رددوا شعار “قتلَنا الجوع”.. سودانيون غاضبون يحرقون مباني ويحتجزون مسؤولاً بالاستخبارات العسكرية
أحرق محتجون سودانيون، الخميس 28 مايو/أيار 2020، مباني حكومية ومنزل مسؤول محلي في مدينة بابنوسة، بولاية غرب كردفان (غرب)، على خلفية أزمة بعمليات توزيع الوقود.
وفق وكالة الأنباء الرسمية، فإن منزل المدير التنفيذي لمحلية بابنوسة (لم تذكر اسمه) ومباني تابعة للمحلية تعرضت للحرق من قِبل محتجين، بسبب عدم انسياب عمليات توزيع الوقود بالمدينة.
حرائق ودمار: أشارت الوكالة إلى أن عدداً كبيراً من أصحاب السيارات تجمهروا أمام منزل المدير التنفيذي للمحلية، ووقعت احتكاكات مع أجهزة الأمن قبل أن تنسحب من المكان وتطلق أعيرة نارية في الهواء، وهو ما زاد من توتر الموقف.
كما لفتت إلى أنَّ حجم الدمار في المباني التي أُحرقت كبير جداً، مشيرة إلى أن لجنة أمن ولاية غرب كردفان ستتخذ الترتيبات الأمنية اللازمة من جراء الحادث.
هذه التطورات تأتي في الوقت الذي يواجه فيه المواطنون صعوبة في الحصول على الوقود، حيث تفرض سلطات البلاد ساعات محددة في الصباح فقط لتسلُّم الوقود، من جراء حظر التجوال الجزئي المفروض لمواجهة جائحة كورونا.
احتجاز قائد الاستخبارات العسكرية: في السياق نفسه، قالت صحيفة “اليوم التالي” السودانية، الخميس، إن هذه التظاهرات الحاشدة تأتي “احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات والسلع الاستهلاكية والدقيق والوقود”.
وفق الصحيفة نفسه، فإن المحتجين “حاصروا مباني محلية بابنوسة، وقاموا باحتجاز الضابط التنفيذي وقائد الاستخبارات العسكرية، في حين تدخلت قوة من الجيش وقامت بإخراجهم وانتزعوهم من قبضة المحتجين الذين أوشكوا على الفتك بهم لحظة إخراجهم بأعجوبة على يد القوة”.
كما قام المحتجون بعد ذلك بإضرام النار في مباني المحلية وأحرقوا مكاتبها، وردد المتظاهرون هتافات على شاكلة (الحقونا الحقونا قتلنا الجوع والكورونا).
هذا و”يطالب المتظاهرون الحكومة الاتحادية بالتدخل الفوري لحل أزمة انعدام السلع الاستهلاكية، وتردي الأوضاع المعيشية، وانعدام الوقود”.
فيما قامت قوة من الجيش والشرطة بتفريق المتظاهرين، بإطلاق الغاز المسيل للدموع، في حين لم تقع إصابات وسط المتظاهرين.
كورونا والأزمة: وصل إجمالي الإصابات بالفيروس في السودان، حتى الخميس، إلى 4 آلاف و346، منها 195 وفاة و749 حالة تعافٍ.
يشهد السودان تطورات متسارعة ومتشابكة ضمن أزمة الحكم منذ أن عزلت قيادة الجيش عمر البشير من الرئاسة في 11 أبريل/نيسان 2019، تحت وطأة احتجاجات شعبية، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.
كما تعاني البلاد أزمات متجددة في الخبز والدقيق والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية.