صدر حديثا.. “22 درجة مئوية” رواية جديدة لـ محمد عبد الرحيم عن دار ابن رشد
من أجواء الرواية، نقرأ: “خَطَتْ البنت الصغيرة صاحبة الشعر الأسود القصير والقرط الصغير على الطريق نفسه، الذي أهدته إليها الدولة بعد ذلك، وقد أنارته حتى لا تضطر حينما تكبر إلى الاختباء، بل وللفرار منه إلى الأبد، البنت كانت مثالاً حيًّا للصخب، بدءًا من خطواتها وصوتها العالي جدّا أثناء سيرها بين أمها وأبيها، رغم تعودهما الصمت التام في هذا الطريق، الذي كان دومًا مُظلمًا.
هكذا الثلاثة الآن.. الأم والأب كل منهما ينظر في اتجاه يُخالف اتجاه الآخر على جانبي الطريق، يرقبان الناس في صمت.
والبنت الصغيرة التي احتوتها قلوب الجميع تسير في صخب حاد يملؤها تمامًا، وذراعا أمها وأبيها يمتدان ليُمسِكا بها خِشية أن تفر وميعادها لم يحن بعد.
مع ملاحظة أن تاريخ الأم والأب كان الصمت، وقد حكى شهود العيان ــ بما أننا نتحدث عن ظرف تاريخي ــ أن الأم قبلما تكون أمًّا كانت تقف في البلكون، الذي يستطيع أن يراه الأب قبلما يكون أبًا، وذلك عندما يجلس بزاوية مُعينة بجوار شبّاك حجرة نوم أمه، هي الآن تقف في البلكون ليلاً، هو يجلس بزاوية بجوار شبّاك حجرة نوم أمه”.
يُذكر أن محمد عبدالرحيم، خريج المعهد العالي للسينما بالقاهرة، حاصل على الماجستير في علوم السينما من أكاديمية الفنون حول “تقنيات السرد في الفيلم الوثائقي”، كتب العديد من السيناريوهات الروائية القصيرة والوثائقية، منها سيناريو فيلم “النهاردة 30 نوفمبر”، 2005، وله قيد النشر كتاب في النقد السينمائي بعنوان “أساطير من صلصال”، وسيناريو بعنوان “صخب الكائنات الوحيدة.. شذرات من رحلة السوريالية المصرية”.