شهادات مروعة “تفطر القلب” من سجون كوريا الشمالية.. إجهاض جبري للنساء وعنف جنسي بحق من حاولن الفرار
كشفت فريق تابع الأمم المتحدة التقى مائة سجينة أنَّ النساء من كوريا الشمالية اللائي حاولن الفرار من الدولة، أُجبِرن على الإجهاض على يد حراس سجون عنيفين، وتعرضن للضرب والتعذيب.
باحثون يتابعون القضية قالوا حسب تقرير صحيفة The Independent إنهم توصلوا إلى معلومات تفيد بأنَّ بعض المعتقلات الحوامل فقدن أجنتهن بعدما تعرضن للضرب على يد حراس أو أُجبرن على أداء أعمال شاقة.
شاهدة عيان، أجرى معها الباحثون مقابلة، قالت إنها شاهدت حراس السجن ينهالون بالضرب على سيدة حامل بالأشهر الأخيرة ثم تركوا طفلها يلفظ أنفاسه في درجات حرارة تحت الصفر.
أضافت: “وضع الحراس قوالب طوب على ظهرها وأجبروها على السير على ذلك النحو. واضطرت إلى السير حاملةً الطوب يومياً لمدة أسبوع تقريباً! وفي النهاية حين وضعت طفلها وكان حياً، أمرت أن ألفَّ الطفل وأتركه بالخارج. وتعيَّن على السيدة العمل في اليوم التالي”.
قيل إنَّ هذه السيدة وضعت طفلها في زنزانتها بمفردها من دون أية مساعدة طبية. وأعربت شاهدة العيان عن اعتقادها أنَّ الطفل تُرِك للموت في ثلوج الشتاء القارس.
في حين يُمنَع المواطنون فعلياً من مغادرة كوريا الشمالية، تخوض النساء رحلات شديدة الخطورة لمغادرة المملكة المنعزلة على نفسها. وشكَّلت النساء ما يزيد قليلاً على 80% من 1047 شخصاً نجحوا في الوصول إلى كوريا الجنوبية عام 2019 بعد هروبهم من كوريا الشمالية.
يشير التقرير إلى أنَّ النساء، اللاتي يقعن ضحايا للمتاجرين بالبشر الذين يستغلونهن جنسياً أو يجبرونهن على الزواج بعد الفرار من الشمال، “يتعرضن للعقاب الممنهج” ويُحكَم عليهن بالسجن عند العودة إلى كوريا الشمالية.
امرأة هربت إلى الصين قالت: “تعرضت للضرب بهراوة والركل من ضابط تحقيق أوَّلي. وكانت المعاملة بالغة القسوة تحديداً في وزارة أمن الدولة. وإذا اكتُشِف أنَّ أحدهم ذهب إلى كنيسة كورية جنوبية في أثناء إقامته بالصين، فمصيره الموت. لذلك حاولت جاهدةً عدم الكشف عن تفاصيل حياتي في الصين. وتعرضت للضرب نتيجة لذلك. ضُرِبت لدرجة أن ضلعي كُسِر. ما زلت أشعر بالألم”.
باحثو الأمم المتحدة، الذين أجروا مقابلات مع أكثر من 100 امرأة على مدار عقد بدايةً من 2009، أشاروا إلى أنَّ بعض هؤلاء النساء عانين سوء التغذية نتيجة الجوع الشديد.
النساء قلن أيضاً إنهن وُضِعن في عنابر “مكتظة وغير صحية ومهينة”، حيث تحمَّلن المراقبة المستمرة من الحراس الذكور وتعرضن للضرب أو التعذيب المستمر. وقالت أخريات إنهن عانين من العنف الجنسي على يد الحراس.
إحدى السيدات قالت: “خلال الفترة التي قضيتها في السجن، توفي 5 إلى 6 أشخاص، أغلبهن من سوء التغذية”.
في حين قال شخص آخر، إنَّ نزيلة حاملاً أُجبِرت على “السقوط على الأرض على فخذيها”؛ لإجهاض حملها.
شخص أُجرِيت معه مقابلة قال: “فعلت السيدة ذلك ثلاث أو أربع مرات لكن لم يسقط حملها. لذا أُخرِجَت من مركز الاحتجاز إلى حيث حُقِنَت بمادة لإجهاضها. رأيتها تلد بأُم عيني… وسمعت بكاءً، لكن بعد ذلك وُضِع الطفل على وجهه، ولُف بالبلاستيك، وأخرجه حارس السجن من الزنزانة… ولم تُقدَّم أية رعاية طبية [للأم]، التي توفيت بعد أسبوع أو نحو ذلك”.
من جانبها، قالت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: “من المحزن أن تقرأ هذه القصص عن النساء اللاتي فررن من بلادهن سعياً للبحث عن حياة كريمة، لكن انتهى بهن الأمر بالتعرض للعقاب. وهؤلاء النساء من بين الضحايا اللاتي يقعن في كثير من الأحيان ضحايا الاستغلال والاتجار بالبشر، واللاتي ينبغي العناية بهن وليس احتجازهن وتعريضهن لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان. لهؤلاء النساء الحق في العدالة والحقيقة والتعويض”.
تقرير لمنظمة Human Rights Watch صدر في عام 2018، وجد أنَّ إفلات المسؤولين الكوريين الشماليين الذين يعتدون جنسياً على النساء من العقاب، وجرائم الاعتداء الجنسي سائدان لدرجة أنهما أصبحا أمراً عادياً، وأُجِبرت النساء باستمرار على تحمُّل العنف الجنسي ضدهن من المسؤولين الحكوميين والشرطة وحراس السجن والمحققين والجنود.