صحيفة: واشنطن أنفقت تريليون دولار بأفغانستان “دون جدوى”

يبدو أن 20 عاما من الوجود الأمريكي في أفغانستان لم تكن كافية لإرساء الولايات المتحدة الاستقرار قبل انسحاب قواتها من هذا البلد الذي يقع في آسيا الوسطى.

ووفقا لصحيفة “ذا صن” البريطانية، فقد أهدرت الولايات المتحدة ما يقرب من تريليون دولار في معركة “غير مجدية” استمرت 20 عامًا في محاولة لدرء خطر حركة طالبان، التي تمكنت من السيطرة على ثلث أفغانستان عبر هجوم خاطف.

ووفقا للصحيفة تتقدم عناصر طالبان في الوقت الراهن في المناطق الريفية، بعيدا عن المدن الكبرى مثل هرات وكابول، لكن تقريرا استخباريا أمريكيا حديث حذر من أنهم قد يستولون على العاصمة كابول في غضون ستة أشهر.

ووفقا للصحيفة تسيطرة الحركة الإرهابية في الوقت الراهن على ما يقرب من ضعف مساحة أفغانستان التي كانوا يسيطرون عليها قبل شهرين – ما يثير مخاوف من أنهم يخططون لشن هجوم متفجر هذا الصيف.

واستولت طالبان منذ مايو/ أيار، على 69 من أصل 407 منطقة أفغانية، بما في ذلك بعض المناطق التي كانت تعتبر معاقل للحكومة.

كما تسيطر في الوقت الراهن على 142 منطقة، وتسعى جاهدة للسيطرة على 170 منطقة في البلاد.

خريطة توضح مدى انتشار نفوذ طالبان

ونقلت صحيفة  “ذا صن” البريطانية تصريحات قيادي بحركة طالبان في ولاية غزنة لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، قوله  إنهم “فوجئوا بسرعة نجاحاتهم، وأنهم تجنبوا الاستيلاء على بعض المناطق لعدم إغضاب القوات الأمريكية بالالتزام بتعهدات اتفاقية 2020 الموقعة في قطر العام الماضي”.

وتهدد سلسلة انتصاراتهم بانتكاسة جهود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على مدى عقدين من الزمن وإهدار التكلفة الباهظة لخوض “الحرب الطويلة”.

وبحسب” ذا صن” فكشف أحدث تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية عام 2020 ، إنفاق نحو 815.7 مليار دولار – ما يقرب من 1 تريليون دولار – على العمليات العسكرية لدحر طالبان والتنظيمات الإرهابية.

وكشف الكونجرس الأمريكي أن حوالي 19 مليار دولار فقدت جراء السرقة والاحتيال وسوء المعاملة بين مايو/ أيار 2009 و31 ديسمبر/ كانون الأول 2019.

ناهيك عن الخسائر البشرية – حيث قُتل ما يقدر بنحو 66000 إلى 69000 جندي أفغاني، فيما ذكر مراقبو الأمم المتحدة أن 72 صحفياً و444 من عمال الإغاثة لقوا حتفهم.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فقد لقي ما يقرب من 11 ألف مدني مصرعهم أو أصيبوا منذ البدء في تسجيل الضحايا عام 2009.

وأُجبر ما يقرب من 2.7 مليون أفغاني على الفرار من الصراع ، بينما نزح الآن 4 ملايين آخرين داخل البلاد.

وأنهكت 20 عامًا من القتال القوات الأفغانية، حيث شكا الجنود من قلة الأعداد، وتفوق طالبان في التسلح، وانخفاض الأجور، وفق الصحيفة.

وتضيف:” استغل عناصر طالبان الإرهاق الذي لحق بخصومهم- حيث رأوا بعض الوحدات الحكومية تستسلم ويقال إنهم يتفاوضون على اتفاقات معهم بدلاً من المخاطرة بإراقة المزيد من الدماء”.

لكن الحكومة الأفغانية أطلقت هذا الأسبوع “التعبئة الوطنية”، حيث جهزت المتطوعين المحليين للانضمام إلى القتال.

وقال بيل روجيو ، رئيس تحرير مجلة “لونج وور” التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن “دعوة الحكومة للمليشيات لحمل السلاح هو اعتراف واضح بفشل قوات الأمن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى