زعمت أنهن “لم يعدن آلاتٍ للإنجاب”.. تغريدة للسفارة الصينية بأمريكا عن نساء الإيغور تثير غضباً واسعاً بمواقع التواصل
وتشير الدراسات، وفقاً للتغريدة، إلى أنه “في عملية القضاء على التطرُّف، تم تحرير عقول نساء الإيغور في شينجيانغ، وعُزِّزَت المساواة بين الجنسين، وكذلك الصحة الإنجابية، ولم تعد النساء آلاتٍ للإنجاب بعد الآن. إنهن واثقاتٌ ومستقلات”.
وردَّ أكثر من 18 ألف شخصٍ على التغريدة، فيما طالب كثيرون منهم بأن تحذفها منصة التواصل الاجتماعي أو تحذِّر المستخدمين من أن المعلومات المذكورة في التغريدة لابد أن تخضع للتحقُّق.
ووفقاً لتقرير موقع Middle East Eye البريطاني يوم الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2021، استخدم الآلاف التغريدة لتسليط الضوء على التقارير الخاصة بالعمل القسري والتعقيم وسرقة الأعضاء التي تجري في معسكرات الاحتجاز، حيث تحتجز الحكومة الصينية مجتمع الأقلية المسلمة.
وقد وصف آلاف النشطاء على مواقع التواصل التغريدة بأنها نوع من “التضليل المُروِّع الذي لا وصف له”.
وتأتي الدراسات التي أشارت إليها التغريدة من تقريرٍ أعدَّه مركز شينجيانغ للتنمية، الذي يدَّعي أن “القضاء على التطرُّف” قد مَنَحَ نساء الإيغور المزيد من الاستقلالية فيما إذا كنَّ يريدن إنجاب أطفال.
وأنكر التقرير أن انخفاض معدَّل المواليد والنمو السكَّاني الطبيعي كان نتيجةً للتعقيم القسري، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني.
ورصد عدد من التقارير دليلاً على التعقيم القسري في شينجيانغ. ففي العام الماضي، أخبرت مُعلِّمةٌ إيغورية صحيفة The Guardian البريطانية بأنها قد أُجبِرَت على التعقيم من قِبَلِ حملةٍ حكومية لتقليص معدَّلات الإنجاب لدى الأقليات المسلمة.
حيث قالت كيلبينور، وهي صديقة لصحيفة The Guardian: “في عام 2017، عرضوا عليَّ خياراً إما أن أجري عملية اللولب وإما عملية التعقيم، فقط لأنني أعمل رسمياً بمدرسة. لكن في العام 2019، قالوا إن هناك أمراً من الحكومة بأن أيَّ امرأةٍ من 18 إلى 59 عاماً سوف تخضع للتعقيم”.
اعتقال نحو مليون إيغوري
وبحسب تقارير، اعتُقل ما يقرب من مليون إيغوري على مدار الأعوام القليلة الماضية، فيما أطلقت عليها الحكومة الصينية “معسكرات إعادة التعليم” و”مراكز تدريب مهني” ترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”، على حد قولها.
واعتُقِلَ الإيغوريون الذي يُظهِرون أيَّ درجةٍ من الالتزام بالإسلام -بما في ذلك الصلاة والصوم والامتناع عن تناول الكحوليات وإطلاق اللحى أو ارتداء ملابس إسلامية- بواسطة السلطات، وأُجبِروا على الامتثال لمبادئ الحزب الشيوعي. وناشَدَ كثيرون قادة العالم الإسلامي الردِّ على ذلك، وطالبوا بالمساءلة.
وفي العام الماضي، توصَّل تحقيقٌ أجرته وكالة Associated Press الأمريكية، إلى أن “مناخاً من الإرهاب” يتولَّد حول إنجاب أطفال، على خلفية تقارير بأن الإيغور يتعرَّضون للتهديد بالاحتجاز في معسكراتٍ، لأنهم أجنبوا الكثير من الأطفال.
ووَجَدَ التحقق أن انخفاضاً حاداً وغير مسبوق يجري الآن، مِمَّا يحوِّل مقاطعة شينجيانغ من إحدى أسرع المناطق الصينية من حيث النمو السكَّاني إلى أبطأها.
ويكشف تقريرٌ آخر، أعدَّه الباحث في الشؤون الصينية أدريان زينز، أن المعتقلات السابقات بمعسكرات الاحتجاز في شينجيانغ قالوا إنهن حُقِنَّ بمواد أوقفت الطمث أو تسبَّبَت في نزيفٍ كالذي يحدث لدى تناول وسائل منع الحمل.
فرض عقوبات على مسؤولين صينيين
وكان البرلمان الأوروبي قد دعا، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2020، الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على مسؤولين صينيين، بسبب الانتهاكات على الإيغور في إقليم تركستان الشرقية.
حيث تبنى البرلمان الأوروبي، في جلسة تصويت، مشروع قرار مشتركاً حمل اسم “العمل القسري، ووضع الإيغور في إقليم تركستان الشرقية”، معرباً عن إدانته الشديدة لسياسة الحكومة الصينية، في إجبار الإيغور والكازاخيين والقرغيز والأقليات المسلمة الأخرى على العمل في مصانع ومعسكرات مغلقة بالإقليم ذاته.
وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
وفي مارس/آذار 2020، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، أشارت فيه إلى احتجاز الصين للمسلمين بمراكز اعتقال، لمحو هويتهم الدينية والعرقية.