روسيا وخيرسون الأوكرانية.. معركة وحصار وبينهما نهر
استفهام يفرض نفسه في ظل التحشيدت الروسية على رأس جسر خيرسون على الضفة الغربية للنهر الذي كان يُستخدم لعمليات إجلاء مدنيين.
وترى أولغا شيرياك، الباحثة في شؤون أوروبا الشرقية بمعهد دراسات الشرق الأوسط، أن جسر خيرسون يشكل “نقطة استراتيجية نظرا لموقعه على نهر دنيبر. ولديه أيضًا أهمية رمزية”.
وإجمالا، تمتلك المدينة -على الورق- جميع الوسائل اللازمة لتكون من المواقع الأساسية والحاسمة في الحرب الدائرة منذ أشهر.
معارك بأسماء مدن
في تصريحات سابقة، اعتبر الجنرال الفرنسي المتقاعد ميشال ياكوفليف أن “الحرب تحسم في المدينة”، لافتا إلى أن “جميع أسماء المعارك هي أسماء مدن” مثل معركة ستالينغراد.
وستالينغراد.تعتبر إحدى أشهر المعارك الحضرية في التاريخ الحديث (1942-1943)، حصلت بين الجيش السوفياتي وقوات دول المحور.
المشهد يبدو متطابقا في خيرسون والمنطقة التي تحمل الاسم نفسه، هناك حيث ينتشر الجنود الروس بأعداد كبيرة ويتمترسون تحسبا لأي هجوم أوكراني.
لكن رغم ذلك، يبدو الوضع معقدا ودقيقا، فالروس يتمركزون حاليا على شريط يبلغ عرضه نحو 140 كيلومترا على الضفة الغربية لنهر دنيبر، مع وجود النهر خلفهم، ما يعني أن وصولهم إلى مواقع احتمائهم يضعهم بمرمى نيران المدفعية الدقيقة للأوكرانيين.
والمخاطر لا تقف عند ذلك الحد، بل يواجه الروس شبح محاصرتهم، وقد يكون ذلك من السيناريوهات التي قد تقلب المعادلة على أرض المدينة، وقد تعيدها للأوكرانيين،
نقطة ضعف
في حديث لوكالة فرانس برس، يرى العضو السابق في الاستخبارات الرومانية فالنتان ماتيو، أن الطريق يمكن أن تكون مسدودة أمام القوات الروسية رغم أدائها الجيد.
ولفت إلى وجود “احتمال جعل من خيرسون ستالينغراد جديدة” لأن الروس يعانون من “نقطة ضعف استراتيجية” بعدما تركوا الأوكرانيين يرسّخون انتشارهم الاستراتيجي عبر بنائهم رأس جسر فوق نهر انهولتس أحد روافد نهر دنيبر، ما يهدّد بقطع الجبهة الروسية.
وقبل الهجوم الأوكراني المضاد في نهاية أغسطس/ آب الماضي، “أعد الأوكرانيون ساحة المعركة بشكل منهجي” ودمروا الجسور والعقد اللوجستية ومراكز القيادة، فيما “لم يكن لدى الروس رد فعل مناسب”، وفق ماتيو.
وبالنسبة له، فإن الروس “قد يحاولون جعل خيرسون مركزا للمقاومة وتجنب أن يكونوا محاصرين في الوقت عينه”.
من جانبه، يرى الأوكراني ميخايلو ساموس وهو مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، أن “رأس جسر خيرسون على الضفة اليمنى لنهر دنيبر لم يعد منطقيا”.
وأشار ساموس، في حديث لفرانس برس، إلى أن القوات انتشرت للهجوم على ميكولايف وأوديسا. كان ينبغي إجلاؤها منذ زمن طويل” وإعادة نشرها في شرق دنيبر.