“سي آي إيه” تحذر من عقار “راهن” عليه ترامب لعلاج كورونا

كشفت صحيفة أمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” حذرت موظفيها سرا من تناول عقار مضاد للملاريا، وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه علاج واعد لفيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19) الذي يجتاح العالم.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست”: إن “سي آي إيه” نصحت موظفيها بعدم تعاطي دواء هيدروكسي كلوروكوين، لأن له آثارا جانبية خطيرة، تصل إلى الموت المفاجئ.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحذير، الذي ظهر على الموقع الإلكتروني لموظفي “سي آي إيه” مع أسئلة تتعلق بانتشار “كوفيد 19″، جاء في أواخر مارس/آذار بعد إجراء مناقشات عامة، وترويج الرئيس أن عقار كلوروكوين، ربما يثبت فاعليته ضد المرض.

ووسط الجدل المشحون بأغراض سياسية بشأن هيدروكسي كلوروكين، يقول خبراء طب إنه لا يوجد دليل قاطع على أنه يفعل ما أشار إليه ترامب.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الجدل يبرز ظاهرة متكررة في هذه الإدارة، حيث يتبنى الرئيس موقفًا علنيا جدا، وأحيانًا مثيرا للجدل حول قضية ما، في حين ترسم وكالات داخل الحكومة نهجًا مختلفًا وأكثر حذراً.

وأشار تحذير موقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى وجود تقارير إعلامية تفيد بأن الدواء “له نشاط ضد فيروس “كوفيد-19”.

وأضاف: “في هذه المرحلة، لا ينصح المرضى باستخدام الدواء إلا بتوصية طبية من أطباء متخصصين يصفونه في إطار الدراسات الاستقصائية الجارية”.

وتابع: “هناك آثار جانبية محتملة، تشمل الموت (توقف) القلبي المفاجئ، المرتبط بهيدروكسي كلوروكوين واستهلاكه الشخصي لدى المرضى الذين ينبغي اختيارهم بعناية ومراقبتهم من قبل أخصائي رعاية صحية”.

وأردفت الرسالة بحروف داكنة بارزة: “من فضلك لا تحصل على هذا الدواء من تلقاء نفسك”.

في المقابل، رفض متحدث باسم “سي آي إيه” التعليق على هذه الرسالة الداخلية للموظفين في الوكالة.

يأتي التحذير بعد نحو أسبوع من إشادة الرئيس ترامب لأول مرة بالعقار في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قائلا: “أعتقد أنه ربما يمكن، بناءً على ما أراه، ربما يمكن أن يغير قواعد اللعبة”.

ومع تفاقم أزمة الصحة العامة، قال ترامب في مؤتمر صحفي في 3 أبريل/نيسان الجاري: إن هيدروكسي كلوروكوين “يبدو وكأنه يحقق بعض النتائج الجيدة”.

وطيلة عقود استخدم هيدروكسي كلوروكوين لعلاج الملاريا، كما تم استخدامه لعلاج الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي.

ويحذر الخبراء من الآثار الجانبية للدواء، مثل عدم انتظام ضربات القلب، التي يمكن أن تسبب الوفاة.

وفي البرازيل، توقفت دراسة حديثة عن عقار الكلوروكين، الذي يشبه هيدروكسي كلوروكوين، في مرحلة مبكرة لأن عددًا من الأشخاص الخاضعين للاختبار تعرضوا لمشكلات خطيرة في القلب.

من جانبه، قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي، أنتوني فاوتشي، إن البيانات حول فاعلية هيدروكسي كلوروكوين ضد الفيروس “إيجابية حقا في أفضل الأحوال”.

والشهر الماضي، منحت إدارة الغذاء والدواء موافقة طارئة لجهود إدارة ترامب لتوزيع ملايين الجرعات من الأدوية المضادة للملاريا على المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، قائلة: إن الأمر يستحق تجربة علاجات غير مؤكدة لإبطاء المرض في المرضى المصابين بأمراض خطيرة.

وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 587 ألفا و173 إصابة بالفيروس، وأكثر من 23 ألفا و644 وفاة، بينما تعافى 36 ألفا و948 شخصا حتى صباح الثلاثاء.

ويكافح العالم الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الثلاثاء، إلى 120 ألفا و728، وبلوغ عدد المصابين نحو 1.94 مليون شخص، بينما تعافى 459 ألفا و131 شخصا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى