سوريا تغازل أمريكا بقرار مدحته الأمم المتحدة.. هل وصلت الرسالة؟
على وقع الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، في فبراير/شباط الماضي، تحرك الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بقرارات لإغاثة المنكوبين، قوبل بضوء أخضر من دمشق.
إلا أن مفاعيل القرار الأمريكي، المتضمن إعفاءات من العقوبات لتمهيد الطريق لمزيد من المساعدات إلى سوريا، انتهت اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع قرار اتخذته دمشق، في الاتجاه المعاكس.
ومددت سوريا اليوم الثلاثاء، تصريحا للأمم المتحدة لإرسال مساعدات عبر معبرين حدوديين تركيين لمدة ثلاثة أشهر في وقت انتهى فيه أمد إعفاء أمريكي كان يسمح ببعض المعاملات المرتبطة بالمساعدات الإنسانية بعد زلزال مدمر.
ترحيب أممي
التمديد السوري رحبت به الأمم المتحدة على لسان المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إيري كانيكو، قائلة اليوم الثلاثاء: “نرحب ترحيبا حارا بتمديد الحكومة السورية السماح باستخدام معبري باب السلام والراعي حتى 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل”. وأكدت بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك التمديد.
وفي أعقاب الزلزال، أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إعفاءات من العقوبات لتمهيد الطريق لمزيد من المساعدات إلى سوريا. في حين أن المساعدات الإنسانية معفاة من العقوبات، فإن الإعفاءات استهدفت التصدي للأثر المروع للإجراءات التي جعلت بعض البنوك والشركات تخشى التعامل مع سوريا.
ومدد الاتحاد الأوروبي الإعفاء حتى 24 فبراير/شباط، لكن التفويض الأمريكي الواسع المعروف باسم الترخيص انتهى اليوم الثلاثاء.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية: “كان تصريحا محدود الوقت استهدف تعزيز التراخيص الإنسانية الحالية للإغاثة من الكوارث وضمان حصول السوريين المتضررين على المساعدات الطارئة بعد الزلزال”.
وقال المتحدث إن التراخيص الأمريكية التي تسهل عمل منظمات الإغاثة والأمم المتحدة ما زالت سارية المفعول.
وحذرت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في سوريا إيما فورستر، من أن انتهاء صلاحية الإجراء الأمريكي الواسع “سيعني زيادة في الامتثال المفرط وتجنب المخاطر التي تعيق سرعة وكفاءة الاستجابة الإنسانية في سوريا”.
استئناف العمليات
واستخدمت الأمم المتحدة معبر باب الهوى لإيصال المساعدات من تركيا إلى الملايين في شمال غرب سوريا منذ 2014 بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن أجله انتهى في منتصف يوليو/تموز الماضي، بعد أن تعذر على المجلس المؤلف من 15 عضوا التوصل إلى اتفاق لتمديده.
وقالت الحكومة السورية بعد ذلك بأيام قليلة إن الأمم المتحدة يمكنها استخدام معبر باب الهوى لستة أشهر أخرى، لكن توصيل المساعدات لم يُستأنف بعد نتيجة قلق الأمم المتحدة من “شرطين غير مقبولين”.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، للصحفيين: “ما زلنا نعمل لتذليل هذه العقبات. ونأمل أن نتمكن من القيام بذلك ونحن على استعداد لاستئناف العمليات إذا تم التغلب على هذه العقبات”.
ولم تفرض سوريا الشروط ذاتها على استخدام الأمم المتحدة لمعبري باب السلام والراعي الحدوديين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن حجم الاحتياجات في سوريا بعد أكثر من عقد من الصراع، بالإضافة إلى الزلزال “يتطلب تحركات وحلولا سريعة للتغلب على العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية”.
فيما قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا سهير زقوت: “من الضروري بذل كل جهد ممكن لدعم جميع سبل المساعدة وإتاحة الوصول الإنساني الكامل والآمن ودون عوائق لتلبية احتياجات الناس في شمال غرب سوريا”.