ستارمر: قد نجري تصويتا في البرلمان لإرسال قوات لـ”حفظ السلام” إلى أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار
![رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر / AP](https://www.opinyatimes.com/wp-content/uploads/2025/02/67b363a34c59b77e3028ab2e.jpg)
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر احتمال إجراء تصويت برلماني لإرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا بعد التوصل لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أن ذلك لن يحدث دون “ضمان مدعوم” من واشنطن.
وقال ستارمر في حوار مع صحيفة “التلغراف”: إن “بريطانيا على استعداد للعب الدور الرائد في تسريع العمل على تحقيق ضمانات أمنية لأوكرانيا.. وهذا يعني أيضا استعدادنا ورغبتنا في الإسهام في تنفيذ هذه الضمانات من خلال إرسال قواتنا إلى أراضي أوكرانيا في حال الضرورة”.
وأضاف: “لا استبعد إجراء تصويت برلماني على التزام القوات البريطانية بدور حفظ السلام في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار”. وذلك على خلفية دعوات من بعض أعضاء حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي، بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن ستارمر ألمح إلى أنه “سيكون من الضروري الحصول على ضمان مدعوم من الولايات المتحدة لكي ترسل بريطانيا قواتها البرية إلى أوكرانيا”، مؤكدا أن هذا “جزء أساسي” من أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا. في إشارة إلى أن لندن لن تتحرك دون تنسيق دولي قوي، خاصة مع واشنطن.
ولفتت الصحيفة إلى أن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، إد دافي، أكد دعم حزبه لإرسال قوات بريطانية “لحماية اتفاق وقف إطلاق النار”، ولكنه في الوقت نفسه شدد على “ضرورة استشارة البرلمان”. وقال دافي: “رئيس الوزراء على حق تماما عندما يتعلق الأمر بنشر القوات البريطانية في أوكرانيا لدعم أي اتفاق سلام”.
بدوره قال المتحدث باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي إن الحزب “سيدعم نشر القوات، لكن يجب أن يكون للبرلمان الفرصة للتعبير عن رأيه”.
من جانبها، عبّرت النائبة عن حزب العمال، ديان أبوت، عن قلقها بشأن اقتراح إرسال القوات البريطانية لأوكرانيا. وكتبت في حسابها على منصة “إكس”: “إذا كان السلام مستداما ودائما، فلن تكون هناك حاجة للقوات البريطانية على الأرض.. أما إذا لم يكن كذلك، وقد يعرض هذا الأمر البلد للخطر ويضع الجنود في خطر، فيجب أن يصوت البرلمان على ذلك أولا”.
ومن المتوقع أن ينضم ستارمر إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني وقادة أوروبيين آخرين في باريس اليوم الاثنين لحضور قمة طارئة بشأن أوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن مفاوضات إنهاء الصراع في أوكرانيا ستبدأ “فورا” بعد إجرائه مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما أثار المخاوف في أوروبا من أن يتم تهميشها في أي مفاوضات محتملة بشأن الأزمة الأوكرانية.
وقد تعززت هذه المخاوف بعد تصريحات صريحة أدلى بها مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، يوم السبت، حيث أعلن أنه لن يكون هناك مقعد لأوروبا على طاولة مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا.
ومن المزمع أن يزور ستارمر ترامب في واشنطن قبل نهاية هذا الشهر، وفقا لوسائل إعلام بريطانية.
من جهته، يقود وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، وفدا إلى المملكة العربية السعودية لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس حول مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويرى محللون أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتحديد جدية هذه الجهود الدبلوماسية، حيث يسعى القادة الأوروبيون إلى لعب دور أكبر في التأثير على مسار المفاوضات وضمان عدم تهميش مصالحهم في أي تسوية مستقبلية.
في السياق ذاته، حذّر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، من أن أي وجود لقوات عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية قد يؤدي إلى “عواقب وخيمة للغاية”، قد تصل إلى حد الكارثة التي لا يمكن إصلاحها.
وجاءت تصريحاته لتؤكد الموقف الروسي الحازم ضد أي تدخل عسكري أجنبي في النزاع الأوكراني.
وتعتقد الاستخبارات الخارجية الروسية، أن أي وجود لقوات عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية سيشكل احتلالا فعليا لأوكرانيا.