آخر الأخبارتحليلات و آراء

صحيفة أمريكية: خفض النفط مؤشر على أن ابن سلمان لم يعد مهتما بإرضاء واشنطن

قالت صحيفة أمريكية إن خفض السعودية إنتاج النفط بشكل مفاجئ، هو مؤشر على أن ولي العهد محمد بن سلمان لم يعد يكترث بإرضاء الولايات المتحدة التي أغضبتها الخطوة.

وأضافت “وول ستريت جورنال”، بالقول: “أظهر خفض إنتاج النفط من قبل المملكة العربية السعودية وحلفائها كيف أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستعد لتنحية مخاوف الولايات المتحدة جانباً لمتابعة سياسة طاقة وطنية تهدف إلى تمويل تحول مكلف لمملكته”.

جاءت خطوة الرياض، يوم أمس الأول (الأحد)، بمثابة مفاجأة بعد أن أخبر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان محللي الصناعة، في فبراير/شباط، أن المملكة سوف تتسامح مع انخفاض أسعار النفط إلى نحو 65 دولارا أو 70 دولارا للبرميل.

بحسب محللين ومسؤولين سعوديين مطلعين على الأمر، كان خام برنت، المعيار الدولي، يتجه نحو الانخفاض منذ أواخر العام الماضي بسبب مخاوف من الركود العالمي، حيث اقترب من 70 دولارا للبرميل الشهر الماضي.

و سجلت أسعار النفط، يوم أمس الاثنين، أكبر زيادة لها في يوم واحد في أكثر من عام، حيث ارتفعت 6.3% إلى 84.93 دولار للبرميل.

وبحسب الصحيفة، فإن الخطوة السعودية فُسرت على أن المملكة ستفعل ما في وسعها لإبقاء أسعار النفط عند مستويات تعود بالفائدة على مصالحها الوطنية، وتدعم سياسة “السعودية أولاً”.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تحمل مؤشرات على أن ولي العهد السعودي لم يعد مهتما بإرضاء الولايات المتحدة، ويسعى للحصول على عوائد مقابل أي شيء يمنحه لواشنطن.

ولفتت إلى أن سبب إقدام السعودية على خفض الإنتاج هو الرغبة في دفع تكاليف مشاريع التنمية العملاقة في الداخل السعودي، ومنها منتجع على البحر الأحمر بحجم بلجيكا، مع فنادق على طراز جزر المالديف تحوم فوق الماء، ومدينة “نيوم” العالية التقنية التي تبلغ تكلفة إنشائها 500 مليار دولار، وهي أكبر 33 مرة من مدينة نيويورك.

وأشارت إلى أن قرار ولي العهد جاء مدفوعا بتحذيرات شقيقه، وزير الطاقة من أن أسعار النفط قد تنخفض إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل؛ الأمر الذي يعرض خطط الإنفاق الضخمة في المملكة للخطر.

وتوقعت الصحيفة أن يكون لخفض إنتاج النفط تداعيات سياسية كبيرة، بما في ذلك زيادة التوترات الكبيرة بالفعل بين السعودية والولايات المتحدة.

وقالت إن السعودية “التي كانت ذات يوم شريكًا موثوقًا به للولايات المتحدة، تضع سياسة للطاقة على خلاف مصالح واشنطن لأكثر من عام، ويؤدي خفضها الأخير لإنتاج النفط إلى رفع أسعار النفط، بما يساعد روسيا على تأمين أسعار أفضل لخامه”.

وأمس الاثنين، قال البيت الأبيض إن قرار دول “أوبك+” بخفض فوري في إنتاج النفط هو أمر “غير منطقي”.

وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، في بيان: “التخفيضات المعلنة أخيرا غير منطقية، بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق”، وفق شبكة “CNBC” الأمريكية.

ويوم الأحد، أعلنت السعودية والعراق وعدة دول خليجية، أنها خفضت الإنتاج بأكثر من مليون برميل نفط يوميا.

وقالت روسيا، العضو في “أوبك +”، الأحد أيضا، إنها ستمدد خفضا طوعيا قدره 500 ألف برميل حتى نهاية عام 2023.

وأعلنت السعودية، أكبر منتج في أوبك، عن خفض 500 ألف برميل يوميا للحفاظ على استقرار سوق النفط، إضافةً إلى خفض الإمارات 144 ألف برميل يوميا والعراق 211 ألفا والكويت 128 ألفا، وكازاخستان 78 ألفا، وعمان 40 ألفا، والجزائر 48 ألف برميل.

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتفقت “أوبك +” على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا حتى نهاية العام، وهو أكبر خفض منذ بداية الوباء ويعادل نحو 2% من الطلب العالمي على النفط، وهي خطوة أثارت غضب واشنطن، حيث أدى تقليص المعروض إلى زيادة أسعار النفط.

تجادل الولايات المتحدة أن العالم بحاجة إلى أسعار نفط منخفضة، حيث يمكن أن تضر الأسعار المرتفعة بالنمو الاقتصادي وتساعد روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى