سباق مبكر لانتخابات الرئاسة الليبية.. قائمة أبرز المرشحين المحتملين

ورغم أنه لم يجر بعد الاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والنيابية المقبلة في موعدها المحدد 24 ديسمبر، إلا أن المرشحين المحتملين بدأوا في الحشد الإعلامي والشعبي أو ترك مناصبهم استعدادا لهذا الاستحقاق.

وأعد مجلس النواب الليبي قانون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، إلا أن ما يعرف بمجلس الدولة الاستشاري يعترض بشدة على القانون ويريد إجراء تعديلات على القانون قبل إصداره.

وينص قانون انتخاب الرئيس الذي أصدره مجلس النواب رقم 1 لعام 2021 ، على أن أي مواطن ليبي يرغب في الترشح “سواء كان مدنيا أو عسكريا، يتوقف عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر، وإذا لم ينتخب فإنه يعود لسابق عمله وتصرف له مستحقاته”.

المشير خليفة حفتر

يعد المشير خليفة حفتر هو المرشح الرئاسي الأوفر حظا من خلال الدعم القبلي وجهوده في مكافحة الإرهاب، وقد اتخذ خطوة فعلية في طريق الترشح.

ففي الـ 22 من سبتمبر كلف المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، رئيس أركان الجيش الفريق أول عبدالرازق الناظوري بمهام القائد العام وذلك للترشح للانتخابات.

وأوضح بيان للقيادة العامة للجيش الليبي أن تكليف الناظوري سيكون لثلاثة أشهر مقبلة من تاريخ اليوم الأربعاء، مطالبا جميع الجهات بالجيش بتنفيذ القرار.

وخرجت العديد من التظاهرات الشعبية وبيانات للقبائل في مدن مختلفة خاصة في الشرق والجنوب تطالب المشير حفتر بالترشح للانتخابات الرئاسية وترى أنه هو الأجدر بها والأوفر حظا.

والمشير خليفة حفتر هو القائد العام للجيش الليبي الذي تمكن من خلال عملية الكرامة التي أطلقها عام 2014 من تحرير مدن الشرق والجنوب كبنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب من الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر عليها، وحرر حقول وموانئ النفط المصدر الرئيس للدخل في ليبيا منها.

عقيلة صالح

ثاني أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية الليبية هو رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ورغم أنه لم يعلن اعتزامه بعد الترشح للانتخابات الرئاسية، إلا أن ذلك يشيع بشكل كبير في الأوساط الليبية.

ومنذ اليوم المحدد الذي يفترض أن يترك فيه المرشحون المحتملون مناصبهم مؤقتا استعدادا لخوض السباق الانتخابي 23 سبتمبر فإن رئيس مجلس النواب منذ اليوم المحدد لم يعقد مجلس النواب جلسة رسمية ليقطع صالح الظن في ترشحه من عدمه.

إلا أن النائب الليبي صالح افحيمة، أكد أن عقيلة صالح أخبرهم خلال جلسة 21 سبتمبر التي تم فيها سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية أنها آخر جلسة يترأسها، قبل دخوله في إجازة إلى حين موعد الانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر، بهدف التمكن من الترشح والمنافسة على منصب رئيس ليبيا القادم.

هذا التأكيد من النائب صالح افحيمة قابله تصريح آخر للمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي المريمي، الذي قال إن صالح سوف يعلن بشكل واضح خوضه الانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية العام في البلاد حال قرر ذلك وأنه عند توقفه أيضا عن العمل سواء لقضاء إجازة أو استقالة، سيتم الإعلان عن ذلك.

وتدعم صالح العديد من القبائل في الشرق الليبي للترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن قاد مجلس النواب لـ 7 أعوام دعم فيها القوات المسلحة في محاربة الإرهاب، وأطلق مبادرة السلام 23 إبريل 2020 التي أوصلت البلاد إلى تشكيل السلطة الجديدة من مجلس رئاسي وحكومة تمثل الأقاليم التاريخية الثلاث.

فتحي باشاغا

بدء فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها تجهيزاته للترشح للانتخابات الرئاسية مبكرا، عنوانها الانفتاح على الآخر، بناء على توصيات من شركة أمريكية للدعايا والعلاقات العامة.

