سباق عالمي لشراء لقاح كورونا.. الدول الغنية تنال النصيب الأكبر وتحذير من تعريض حياة الفقراء للخطر

قال تقرير نشرته صحيفة The Raw Story، إن البلدان الغنية التي يسكنها عددٌ صغير من سكان العالم قد اشترت بالفعل أكثر من نصف مخزون جرعات لقاح فيروس كورونا، بالتزامن مع تعهُّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبدء في تلقيح الأمريكيين بغضون أسابيع.

وتتسابق شركات الأدوية الكبرى على إنتاج لقاح فعال مضاد لفيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 935 ألف شخص حول العالم، وأصاب قرابة 30 مليون آخرين.

 رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، كانت حذَّرت الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول، مما وصفته بـ”إضفاء الصِبغة القومية على اللقاح”، إذ قالت إنّ هذا قد يعرّض حياة الناس للخطر عبر حرمان الفئات الأكثر ضعفاً في الدول الفقيرة من وسائل الحماية من المرض.

دراسة أجرتها مؤسسة Oxfam البريطانية أظهرت أنّ ثمة مجموعة من البلدان الغنية التي لا يقطنها أكثر من 13% من عدد سكان العالم قد حصلت على نصيب الأسد من جرعات اللقاح.

مؤسسة Oxfam القائمة على الدراسة، قالت إن أبرز خمسة لقاحات مرشّحة لمواجهة الفيروس تخضع حالياً للمراحل الأخيرة من التجارب، ومن المقرر أن يُنتج بموجب إتمام تلك المرحلة 5.9 مليار جرعة تقدَّم لقرابة ثلاثة مليارات نسمة.

 البلدان الغنية في العالم حصلت على قرابة الـ51% من تلك الجرعات؛ لاسيّما الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، وهونغ كونغ، وماكاو الصينية، واليابان، وسويسرا، وإسرائيل.

أمّا الجرعات المتبقية والتي يبلغ عددها قرابة 2.6 مليار جرعة، فقد نالتها أو وُعِدت بها البلدان النامية ومن بينها الهند، وبنغلاديش، والصين، والبرازيل، وإندونيسيا، والمكسيك.

“إضفاء الطابع القومي على اللقاحات”: ترامب قال الأربعاء، إنّه سيبدأ في طرح اللقاح بالولايات المتحدة قريباً بحلول الشهر المقبل، وهو ما يتعارض مع ما أعرب عنه خبراء الصحة البارزون في إدارته، إذ أفادوا بأنه من غير المرجّح أن تتوافر جرعات اللقاح على نطاقٍ واسع قبل منتصف عام 2021.

كما أعرب الديمقراطيون عن قلقهم حيال ضغط ترامب على الجهات الحكومية التنظيمية والباحثين من أجل الموافقة على لقاح متعجّل في وقتٍ سابق لأوانه، لدعم مساعيه لإعادة الترشّح للرئاسة أوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

في انتقادٍ ضمني لنهج ترامب في التعامل مع الجائحة، قالت أورسولا إنّ أوروبا ستدعم الهيئات متعددة الأطراف مثل منظّمة الصحة العالمية، في محاولاتها لتوزيع اللقاح توزيعاً أكثر إنصافاً.

كما قالت إنه “لن يكون أي منّا آمناً إلى أن يشملنا الأمان جميعاً، أينما كُنا نعيش وبغض النظر عما نملكه، وإنّ إضفاء الطابع القومي على اللقاحات يُعرّض الأرواح للخطر، فيما سيُنقذها التعاون على هذا الصعيد”.

“العمل بقوّة وعلى جناح السرعة”: أودت الجائحة بالاقتصاد العالمي، وما تزال العديد من البلدان تفرض قيوداً على سكانها لاحتواء حالات تفشّي المرض.

إذ انضمت نيوزيلندا إلى قائمة المنكوبين اقتصادياً الخميس 17 سبتمبر/أيلول، حين أفادت بأنها انزلقت إلى ركودٍ اقتصادي لأوّل مرّة منذ عقد.

وسجّلت البلاد مستوى غير مسبوق من الانكماش يبلغ 12.2% في الربع الثاني من 2020، من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، بالتزامن مع تدابير إغلاق صارمة فرضتها البلاد منذ مارس/آذار وحتى مايو/أيار لاحتواء الأزمة.

لكن كان هناك ما يدعو إلى التفاؤل بأن الساحة تستعد لتعافٍ قويّ.

إذ يقول وزير المالية النيوزيلندي غرانت روبرتسون، إن “العمل الجاد وعلى جناح السرعة يعني أنه يمكننا العودة أسرع وأقوى. ويتوقّع خبراء الاقتصاد أن الربع الثالث المقرر انقضاؤه في سبتمبر/أيلول الحالي، سيُظهر طفرةً كبيرة على صعيد استعادة النمو”.

ثمّة مؤشرات إيجابية في جنوب إفريقيا أيضاً، حيث أعلنت السلطات عن إعادة فتح حدودها أمام الوافدين من معظم البلدان اعتباراً من الشهر المقبل، كجزءٍ من تخفيفٍ أوسع نطاقاً للقيود التي فُرضت لمواجهة فيروس كورونا الجديد، بالتزامن مع تحسّن أرقام الإصابات.

وقد انخفض متوسّط عدد الإصابات الجديدة في البلاد من 12 ألف حالة في اليوم خلال يوليو/تموز، إلى أقل من ألفي حالة في الوقت الراهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى