شبح “ماركوس”.. سر إقبال الفلبينيين على شراء الكتب “دون قراءتها”
عادة ما يقبل القراء على شراء الكتب لقراءتها، إلا أن الوضع بالفلبين كان مغايرا بعض الشيء؛ فالإقبال “الكبير” كان للحفاظ على التاريخ.
فالفلبينيون أقبلوا بكثرة في الآونة الأخيرة على شراء الكتب التي تؤرخ لحقبة الديكتاتور الفلبيني الراحل فرديناند ماركوس، لا لقراءة التاريخ، بل للحفاظ عليه.
ويأتي الاندفاع لشراء الكتب التي توثق عهد ماركوس الذي دام 21 عامًا عقب تولي ابنه فرديناند “بونج بونج” ماركوس جونيور منصبه، بعد فوز ساحق في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو/ أيار الماضي.
وفيما لم يعترف ماركوس الابن أو يعتذر عن انتهاكات حقوق الإنسان والفساد والسرقة التي أكد المؤرخون وقوعها تحت قيادة والده. أثيرت مخاوف من أن يسعى لإعادة كتابة التاريخ الآن.
وكان ماركوس الابن قد أعلن خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2020، عن رغبته في مراجعة الكتب المدرسية التي وثقت نظام والده “الفاسد” و”الوحشي”.
وقال ماركو جونيور في ندوة استضافها نادي الصحافة الوطني: “نحن ندعو إلى ذلك منذ سنوات”، واتهم من هم في السلطة منذ وفاة والده بـ”تعليم الأطفال الأكاذيب”.
وبحسب تقارير جماعات حقوق الإنسان، التي وثقت الانتهاكات التي شهدها حكم ماركوس من عام 1965 إلى عام 1986، فإن عشرات الآلاف من الأشخاص تعرضوا للسجن والتعذيب أو القتل لانتقادهم الحكومة. كما أدين ماركوس الأب، الذي توفي في المنفى عام 1989، وزوجته إيميلدا، 93 عامًا، بجرائم فساد واسعة النطاق بما في ذلك سرقة ما يقدر بنحو 10 مليارات دولار من الخزانة العامة.
من جانبها، قالت ألميرا ماندورياو، رئيسة قسم التسويق في مطبعة جامعة أتينيو دي مانيلا، إن التدافع لشراء كتب التاريخ الفلبينية بدأ بعد فترة وجيزة من فوز ماركوس جونيور في انتخابات 9 مايو/أيار الماضي.
وقالت: “كان الناس يخشون فجأة حظر الأدب الذي ينتقد الديكتاتورية. ومن هنا جاءت الحاجة إلى شراء الكتب وحمايتها في وقت لا يزالون قادرين فيه على ذلك.”
ووفقا للتقرير فإن هناك ما لا يقل عن 10 كتب تغطي حقبة الأحكام العرفية والماضي المظلم لديكتاتورية ماركوس لا تزال تباع في مطبعة الجامعة.