وقد أعلن باشاغا عزمه خوض الانتخابات الرئاسية مبكرا منذ مارس الماضي، حيث قال في حوار مع مجلة “لوبوان” الفرنسية، أنه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل وأن برنامجه الانتخابي، يرتكز على “الأمن ووحدة الوطن والمصالحة الوطنية”.

ونقلت وسائل إعلام ليبية ودولية أن باشاغا وقع عقدا مع إحدى شركات الضغط والعلاقات العامّة للدعاية له كمرشح للانتخابات القادمة مقابل 50 ألف دولار شهريا حتى يناير 2022، عبر الترويج لجهوده في مكافحة الفساد والترويج للانتخابات القادمة.

وهو ما أعلن عنه باشاغا نفسه على حسابه الرسمي على تويتر قائلًا :”يسعدني العمل مع مجموعة (بي جي آر) لتسليط الضوء على الحاجة إلى دعم الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر 2021، التي تعتبر خطوة مهمة في إبقاء ليبيا على المسار الصحيح نحو مستقبل مستقر ومزدهر”

كما عقد باشاغا لقاءات مؤخرا مع العديد من الأطراف الفاعلة في الخارج والداخل الليبي لدعمه في الانتخابات المقبلة، من بينها لقاءات مع قبيلة القذاذفة وأطراف من النظام السابق، تحت شعار المصالحة الوطنية.

أحمد معيتيق

يقود النائب السابق لرئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها أحمد معيتيق حملة مكبرة استعدادا للترشح للانتخابات الرئاسية القبلة، وينمي في سبيل ذلك علاقاته مع جميع الأطراف.

ورغم كون معيتيق من مدينة مصراتة في الغرب الليبي إلا أن له علاقات جيدة بالأطراف الليبية الأخرى في الشرق والجنوب، كما تجمعه تواصلات بالقيادة العامة للجيش الليبي، وقد ساهم بالوصول إلى اتفاق لإعادة تصدير النفط سبتمبر 2011.

كما شارك في الحوار مع الأطراف الأخرى لدعم مسارات التسوية التي أفضت إلى تشكيل السلطة التنفيذية الحالية، ومؤخرا يدعم معيتيق الانتخابات وزار مدينة تاورغاء المنكوبة التي دمرتها وهجرت أهلها مليشيات مدينة مصراتة التي ينتمي إليها في سبيل المصالحة الوطنية. وترى مجلة “فورميكي” الإيطالية إنه منافس حقيقي في الانتخابات الرئاسية القادمة.

سيف النصر

أعلن الدبلوماسي الليبي السفير عبدالمجيد غيث سيف النصر في تصريح لـ”العين الإخبارية” اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ديسمبر المقبل، بناء على طلبات وترشيحات من المواطنين الليبيين وأن فريقه بدء في جمع توقيعات تزكية لترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبل ديسمبر 2021، وأنه سيتقدم رسميا بالترشح حين فتح الباب من قبل المفوضية العليا للانتخابات.

عبد المجيد غيث عبد المجيد سيف النصر أحد أبرز السياسيين الليبيين من أبناء قبيلة أولاد سليمان-إحدى أكبر القبائل في الجنوب والوسط والشرق-، وينتمي إلى أسرة عريقة في السياسة الليبية فهي حكمت إقليم فزان –الجنوبي- في ظل النظام الفيدرالي في ليبيا حتى عام 1963 .

وهو عضو المجلس الوطني الانتقالي سابقا عن مدينة سبها بالجنوب ورئيسا للجنة الأمنية العليا بالمجلس وعضو المؤتمر الوطني العام سابقا وسفير ليبيا السابق بالمغرب ومبعوث مجلس النواب لدول المغرب العربي، ومرشح سابق أمام لجنة الحوار السياسي الليبي في جينيف فبراير 2021 كرئيس للوزراء ممثلا عن المنطقة الجنوبية.

ويتركز برنامجه على الدعوة للمصالحة الوطنية وتجمعه علاقات بكافة الأطياف السياسية في ليبيا ومن أقواله: “الكثير يستغرب من توجهاتي السياسية، إنني مع الملكي الوطني ومع السبتمبري الوطني ومع الفبرايري الوطني، إنني مع الوطن الذي يجمعنا مع مختلف الاتجاهات والأطياف والمكونات، ومع مشاركة الجميع في العملية السياسية”.

سيف الإسلام القذافي

ظل سيف الإسلام القذافي مختفيا عن الأنظار لأربع سنوات ثم ظهر في حوار مع صحيفة “نيويورك تايمز” ، ولمح إلى العودة للحياة السياسية، وإلى وجود تقاربات وتحالفات مع أطراف ليبية أخرى خلال الفترة المقبلة.

واختفى سيف الإسلام القذافي عام 2017، بعد أن أطلقت سراحه المجموعات المسلحة في مدينة الزنتان التي ألقت القبض عليه نوفمبر 2011.

ورغم صدور حكم بالإعدام على سيف الإسلام عام 2015 بعد محاكمة سريعة، إلا أن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

ويرى سيف الإسلام أنه مقتنع بأن المسائل القانونية المتعلقة بكونه صادرا بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية يمكن التفاوض بشأنها إذا اختارته غالبية الشعب الليبي زعيما، مشيرة إلى أن “سيف يعتقد على ما يبدو أنه وحده يستطيع تمثيل دولة لجميع الليبيين”.

ولا يزال آلاف من الليبيين خاصة في الجنوب يدعمون النظام السابق ولديهم رغبة في دعم سيف الإسلام حال أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن عرفوه بمشروعه “ليبيا الغد” والتي سبق وأعلن عنها قبل سقوط نظام والده ومشروعا للمصالحة.

ومؤخرا تم الإفراج عن شقيقه الساعدي القذافي إلا أنه ظل قيد الإقامة الإجبارية في تركيا إلى الآن ويرى خبراء في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية” أن هذه الخطوة يقصد بها الضغط على سيف الإسلام لمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية.

عبدالحميد الدبيبة

برز مؤخرا اسم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أنه لم يؤكد او ينفي ذلك، إلا أنه قال أمس السبت خلال تفقده مشروع محطة غرب طرابلس الاستعجالي أنه يرغب في افتتاحته يناير المقبل ما يعني عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية أو رغبته في التمديد لحكومته.

ويرى الخبراء أن سحب الثقة من الدبيبة وحكومته هو بمسابة إعطاء الضوء الأخضر له للترشح للانتخابات الرئاسية كون قانون الانتخابات الصادر عن مجلس النواب اشترط أن يترك المسؤول منصبه قبل الموعد بـ 3 أشهر وسحب الثقة منه وتكليف حكومته بتسيير الأعمال هي بمسابة الاستقالة.

ويواجه الدبيبة أيضا إشكالية أنه تقدم بتعهد أثناء انتخابه من لجنة الحوار السياسي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إلا أن البعض يرى أن هذا التعهد الخطي ليس قانونيا وليس ملزما خاصة أن بعض المرشحين المحتملين الآخرين تقدموا بنفس التعهد مثل عقيلة صالح وباشاغا ومعيتيق وغيرهم.

ومؤخرا زادت شعبية الدبيبة على خلفية اتخاذه إجراءات شعبية مثل منح تيسير الزواج للشباب، كما يرى البعض أنه ساهم في توحيد العديد من مؤسسات الدولة التي عانت سنوات من الانقسام.

كما يدور في الأوساط السياسية مؤخرا أسماء مرشحين آخرين محتملين للانتخابات الرئاسية من بينهم خالد المشري رئيس مجلس الدولة الاستشاري والدبلوماسي الليبي السابق رئيس تكتل إحياء ليبيا عارف النايض والسفير الليبي في الأردن محمد البرغثي، ورجل الأعمال من مدينة مصراتة محمد المنتصر وغيرهم، إلا أن أيا منهم لم يعلن ذلك رسميا أو يتخذ خطوات علنية في هذا الاتجاه.

وبدأت المفوضية العليا للانتخابات التجهيزات لاستحقاق انتخابات 24 ديسمبر الرئاسية بعد تسلمها قانون الانتخابات من مجلس النواب.

وينظر للانتخابات المزمع عقدها 24 ديسمبر المقبل باعتبارها خطوة حاسمة لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى منذ 2011.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى