شغب وحرائق واحتجاجات.. “الكنز العقاري” يشعل غضب الألمان

أشعلت عقارات ألمانيا التي ينظر إليها المستثمرون الدوليون باعتبارها “كنزا”، غضب شريحة من الألمان في مدينة لايبزيغ والذين تضرروا بفعل “ارتفاع أسعار الإيجارات” ما أدى إلى احتجاجات على مدار 3 أيام متواصلة تخللها شغب وحرائق.

واندلعت المظاهرات في المدينة بعد أن أخلت الشرطة منزلا كانت مجموعة من واضعي اليد قد احتلته منذ 21 أغسطس/ آب احتجاجا على نقص الإسكان ميسور التكلفة في المدينة.

وقدم صاحب المنزل، الذي كان خاليا، شكوى جنائية بتهمة التعدي على ممتلكات الغير. ثم أصدرت محكمة مدينة لايبزيغ أمراً بالإخلاء. وأخلت الشرطة المنزل في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء الماضي.

ودعت المجموعة المتظاهرين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإخلاء إلى “التعبير عن غضبهم من الإخلاء وارتفاع الإيجارات والنزوح إلى الشارع“.

وتهدف التظاهرات والتجمعات التي أقيمت بمبادرة من أنصار اليسار المتطرف خصوصا، إلى التنديد بما يعتبرونه “تحسينا وتطويرا” لهذه المدينة الواقعة في مقاطعة ساكسونيا في شرق البلاد مع إعادة شراء عدد كبير من المباني السكنية من قبل مجموعات من المستثمرين.

والتوتر شديد خصوصا في منطقة كونيفيتز في لايبزيغ حيث يعيش العديد من أنصار اليسار المتطرف، حيث تم تنظيم تظاهرات عنيفة أضرم خلالها المحتجون النيران بسيارات الشرطة وألقوا الحجارة على عناصرها.

ألمانيا.. كنز عقاري

 وتواجه سوق الإسكان الألمانية وهي سوق محدودة بالفعل، ضغوطا إضافية من جانب العملاء الأثرياء الذين يتدفقون إليها من جميع أنحاء العالم.

ويبرم المستثمرون الأجانب صفقات عقارية بملايين الدولارات، تقوم على شراء المباني وترميمها بتكلفة باهظة ثم إعادة تأجيرها بمبالغ كبيرة بحسبانها “منازل فاخرة”.

ووفقا لدراسة أجرتها رابطة بنوك الرهن العقاري الألمانية “فاندبريف”، تلقت المباني في سوق العقارات الألماني استثمارات بقيمة 60 مليار يورو خلال عام 2017 أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف قيمة هذه الاستثمارت عام 2010.

وتعتبر ألمانيا كنزا للمستثمرين العقاريين الدوليين. كما تشكل البلاد حصنا للضمان القانوني والاستقرار السياسي والاقتصاد القوي، وهي أمور لا يمكن التغاضي عنها في الأوقات المضطربة.

ويقول لوكاس زيبنكوتن، رئيس جمعية المستأجرين الألمان: “بالنسبة للمشترين الأجانب، لا شيء أفضل من المستأجر الألماني، الذي يحوز ثقتهم في سداد الإيجار في الموعد المطلوب”. ويعتبر انخفاض أسعار الفائدة الذي يجبر كبار المستثمرين على دخول مجال العقارات عاملا رئيسيا آخر في اختيارهم لألمانيا.

وإلى جانب المستثمرين الأمريكيين، تظهر الآن على وجه الخصوص فئة من المستثمرين، وهم الأثرياء الصينيون.

وتبحث الطبقة الوسطى المتنامية فى الصين عن فرص الاستثمار، لكن أسعار المنازل شهدت ارتفاعا هائلا، حيث وصل سعر المتر المربع في الشقق الواقعة بوسط بكين وشنجهاي لأكثر من 10 آلاف يورو، ويصل في بعض الحالات إلى 15 ألف إلى 18 ألف يورو. وعلى النقيض من ذلك، تعتبر الأسعار الألمانية أرخص بكثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى