شكوك حول مساعدة إسرائيل للسعودية في استدراج خاشقجي.. تفاصيل تكشفها واشنطن بوست
الحماية من المراقبة
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب توم مالينوفسكي: “على الإدارة أن تفعل المزيد للحماية. من المراقبة التي سبقت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومكنت من القيام بذلك”.
وحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن ذلك جاء عقب تقرير المخابرات الأميركية بشأن مقتل الصحفي والمعارض السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف النائب الأمريكي، وفق الصحيفة: “إنني أحث الإدارة على تطوير استراتيجية شاملة لمواجهة التهديد. الناشئ العابر للحدود الوطنية، للديمقراطية وحقوق الإنسان. والذي تقدمه الشركات التي تسوق لمثل هذه أدوات القمع القوية”.
شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية
ويشير مالينوفسكي، إلى استنتاجات من محققين في مجال حقوق الإنسان يزعمون أن السلطات السعودية. استخدمت برمجيات خبيثة من شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية “إن إس أو غروب”. للتجسس على اتصالات المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز مع خاشقجي.
وتكررت هذه المزاعم في دعوى رفعها عبد العزيز ضد الشركة. ولم يذكر تقرير المخابرات الذي صدر الجمعة الماضية بشكل مباشر تقنية المراقبة المستخدمة للتجسس على خاشقجي أو شركائه.
وتقوم “إن إس أو غروب” بتسويق هذه التكنولوجيا كطريقة للحكومات للتحقيق في الجرائم والنشاط الإرهابي.
لكن جماعات حقوق الإنسان أدانت استخدام الأنظمة الاستبدادية لتقنيتها للتجسس على النشطاء والمعارضين والصحفيين.
وعقب تقرير المخابرات، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ستبدأ التوثيق، في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان، لأي برامج تنتهجها السعودية، وغيرها من الدول. من شأنها مراقبة المعارضين والصحفيين، ومضايقتهم، واستهدافهم.
وبحسب واشنطن بوست، فإن الحظر الذي أقرته الولايات المتحدة بحق مسؤولين سعوديين، يستهدف التهديد المتزايد المتمثل في التجسس المكثف على المعارضين. حتى لو لم يذكر صراحة التكنولوجيا المستخدمة في ذلك.
وحظرت الخارجية الأميركية دخول 76 سعوديا وفقا لسياسة جديدة تحمل اسم “حظر خاشقجي”، وقالت إنها لن تتسامح مع أي تهديدات للنشطاء والمعارضين والصحفيين أو الاعتداء عليهم نيابة عن حكومات أجنبية.
وأشارت واشنطن بوست إلى دعوة نشطاء وشركات خاصة الإدارة الأميركية إلى اتخاذ تدابير أقوى ضد برامج التجسس.
حل قوة “التدخل السريع”
وفي وقت سابق، جهت وزارة الخارجية الأمريكية، دعوة للسعودية، من أجل حل “قوة التدخل السريع” التابعة للحرس الملكي السعودي. والتي أثار اسمها الجدل بعد نشر الاستخبارات الأمريكية تقرير مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وطالبت الخارجية الأمريكية، السعودية بالعمل على تبني إصلاحات وضوابط مؤسساتية ومنهجية لضمان توقف الأنشطة والعمليات المناهضة للمعارضة بشكل تام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن واشنطن وجهت دعوة للرياض لحل “قوة التدخل السريع”.
وأشار برايس، إلى أن تلك الوحدة في الحرس الملكي السعوي انخرطت في عملية محاربة معارضين، مشدداً على أن لها دور بارز في عملية قتل جمال خاشقجي”.
ورفض برايس، تأكيد أو نفي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمنح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إذنا خاصاً في المستقبل إذا أراد المجيء إلى الولايات المتحدة.
وقال برايس: “أنتم على حق، كل شخص مشمول بلائحة حظر خاشقجي أو أي شخص محظور بسبب ارتكابه أعمالاً تعسفية يحتاج إلى إذن أو تنازل”.
لائحة “حظر خاشقجي”
وأضاف برايس: “لسنا في موقع لتفصيل هوية أولئك الخاضعين لهذه الإجراءات في الوقت الراهن بموجب لائحة حظر خاشقجي”.
وتابع: “لن نعرض بشكل مسبق أسماء الأشخاص الذين قد يتم إدراجهم في المستقبل كما أنني لست على علم بأي خطط لولي العهد السعودي بالسفر إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب”.
ووضع برايس الخطوات التي تتخذها الإدارة الأميركية بحق السعودية في إطار إعادة تقويم شروط العلاقة مع المملكة.
وأوضح أنه “منذ البدء فإن الإدارة الأميركية بعثت برسالة صادقة إلى القادة السعوديين بأنها تريد السعي إلى شراكة تقوم على شفافية أكبر ومسؤولية ووفقاً للقيم الأميركية”.
وأضاف برايس، أن واشنطن أعلنت بوضوح للقادة السعوديين أن إجراءات مثل حبس ناشطات في مجال حقوق الإنسان وأميركيين واعتقالهم لأشهر. بل لسنوات من دون توجيه اتهامات لهم تقوض العلاقات والتعاون بين البلدين”.
وأشار إلى أن واشنطن “تشجعت في الأسابيع الأخيرة برؤية إخراج مواطنين أميركيين والناشطة لجين الهذلول من الاعتقال”.
ولكنه دعا السعودية إلى “اتخاذ خطوات إضافية لرفع حظر السفر عن الذين تم إطلاق سراحهم وتخفيف الأحكام وحل القضايا مثل قضية الناشطات في مجال حقوق المرأة وغيرهن”.