رئيس الوزراء اليمني: الحرب الاقتصادية تنذر بانزلاق الوضع الإنساني إلى مستويات خطيرة
دعا رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للاستقرار الاقتصادي في اليمن، متهما جماعة “أنصار الله” بشن حرب اقتصادية على حكومته وفرض قيود على القطاع الخاص، ما يهدد بانزلاق الوضع الإنساني في اليمن إلى حالة المجاعة.
وجاءت تصريحات عبد الملك خلال مشاركته في جلسة حوارية في مؤتمر لندن السنوي الذي ينظمه معهد الشؤون الدولية البريطاني “تشاتام هاوس”، مؤكدا أن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي ومنع انهياره هو الأساس لتخفيف المعاناة الإنسانية.
وشدد على ضرورة تغيير المفاهيم الحاكمة لعمل المؤسسات الدولية ورؤيتها للدول التي تشهد صراعات داخلية. كما انتقد عمل المؤسسات الدولية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، مشيراً إلى تعقيدات التمويل والقيود الصارمة التي تعوق البلدان المتضررة من الصراعات عن الحصول على المساعدات اللازمة.
وأكد أيضًا على أهمية التركيز على أعمدة الاستقرار في الدول المنكوبة بالصراعات، مثل صمود المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وتماسك المجتمع والاستقرار الاقتصادي، مشيرا إلى:
“ضرورة التدخل في الجوانب الإنسانية والتنموية لتحقيق السلام والاستقرار، بغض النظر عن تعقيدات الأوضاع السياسية”.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة “ًأنصار الله” إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات نحو 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.