالإضافة إلى متغيرات الفيروس الكلاسيكية مثل دلتا”.
وبهذا الشرح يكشف البحث في الأساس كيف يحارب جهاز المناعة الفيروس، وبناء عليه استمرت الدراسة بالتحليل الجيني لبيانات مرضى المستشفيات، متقاطعة مع قواعد بيانات من جميع أنحاء العالم.
وقالت سيسيليا جارلاندا، الباحثة والأستاذة في جامعة هيومانيتاس: “اتضح أن الاختلافات الجينية لـ MBL مرتبطة بخطورة مرض Covid-19، والآن سيتعلق الأمر بتقييم ما إذا كان هذا الجزيء يمكن أن يعمل كمؤشر حيوي لتوجيه اختيارات الأطباء في مواجهة مثل هذه المظاهر المتنوعة والمتغيرة للمرض، وباختصار، يمكن أن يساعد الاكتشاف أيضاً جبهة العلاجات”.
وذلك يعني أنه يمكن أن تمهد نتائج البحث الطريق لتطوير عقاقير جديدة وعلامات جديدة لتقييم شدة المرض.
وبالإضافة إلى ذلك، يدرس الباحثون ما إذا كان Mbl عاملاً وقائياً / علاجياً مرشحاً لأنه جزيء مشابه وظيفياً للجسم المضاد، والذي لا تستطيع متغيرات الفيروس، على الأقل المعروفة منها، الهروب منها.