رشاوى النفط من العراق إلى المكسيك.. اثنان من أكبر الفضائح
لم يكن كافيا ما تمر به شركات النفط هذه الأيام من خسائر كبيرة بسبب تراجع الطلب على الخام بسبب تفشي كورونا، بل أضيف إلى قائمة متاعبها الفساد والرشاوي من جانب بعض مسؤوليها لتحقيق مكاسب ضيقة غير مشروعة والفوز بالأعمال.
حيث شهدت بريطانيا والمكسيك فصلين جديدين من مسلسل الفساد، الأول شهدته محكمة بريطانية والتي حكمت بسجن مدير سابق لشركة أونا أويل 3 سنوات بسبب رشاوى في العراق، والثاني يتعلق برئيس سابق لشركة نفط مكسيكية والذي يواجه اتهامات بالحصول على رشاوى بأكثر من 10 ملايين دولار.
في بريطانيا، قضت محكمة في لندن، الخميس، بسجن مدير سابق لشركة أونا أويل للاستشارات 3 سنوات، وهو ثاني مسؤول تنفيذي بالشركة يُسجن فيما يتصل بتقديم رشاوى لمسؤول عراقي للحصول على اتفاق نفطي قيمته 55 مليون دولار بعد سقوط صدام حسين في 2003.
وأدانت هيئة محلفين ستيفن وايتلي وهو بريطاني يبلغ من العمر 65 عاما، بتهمة التآمر لدفع أكثر من نصف مليون دولار رشاوى للحصول على عقد بعد تحقيق رفيع المستوى استمر 4 سنوات أجراه مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة.
وصدر الحكم بحق وايتلي، الذي كان مديرا لأونا أويل في العراق وكازاخستان وأنجولا، بعد أسبوع من الحكم على زياد عقل، وهو لبناني بريطاني كان مديرا لأونا أويل في الأراضي العراقية بالسجن 5 أعوام بالتهمة ذاتها.
وقال عقل إن المدفوعات كان مصرحا بها لأسباب أمنية.
ونفى وايتلي معرفته بشأن دفع الأموال.
وقال محامو الرجلين إنهما سيطعنان على إدانتهما.
وذكر مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا أن الرجلين تآمرا إلى جانب مديرين تنفيذيين آخرين لرشوة مسؤولين في شركة نفط الجنوب العراقية التي تديرها الدولة من أجل “تأمين عقود لشركة أونا أويل وعملائها”.
وتورطت “أونا أويل” فيما وصفه بعض المعلقين بأكبر فضيحة رشوة في العالم.
وأوضح مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة أن الشركة دفعت أكثر من 6 ملايين دولار للفوز بعقود نفطية بقيمة 800 مليون دولار في العراق.
وقالت ليزا أوسوفسكي مديرة مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بيان “استغل زياد عقل والمتآمرون معه دولة تتخبط جراء سنوات من الدكتاتورية والاحتلال العسكري لتحقيق مكاسب غير مشروعة والفوز بالأعمال”.
– الأولى في المكسيك
وعلى الناحية الأخرى من الكرة الأرضية في المكسيك، يواجه إميليو لوزويا رئيس شركة نفط مكسيكية سابق اتهامات بالحصول على رشاوى تبلغ 10.5 مليون دولار من شركة البناء البرازيلية العملاقة أودبريشت في قضية من المتوقع أن تشمل أعضاء في الحكومة السابقة.
وتعد الإجراءات القضائية الجارية هي الأولى في المكسيك ضد مسؤول سابق كبير في فضيحة الفساد على مستوى القارة التي تتمحور حول شركة أودبريشت، التي اعترفت بدفع ما يقرب من 800 مليون دولار كرشاوى في 12 دولة، 10 منها في أمريكا اللاتينية.
وأكد قاض، أمس الأربعاء، التهم الموجهة إلى لوزويا، الذي كان يرأس شركة النفط الوطنية بيميكس من 2012 إلى 2016.
وحضر لوزويا -45 عاما- الذي يخضع للعلاج في المستشفى بسبب فقر الدم ومشكلات صحية أخرى بعد تسليمه من إسبانيا في 17 يوليو/تموز الجاري، جلسة المحكمة عبر الفيديو.
وتم التحقيق في أنشطة أودبريشت في جميع أنحاء المنطقة منذ أن انكشفت الفضيحة في ديسمبر/كانون الأول 2016، عندما اتهمت وزارة العدل الأمريكية الشركة باستخدام الرشوة بشكل منهجي لتوسيع أعمالها.
ويشير ممثلو الادعاء المكسيكيون إلى أن لوزويا تلقى رشاوى ابتداء من عام 2012، قبل أن يرأس شركة بيميكس، لدى عمله في الحملة الانتخابية لإنريكي بينا نييتو، الذي أصبح رئيسا في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام وحكم المكسيك حتى أواخر عام 2018.