«روتوندا».. الطقس يُدخل ترامب «قاعة التاريخ»
تظل “روتوندا” أو القاعة المستديرة في الكابيتول رمزًا خالدًا لتاريخ أمريكا، ما جعلها وجهة يومية لآلاف الزوار.
والروتوندا هي أعلى جزء من مبنى الكابيتول في واشنطن، وتوصف بأنها «القلب الرمزي والفيزيائي» للمبنى، وفقا لموقع “ذا كابيتول ستوري”.
وتستضيف القاعة المستديرة، على غير العادة، مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، اليوم الإثنين، بسبب ظروف الطقس السيئة المتوقعة.
يحيط بالقاعة المستديرة ممرات تصلها بمجلسي النواب والشيوخ، على طرفي مبنى الكابيتول، ويوجد جنوبها قاعة نصف مستديرة تضم عدة تماثيل حاليا، بعدما كانت غرفة تابعة لمجلس النواب حتى عام 1857.
بُنيت “الروتوندا” بين عامي 1818 و1824، وصممها المعماري ويليام ثورنتون، الذي فاز في مسابقة تصميم مبنى الكابيتول عام 1793، وهو صاحب أول فكرة لإنشاء قاعة مستديرة.
لكن بسبب نقص الموارد والتأخيرات المتكررة في البناء، بالإضافة إلى الهجوم البريطاني على واشنطن خلال حرب عام 1812، لم يبدأ العمل في القاعة المستديرة إلا في عام 1818، وتم الانتهاء منها عام 1824، تحت إشراف المعماري تشارلز بولفينش.
صُممت القاعة بأسلوب نيوكلاسيكي، مستوحى من تصميم “البانثيون” في روما. ترتفع جدرانها الرملية إلى 48 قدمًا (14.63 مترًا) فوق الأرضية، وصمم قبتها في عام 1854، المعماري توماس والتر، الذي كُلف أيضًا بالتوسعات الشمالية والجنوبية لمبنى الكابيتول.
وبدأ العمل في إنشاء القبة عام 1856، وبعد 3 أعوام أعاد والتر تصميم القاعة لتتكون من قبة داخلية وأخرى خارجية، مع وضع لوحة جدارية معلقة بينهما يمكن رؤيتها من خلال فتحة (عين القبة).
وخلال الحرب الأهلية الأمريكية، استُخدمت القاعة كمستشفى عسكري لجنود الاتحاد، واكتملت القبة أخيرًا في عام 1866.
وفي يناير 2013، أعلن الكابيتول عن مشروع مدته 4 سنوات بقيمة 10 ملايين دولار لإصلاح وترميم القبة والقاعة المستديرة، وشملت الخطة إزالة الطلاء الرصاصي القديم، وإصلاح الحديد، وإعادة طلاء القبة من الداخل، وترميم المساحات الداخلية، وتركيب إضاءة جديدة.
وكان التآكل والصدأ يشكلان خطرًا على سلامة المبنى، ما دفع إلى تركيب شبكة أمان مؤقتة لحماية الزوار والعمل الفني.
وتحتوي القاعة المستديرة على ثماني لوحات كبيرة، جميعها مرسومة.
تصور 4 من هذه اللوحات مشاهد من الثورة الأمريكية، رسمها الفنان جون ترمبل بتكليف من الكونغرس عام 1817، وهي:
1. إعلان الاستقلال
2. استسلام الجنرال بورغوين
3. استسلام اللورد كورنواليس
4. استقالة الجنرال جورج واشنطن من قيادته العسكرية
وبين عامي 1840 و1855، أضيفت أربع لوحات أخرى تصور استكشاف أمريكا، وهي:
1. وصول كولومبوس لجون فانديرلين.
2. اكتشاف نهر المسيسيبي لويليام هنري باول.
3. معمودية بوكاهانتس لجون غادسبي تشابمان.
4. ركوب الحجاج السفينة لروبرت والتر وير.
ومن أهم الأحداث التي شهدتها القاعة المستديرة في الكابيتول:
تكريم الشخصيات الوطنية البارزة الذين خدموا الولايات المتحدة في مختلف المجالات.
وضع جثامين الرؤساء الأمريكيين، وقادة الكونغرس، والأبطال العسكريين، وغيرهم في القاعة لتلقي التكريم العام.
ومن أبرز الشخصيات التي نالت هذا الشرف:
أبراهام لينكولن (1865): بعد اغتياله، وُضع جثمانه في القاعة المستديرة للحصول على تكريم شعبي واسع النطاق.
جون كينيدي (1963): وضع جثمانه في نفس القاعة بعد اغتياله.
روزالين كارتر (2023): زوجة الرئيس جيمي كارتر كانت من الشخصيات التي وضع جثمانها في القاعة.
جيمي كارتر (2025) الرئيس الأمريكي الأسبق.
لم تُستخدم القاعة المستديرة (Rotunda) في الكابيتول بشكل مباشر لاستضافة مراسم تنصيب الرؤساء، حيث يُؤدى القسم الرسمي للرئيس الأمريكي تقليديًا بالجهة الغربية لمبنى الكابيتول أمام الحشود في الهواء الطلق، وهو ما يوفر مساحة واسعة للجماهير. ومع ذلك، كان للقاعة المستديرة دور هام ومميز في سياق مراسم التنصيب.
واستخدمت القاعة المستديرة في بعض الأحيان كممر رمزي للرئيس ونائبه عند دخولهم مبنى الكابيتول قبل أداء القسم، حيث يعبر الرئيس ونائبه من خلال القاعة في طريقهم إلى المنصة الغربية حيث يُؤدي القسم الرئاسي.
وخلال مراسم تنصيب الرؤساء في التاريخ المبكر للولايات المتحدة، استُخدمت القاعة المستديرة لاستضافة استقبالات أو فعاليات رسمية مرتبطة بالمراسم.
وفي ظروف محددة، مثل الأحوال الجوية السيئة أو التحديات الأمنية، نُقلت مراسم تنصيب بعض الرؤساء إلى أماكن داخلية في الكابيتول.