صدور كتاب “القذافى وأمريكا عشرون عاما من الصراع

صدر حديثًا كتاب “القذافى وأمريكا عشرون عاما من الصراع 1969-1989” عن دار العلا للنشر والتوزيع. للدكتور عبد الكريم العجمي الزياني، أستاذ الإعلام في جامعة (الفاتح سابقا ) طرابلس وأستاذ الإعلام بالجامعة الأهلية البحرين.
في هذا الكتاب، يطرح الدكتور عبدالكريم الزياني، مسألة العلاقات الليبية-الأمريكية في فترة اعتبر انها قد “تجاوزها الزمن”،لكنه يشير إلى أن “أحداث فبراير 2011 في ليبيا ساهمت في إعادة النظر في تاريخ هذه العلاقات لمحاولة فهم الوضع الليبي الراهن بعد رحيل الزعيم القذافي وفهم دور الولايات المتحدة في إسقاط النظام الليبي والإجهاز على مؤسسات الدولة”.
ويشير الكاتب إلى “علاقة كل ذلك بمواقف ليبيا من القضايا الإقليمية والقارية والدولية”،مؤكدا انه “لا يمكن بأي حال من الأحوال فهم القصف الأمريكي والغربي على ليبيا في 2011 دون استحضار حيثيات القصف الأمريكي والغربي على ليبيا أواسط ثمانينات القرن الماضي”.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول كبرى يحتوي كل فصل فيها على عدد من الأقسام الفرعية التي ينطلق من خلالها الكاتب في شرح طبيعة العلاقات الليبية-الأمريكية مستندا إلى مجموعة مهمة من المصادر والمراجع.
الفصل الأول يرصد الكتاب العلاقات الليبية-الأمريكية في الفترة من 1969 إلى 1989،حيث يقسمها إلى فترتين. الأولى من 1969 إلى 1979،لينطلق من قيام ثورة الفاتح العام 1969 والتي طالب بعدها العقيد الراحل معمر القذافي برحيل القوات الأجنبية عن الأراضي الليبية ليبدأ الصدام مع الإدارة الأمريكية في فترة الرئيس نيكسون.
اما الفترة الثانية فتمتد من 1981 إلى 1989، ويرصد خلالها الكتاب ازمة “خليج سرت”،حين أعلنت ليبيا تمديد مياهها الإقليمية 12 ميلًا في خليج سرت، والذي دفع القوات البحرية الأمريكية بإجراء عمليات حرية الملاحة في المنطقة أو ما تسمي بخط الموت. كثفت هذه العمليات عندما وصل رونالد ريغان الحكم، في أغسطس 1981
وفي الفترة الثالثة بين عامي 1988 و1989،يعرج الكتاب على ازمة “الأسلحة الكيماوية” حين اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية ليبيا ببناء “أكبر مصنع للأسلحة الكيمياوية في الشرق الأوسط”، ويشير الكاتب إلى اعتماد الإدارة الأمريكية على اتهاماتها المزعومة مع تزامن ذلك مع سقوط طائرة لوكربي واتهام ليبيا بالوقوف وراء الحادث للضغط على نظام العقيد القذافي.
أما الفصل الثاني من الكتاب،فينقسم إلى ثلاث محاور رئيسية،طرح خلالها الكاتب النزعة التحررية للنظام الليبي على الصعيد العربي وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية،معرجا على دور ليبيا في الصعيد الأفريقي ودعمها لقضية التمييز العنصري مستشهدا بموقفها من كفاح المؤتمر الوطني بزعامة نيلسون مانديلا. لينتقل عقب ذلك إلى موقف ليبيا امميا ليقدم موقفها من الجبهة السنديانية في نيكارغوا مثالا.
وتحت عنوان “أمريكا والعداء الشخصي للقذافي”،يرصد الكاتب أسباب العداء المتنامي من الإدارة الأمريكية تجاه العقيد الليبي بسبب مواقفه المناهضة للهيمنة الأمريكية وتأييده للحركات الثورية والتحررية في العالم. ويعدد الكاتب محاولات الاغتيال التي تعرض لها الزعيم الليبي مشيرا إلى دور المخابرات المركزية الأمريكية في ذلك.
يمكن القول بان هذا الكتاب يمثل مرجعا مهما لدراسة حقبة مهمة في تاريخ ليبيا،حيث يفكك كواليس العلاقات الليبية مع أكبر قوة في العالم والذي كان له تأثير كبير في الأحداث التي تعيشها ليبيا منذ العام 2011 عقب العدوان الغربي عليها واسقاط النظام فيها ما أدخلها في مستنقع الفوضى وجعلها نهبا للأطماع الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى