ردَّ مبتسماً على احتمال لقائه بمحمد بن سلمان.. رئيس الموساد: السعودية في الطريق لتطبيع علاقاتها معنا
قال رئيس المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، يوسي كوهين، إن المملكة العربية السعودية في الطريق لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. بينما رفض كوهين، في مقابلة مع القناة الإسرائيلية “12”، الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020، تأكيد أو نفي اجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مكتفياً بالقول مع ابتسامة: “أفضِّل عدم التعليق”.
تصريحات المسؤول الإسرائيلي تأتي لتؤكد ما سبق أن أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بكون دول عربية أخرى ستنضم للإمارات والبحرين للتطبيع مع إسرائيل، وتكهن بأن المملكة العربية السعودية قد تفعل ذلك في نهاية المطاف.
التطبيع مع السعودية “ممكن”: كوهين، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو المبعوث السري الإسرائيلي إلى دول الخليج. وكان كوهين واحداً من عددٍ قليل من المسؤولين الإسرائيليين الذين رافقوا نتنياهو إلى حفل توقيع اتفاقي تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين يوم الثلاثاء بالبيت الأبيض.
وعمّا إذا كانت السعودية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل قريباً، قال كوهين: “أعتقد أن هذا من الممكن أن يحدث”.
في مقابلة أخرى مع المحطة الإسرائيلية “13” قال كوهين: “أنا على قناعة بأن هذا ممكن، آمل أن يحدث ذلك هذا العام”. وأضاف: “أنا آمل جداً أن الاتفاق مع السعودية بات ممكناً”.
تابع كوهين أن هناك جهوداً كبيرة لإدخال المزيد من الدول في نفس جو السلام والتطبيع مع إسرائيل، وأنا أؤيد ذلك بشدة، أنا مقتنع بأن هذا ممكن، أنا بالتأكيد أتطلع إلى الأخبار السارة، وآمل ربما هذا العام.
فيما اعتبر كوهين أن توقيع الاتفاقيتين “كسر سقفاً زجاجياً كان قائماً في علاقاتنا مع الدول العربية”. وقال: “تحققت هذه الخطوة لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات، من خلال سنوات طويلة من الاتصالات التي تمت بطريقة دقيقة للغاية”.
المخاوف من إيران: كما أضاف أن المخاوف الإقليمية بشأن تطلعات إيران لعبت دوراً رئيسياً في قرارات دول الخليج بالانفصال عن عقود من السياسة العربية، بعدم الاعتراف بإسرائيل، طالما ظل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني دون حل.
فيما اعتبر الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مع البحرين والإمارات بمثابة “تغيير استراتيجي في الحرب ضد إيران”.
رداً على سؤال حول سبب اعتقاده أن هذه الدول قررت تنحية القضية الفلسطينية جانباً، لصالح العلاقات المفتوحة مع إسرائيل، قال كوهين: “كل دولة تحتاج إلى اختيار مصالحها المباشرة مقابل المصالح طويلة الأجل، وهنا أعتقد أن كلاً من البحرين والإمارات العربية المتحدة اختارت مصالحها طويلة المدى”.
لكن ذلك ليس سهلاً بالنسبة للرياض: داخل السعودية، تمتلك السلطات السعودية أسبابها للخوف من اندلاع احتجاجات حاشدة ضد التطبيع. إذ سيعتبر العديد من المواطنين السعوديين هذه الصفقة بمثابة تخلٍّ عن الفلسطينيين، الذين لا يزال نضالهم الممتد منذ عقود يُثير المشاعر الجياشة بين العرب والمسلمين حول العالم، وخاصةً داخل السعودية، مهد الدين الإسلامي.
كما أجرى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى استطلاعاً للرأي، في يونيو/حزيران عام 2020، بين المواطنين السعوديين، ووجد أنّ 9% منهم فقط يعتقدون أنّه “يجب السماح للراغبين في التعامل التجاري والرياضي مع الإسرائيليين بفعل ذلك”. كما وجد الاستطلاع نفسه أنّ 14% فقط من الشعب السعودي يُرحبون بـ”صفقة القرن” الخاصة بترامب.
علاوة على أنّ بلال صعب، من معهد Middle East Institute، يرى أنّ ثورةً دينية يُمكن أن تندلع في ظل هذه الظروف.
إضافة إلى أنّ هناك اعتبارات إقليمية أخرى، إذ تحدّت القوتان المسلمتان في الشرق الأوسط -تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وإيران- شرعية عائلة آل سعود بوصفهم قادة العالم الإسلامي. وفي ظلّ تبنّي أنقرة وطهران للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية؛ فإنّ أيّ اتّفاقٍ سعودي-إسرائيلي سيُعزّز بنهاية المطاف من حججهما القائلة إنّ العائلة الملكية خاضعة للقوى غير المسلمة في الغرب.