رفع العقوبات عن سوريا.. دعوة سعودية وشرط أوروبي
في ختام اجتماع لوزراء خارجية ودبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا مخصص لمناقشة الوضع في سوريا، استضافته السعودية، دعت الرياض، الأحد، إلى رفع العقوبات عن دمشق.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «أكدت أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا» محذرا من أن «استمرارها سيعرقل طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية وإعادة البناء».
وعقد هذا الاجتماع في وقت يسعى رئيس الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع إلى تخفيف العقوبات عن البلاد. ويشارك وزير خارجية الإدارة الجديدة أسعد الشيباني في محادثات الرياض.
حكومة شاملة
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الجمعة، إن الاتحاد المكون من 27 دولة قد يبدأ في رفع العقوبات إذا اتخذ حكام سوريا الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، لمناقشة هذه القضية.
وقالت كالاس للصحفيين في الرياض، الأحد، إن الأولويات المحتملة لتخفيف العقوبات، تشمل «العقوبات التي تعوق بناء الدولة، والوصول إلى الخدمات المصرفية وكل هذه الأشياء».
وأضافت «إذا رأينا أن التطورات تسير في الاتجاه الصحيح فنحن مستعدون لاتخاذ الخطوات التالية»، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك «خيار بديل».
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فقالت الأحد للصحفيين في الرياض إن حكومتها تريد “نهجا ذكيا” للعقوبات من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات إلى السوريين.
وأوضحت أن “العقوبات المفروضة على أتباع الأسد الذين ارتكبوا جرائم خطرة يجب أن تظل قائمة.. إن السوريين يحتاجون الآن إلى عائد سريع من انتقال السلطة”، مضيفة أن ألمانيا ستقدم 50 مليون يورو أخرى “للأغذية والمأوى الطارئ والرعاية الطبية”.
دعم سعودي
وأرسلت السعودية الشهر الحالي مساعدات غذائية وطبية إلى سوريا برا وجوا. وتتفاوض الرياض الآن على كيفية دعم انتقال الدولة المنكوبة بالحرب إلى مرحلة جديدة.
وقال الأمير فيصل بعد الاجتماع الأحد: «أكدنا أهمية الاستمرار في تقديم مختلف أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية وتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين».
وقالت آنا جاكوبس الزميلة غير المقيمة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن «هذه القمة “ترسل رسالة مفادها أن السعودية تريد أن تأخذ زمام المبادرة في تنسيق الجهود الإقليمية لدعم تعافي سوريا».
وأضافت: «لكن السؤال الكبير هو كم من الوقت وكم من الموارد ستكرسها المملكة لهذا الجهد؟ وما الممكن مع بقاء عقوبات عدة سارية؟».
وقال عمر كريم، الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام، إن الرياض “تتعامل بإيجابية” مع القادة الجدد في سوريا، وتتطلع إلى معرفة ما إذا كانوا قادرين على جلب الاستقرار.