شهادة حارس بريطاني تكشف عن انتهاكات مروعة ضد المهاجرين بمركز احتجاز.. إهانات عنصرية واعتداءات جسدية

كشف أحد الحراس العاملين في مركز “بروك هاوس” لاحتجاز المهاجرين المثير للجدل في بريطانيا، عن حدوث انتهاكات عنصرية من القائمين على المركز الذي تديره شركة G4S للخدمات الأمنية الخاصة العالمية، التي تستهدف المئات من المحتجزين من مختلف الجنسيات، وذلك وفق ما نقله تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2021.

كان التحقيق العام قد فُتِحَ في أعقاب حلقة من برنامج BBC Panorama، أُذيعت في سبتمبر/أيلول عام 2017، حيث عرضت الحلقة مقاطع مصورة في الخفاء لفضح ثقافة انتهاك وإهانة المهاجرين المحتجزين داخل مركز ترحيل المهاجرين التابع لوزارة الداخلية بالقرب من غاتويك، والذي تُديره شركة G4S الخاصة.

تطرّف وعنصرية ضد المهاجرين

إذ أخبر أوين سايرد، الذي عمل في المركز لأكثر من عقدٍ كامل، لجنة التحقيق، يوم الثلاثاء السابع من ديسمبر/كانون الأول، بأنّه قد أثار مخاوفه من قبل بشأن العنصرية، والعنف، وقلة المهارة في التعامل مع الأشخاص المستضعفين ذوي المشكلات المعقدة، وثقافة “نحن وهم” السائدة بين موظفي المركز والمحتجزين.

كما تحدّث عن أحد الضباط الذي تغيّر سلوكه بعد أن بدأ العمل في المركز. إذ كان في البداية مهذباً ومنسجماً مع الجميع، لكنه تحوّل إلى شخصٍ مختلف بحسب سايرد. وأرفد سايرد: “تم تكييف بعض الموظفين، وكأنّهم أصبحوا متطرفين يفرضون قوالب نمطية على الجنسيات الأخرى”. وتابع أن بعض الموظفين صاروا عنصريين بعد أن بدأوا العمل في بروك هاوس، أو زادت عنصريتهم بعد بدء العمل في المركز، إن كانوا عنصريين بطبيعتهم من قبل.

قال سايرد أمام لجنة التحقيق إنّه رأى منشوراً لموظفين سابقين على فيسبوك، يقولون فيه إنهم أعضاء في جماعات بريطانيا أولاً أو فرسان الهيكل اليمينية المتشددة. وتابع: “أعتقد أنّ بعض الموظفين تطرّفوا وتحوّلوا إلى عنصريين”.

استشهد على العنصرية بمثال ضابطٍ قال: “أكره هؤلاء الناس، لا عجب أنّني عنصري”، وحين شُوهِد أحد الموظفين وهو يأكل رقائق الشيبسي بالموز، علّق ضابطٌ آخر قائلاً: “هذا الرقائق مخصصة للزنوج”.

 في حين قال ضابطٌ ثالث إنّه لا يُهمه إن كان عنصرياً أم لا.

محاولات للانتقام

حين أبلغ سايرد عن تلك الوقائع العنصرية في عام 2014، تم اتهامه بالوشاية، وألصق البعض على خزانته ملاحظات كُتِبَ عليها “عاشق الزنوج” و”الواشي”.

كما قال للجنة التحقيق إنّ الموظفين كانوا يُعاقبونه لتعاطفه مع المحتجزين، وكانوا يُشيرون إلي باسمٍ مُهين هو: “دب الرعاية المحبوب”.

في إحدى المناسبات، بعد تناوله الغداء مع بعض المحتجزين، سأله أحد الموظفين: “لماذا تجلس مع أولئك الحيوانات؟”.

كان تعاطي وتهريب المخدرات أمراً شائعاً كذلك، حيث قال سايرد إنّه يعتقد أنّ بعض الضباط كانوا متورطين في الأمر.

كما أردف أنّ أحد المحتجزين عرض عليه 33 ألف دولار مقابل تسلم المخدرات من مطعمٍ في مدينةٍ قريبة، وجلبها إلى مركز الاحتجاز.

اعتداءات جسدية والعدالة لا تحرك ساكناً

في عام 2017، قال سايرد إنّه رأى حارساً شهيراً و”صاخباً” يلكم أحد المحتجزين -الذي كان مقيّداً بالفعل- لمرتين أو ثلاث مرات في وجهه. وأوضح أنّه خشي الإبلاغ عن الهجوم بسبب ما تعرض له في السابق من تنمّر وترهيب لكونه “واشياً”.

يُركّز التحقيق على الانتهاكات الواقعة في الفترة ما بين أبريل/نيسان وأغسطس/آب عام 2017، ويُدقّق في ثقافة وسلوكيات الموظفين.

وبعد إذاعة حلقة البرنامج، استقال 10 من موظفي المركز أو تعرضوا للفصل، ورغم تحقيق الشرطة لم تُرفع أي قضايا للمحاكمة.

لكن اثنين من المحتجزين السابقين طالبوا بتحقيق مستقل كامل، وقد تولّت شركة Serco إدارة بروك هاوس بدلاً من G4S، في مايو/أيار عام 2020، ولا يزال التحقيق مستمراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى