صدر حديثا .. رواية “قصة ليست للنشر” ترصد معاناة الوحدة والعزلة
وحيدًا على طاولة صغيرة مستديرة فى أحد المقاهى التى تعج بالبشر، وأمامى جهازان من الهواتف، وعيناى تكاد لا ترى ما أمامي، وعقلى مسافر إلى زمان ولّى وانقضى، وفتيات عشقتهن، ولكن تخلين عني، وأب وأم وأخ تحت الثرى، وأصدقاء تناسونى مع الزمن، ووحدة قاتلة قد يمر أيام لا أتحدث إلى أحد، أذكر منذ شهر عندما مرضت، وطلب منى الطبيب أن أبقى فى المنزل لمدة 10 أيام كيف أننى ذهبت إلى الصيدلية والسوبر ماركت حيث تحدثت إلى آخر مرة مع بشر، ثم ذهبت إلى زنزانتى أقصد منزلي، لأجلس فى عزلة انفرادية إلى أن انقضت المدة، كانت طبيعة عملى أيضًا تساعدنى على الوحدة فأنا كاتب أعمل فى أى مكان ولست موظفًا.
هناك إحساسان متناقضان بداخلى الندم والوحدة، لم أهاجر أو أسافر، بل إننى أعيش فى نفس البلد الذى ولدت به، ونفس المدينة التى قضيت بها كل عمرى عدا سنوات الدراسة بالخارج، لم أغير إلا الحي، ولكننى أصبحت غريبًا وحيدًا دون أحد، لقد تركتنى زوجتى وأخذت معها ابنتى الصغيرة التى أراها فقط مرة كل أسبوع فى أحد النوادى لمدة ساعة واحدة، وأقسم بالله إن فى المرات التى لا تجد زوجتى السابقة أحدًا من أهلها ليحضر إلى النادى بالبنت، كانت تعطينى البنت وتأخذها منى دون حتى أن تلفظ بكلمة، ساعة واحدة كل أسبوع هى التى أتحدث فيها مع أحد، وإن كانت تبلغ من العمر خمس سنوات.