صندوق النقد العربي يدعم اليمن بمليار دولار
وقعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وصندوق النقد العربي، اتفاقا لدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي الشامل في البلد العربي الذي تمزقه الحرب بقيمة مليار دولار، بدعم من السعودية والإمارات.
ووقع الاتفاق، اليوم الأحد، وزير المالية اليمني سالم بن بريك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي، ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي عبد الرحمن الحميدي، بحضور وزير المالية السعودي محمد الجدعان، وسفير المملكة المشرف العام للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد آل جابر، على ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”.
وصندوق النقد العربي، هو منظمة عربية إقليمية تأسست عام 1976، تحت مظلة جامعة الدول العربية ويتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له.
ويهدف برنامج الإصلاح إلى “إرساء مقومات الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي في اليمن، وتعزيز وضعية المالية العامة والموقف الخارجي للدولة، وإعادة بناء مؤسساتها وتعزيز حوكمتها وشفافيتها، بُغية تهيئة البيئة الاقتصادية الكلية لتوسيع القاعدة الإنتاجية وتنويعها”.
كما من ضمن أهدافه “تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، وخلق فرص العمل، بما يؤدي إلى وضع الاقتصاد اليمني في مسار أكثر استدامة، ويدفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويُخفّف من معدلات البطالة والفقر”.
وفي مؤتمر صحفي عقب التوقيع تطرق وزير الخارجية اليمني إلى “ما تعرضت له موانئ تصدير النفط من هجوم إرهابي من قبل مليشيا الحوثي (جماعة “أنصار الله”)الإرهابية، والذي تسبب في فقدان الكثير من الإيرادات”.
وأكد أن “صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمالية في اليمن انعكست سلبا على المواطن”، معتبرا أن هذه الوديعة والبرنامج “جاءا في وقتهما لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والايرادية باليمن، وانعاش الاقتصاد الوطني”.
وثمن الوزير ما تقدمه السعودية لليمن “من دعم سخي” في مختلف المجالات.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي عبدالرحمن الحميدي، إن الاتفاق مهم “في تعزيز الإصلاحات الاقتصادية وإعادة بناء المؤسسات المالية والنقدية باليمن، وتعزيز وتقوية أطر الحوكمة والشفافية، وضمان حزمة متنوعة في مجالات الإصلاحات المالية والاقتصادية، وأبرزها زيادة الإيرادات، وتخفيف معدلات البطالة الفقر، ورفع مستوى معيشة المواطن اليمني”.
من جانبه، أوضح محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي أن البرنامج مدعوم من السعودية، والإمارات.
ولفت المعبقي إلى أنه “تم استكمال التوقيع على البرنامج وآلياته، وسيتم الانتقال بعدها لمناقشة الجوانب القانونية في اتفاقية الوديعة قريبا”.
ويشهد اليمن أزمة اقتصادية ومعيشية طاحنة، تجلت في انهيار العملة المحلية، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد 1170 ريالا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة مقارنة بـ 215 قبل اندلاع الحرب.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ سبتمبر/أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.