سجال في مصر حول تصريحات عمرو موسى بشأن وجبات عبد الناصر السويسرية
رد ثلاثة من المفكرين الناصريين عل ما ورد في أمين عام جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى في كتابه الأخير “سنوات الجامعة العربية” عن وجبات الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وقال محمد أبو العلا القطب “كان لعمرو موسى تقدير من جماهير شعبان عبد الرحيم بعد أن غنى أغنية (بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل) خلافا لحقيقة عمرو موسى في التطبيع مع إسرائيل، وبعد سقوطه عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية في شرعنة ضرب (الناتو) لليبيا، تطاول على تاريخ الزعيم جمال عبد الناصر الذي يعرفه الشعب المصري جيدا والذي يأكل مما يأكلون وأكلته المفضله كانت الجبنة البيضاء بالخبز، ولبس البدلة الشعبية من مصانع المحلة”.
وأضاف القطب: “قال عمرو موسى أن الأكل كان يأتي لعبد الناصر من مطاعم باريس وهذا بعيد جدا عن سلوك وحياة الزعيم”.
من جانبه قال محمد بسيوني الباحث والصحفي المتخصص في الشؤون العربية: “السيد عمرو موسى أصدر قبل عامين كتابه بعنوان (كتابيه) ويبدو أن من اختار له العنوان استخدم اللفظ القرآني (كتابيه) ليوحي أن كل ما في الكتاب صادق وحقيقي.. ولكن كل من قرأ الكتاب اكتشف أن السيد موسى ضخم كثيرا من دوره في كل الأحداث التي رواها بشهادة من كتبوا عن الدبلوماسية المصرية في تلك الفترة الزمنية”.
وأضاف بسيوني: “لقد شطح به الخيال كثيرا في رواياته عن زعامات عربية حيث ادعى أنه كان يشتري وجبات طعام فاخرة طازجة ويرسلها من لندن في الحقيبة الدبلوماسية للزعيم جمال عبد الناصر وهو ما أثار الضحك والغضب لدى أسرة الزعيم الراحل والناصريين الذين يعرفون ومعهم قادة كل دول العالم ومن عاصروا ناصر أن الزعيم الراحل كان لا يأكل إلا الطعام الذي تعده زوجته السيدة تحية رحمها الله ولم يضبط ولا مرة واحدة يأكل الا الطعام البسيط من الخبز والجبن”.
وتابع: “سألت الكثيرين من الدبلوماسيين القدامى هل كان من مهام عمرو موسى أثناء عمله في السفارة المصرية بلندن إحضار الطعام؟، فسخروا من الأمر وقال أحدهم: لم يحدث هذا أبدا لأيام ناصر ولم يكن من مهام السفارة إحضار الطعام الطازج إلا في أيام السادات وفي مرات محدودة”.
وقال الباحث المتخصص في شؤون الأمن القومي أحمد رفعت: “خياط بسيط اسمه مكرم وليام يتحدث إلى الصحف المصرية في يناير من العام الماضي في ذكرى ميلاد الزعيم عبد الناصر ليقول إن محله الذي ورثه عن والده كان يفصل القمصان الخاصة بالزعيم، وإن والده كان يصنع له القمصان بالمقاس الذي يريده!. لم تكن ملابسه من أرقى الأزياء ولم يسع لينافس على أشيك زعماء العالم”.
وأضاف: “أما عمر عبدالقادر العجمي الحارس الشخصي للراحل عبد الناصر فتحدث للصحف المصرية في سبتمبر 2018 بذكرى رحيله عن طعامه، وقال: إن طعامه المفضل عند الفطور كانت الجبنة البيضاء والخيار والطماطم أو البيض المسلوق والغداء كان القليل من الرز والخضار وممكن قطعة لحم صغيرة أو قطعة سمك”.
وأشار رفعت إلى أن “الكلام السابق أكده كل من اقترب من عبد الناصر وتعامل معه ولم يكن منهم عمرو موسى، ولكن ما فعله هي طريقة كتابة التاريخ هذه الأيام.. كلام مرسل لا شهود ولا شهادات ولا وثائق ولا تواريخ محددة”.