رجل يريد بيع وسام من الملكة إليزابيث لتمويل جنازته.. حصل عليه قبل 50 عاماً عندما أنقذ ابنتها من الاختطاف
كشفت وسائل إعلام بريطانية أن مواطناً كان قد تسلم وساماً من الملكة إليزابيث بعد إنقاذه لابنتها الأميرة آن، بصدد بيع الميدالية التي حصل عليها قبل 50 عاماً “من أجل تمويل جنازته التي يتوقع أنها اقتربت”، بالنظر إلى وضعه الصحي المتدهور.
وفق تقرير صحيفة Metro البريطانية، نُشر الثلاثاء 3 مارس/آذار 2020، فنَّد متقاعد مريض، كان أنقذ حياة الأميرة آنا قبل نحو 50 عاماً، الشائعات بأن الملكة دفعت رهنه العقاري، قبل عرضه الوسام الذي حازه لشجاعته بمزاد.
بيع وسام ملكي لتمويل الجنازة
تدخل روني راسل (72 عاماً) ولَكَم إيان بال مرتين في رأسه خلال محاولته السافرة لاختطاف ابنة الملكة تحت تهديد السلاح، على بعد ياردات قليلة من قصر بكنغهام عام 1947.
لاحقاً منحت الملكة الرجل، وهو بطل سابق في الوزن الثقيل، ميدالية الملك جورج السادس (وساماً)، قائلة له: “الوسام مُقدم من الملكة، لكنني أود شكرك بصفتي والدة آن”.
بعد 5 عقود على الواقعة يتخلى الرجل المشهور الذي يؤيد العائلة الملكية على مضض عن كنزه ليمول جنازته، التي يخشى اقترابها نظراً لصحته المتداعية.
قال الحارس الشخصي السابق: “سيمنحني الوسام -أو يُفترض به ذلك- الراحة في قدرتي على دفع تكلفة جنازتي الخاصة. إنني حزين للغاية لفعل ذلك”. وأضاف: “إنني مؤيد للعائلة الملكية تماماً إلى يومنا هذا. ولا أزال أظن أن حياة أفراد العائلة الملكية أهم من حياتي، لم أكن أمانع الموت لأجلهم”.
إذ يعاني من داء ستيل
يعاني روني حالياً داء ستيل البادئ في البالغين النادر الذي يدمر مفاصله، ويستوجب تناوله جرعاتٍ كبيرة من الأدوية. إضافة إلى ذلك، فقد حارب السرطان وعدة سكتات دماغية، ما ترك صحته في حالة حرجة.
أراد الحارس المتقاعد، الذي يعيش حالياً في سكن حكومي في بريستول مع زوجته، استغلال الاهتمام الذي سيحصل عليه من بيع الوسام لإيضاح الأساطير المحيطة بالواقعة، بما في ذلك قصة مُختلقة تقول إن الملكة دفعت رهنه العقاري على سبيل الشكر.
قال إن ضابطاً أشار إلى احتمال أن تكون هذه هي مكافأة الملكة له على إنقاذ الأميرة آن، لكن العرض لم يتحقق قط.
كما أضاف: “أخبرني ضابط شرطة (لا ينبغي أن نقول ذلك الآن، لكن هناك استنباط بأن الملكة قد تدفع رهنك العقاري مكافأةً لك)”. وتابع: “وهكذا لم أدفعه أنا لمدة 4 أشهر، ثم كانوا سيستعيدون حيازة المنزل”.
من المتوقع أن يصل ثمن الوسام إلى 15 أو 20 ألف جنيه إسترليني (19 إلى 25 ألف دولار) عندما يُباع في مزاد Dix Noonan Webb في لندن غداً الأربعاء 4 مارس/آذار.
يُعتبر وسام الملك جورج واحداً من بين 600 وسام فقط منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ثاني أعلى تشريف يُمنح للمدنيين.
قال بائع المزاد توماس بيبيس إن قيمة الوسام الرفيعة جاءت من القصة الكامنة وراءه وليس من القطعة نفسها.
إنقاذ الأميرة آن من الاختطاف
كان روني زوجاً يبلغ 28 عاماً، وأباً لطفلين، عندما تصدر عناوين الصحف بدفاعه تلقائياً عن الأميرة من محاولة اختطافٍ في شارع بول مول بوسط لندن.
استخدم بال، المُسلح، سيارته من طراز فورد إسكورت لاعتراض سيارة رولزرويس التي تقل الأميرة آن (24 عاماً) وزوجها آنذاك، مارك فيليبس، أثناء عودتها إلى القصر. ثم أطلق سلسلة من الطلقات النارية على النافذة الخلفية.
لم يتعرض الزوجان لأذى، لكن 3 آخرين من بينهم المحقق الشخصي للأميرة أُصيبوا.
تحرك روني، الذي كان يزن 120 كيلوغراماً وقتها، لحماية الأميرة بأن يكون “درعاً بشرياً” لها، وأخرجها من السيارة قبل أن يلكم المُختطف في وجهه. قال: “لكمته في ذقنه مباشرة. ضربته ضربة واحدة بكل ما أوتيت من قوة، ثم كان ممدداً على الأرض. لم يكن ليتحرك بعدها”.
اهتمام كبير وشكر خاص
تحدث روني إلى الأميرة آن بعد أن منحته الملكة الوسام. وقد تعرض لبعض الانتقادات في الصحافة لعدم استخدامه لقبها عندما خاطبها في أوج الكارثة، لكنه قال إنها لم تبد معترضة.
أرسلت له بعد أن أنقذها “تليغراف” تشكره بشكلٍ شخصي، وقعته باسمها فقط، آن. قال متذكراً: “قالت إنها مسرورة حقاً لكون الملكة منحتني الوسام”. وأضاف: “الأميرة آن شخصية مميزة فعلاً. ينبغي أن تكون هي ولية العهد، بالنسبة لي أنا. أسلوبها مع الناس وطريقتها إزاء حقائق الحياة تجعلها مميزة للغاية”.
كما قال روني مازحاً، في إشارة إلى طلاقها من زوجها السابق بعد زواج استمر 18 عاماً: “لأكون صريحاً، أعتقد أن إنقاذي لها جعلها تفكر في ترك زوجها”.