ثقافة وأدبثقافة وفنون

“صهيل القوافي”

/القصيدة المعارِضة لمعلَّقة عمرو بن كلثوم/

ألا إنَّا لِصُبحِكَ قدْ دُعينا
بصحنِ الشِّعرِ تَسقينا الجنونَـا
شموخاً في وَغى الأَهْوالِ نَمضيْ
نصولُ بسيفِ شِعرِكَ ماحَيينا
نَحتْنَا الوصفَ حتَّى أتعبَتْنَا
صخـورُ الشِّعرِ في بحـرٍ رُمِينـا

ودارَ الرَّاحُ في الألبابِ لمَّا
قَرَضْنا السِّحر كأساً عن أبينا
وإنَّا ما أَطعْنا الخمرَ أمراً
أَيَـا بنتَ الخوابـي فاعذريـنـا
فإنَّا قد سُقِينا الحزنَ خمراً
وكمْ في القلبِ جُرحَاً دارَ فينا
ونحنُ إذا تَدَاعى الجرحُ نأوي
إلى الرَّحمن نشكو ما لَقِينَــا
فإنْ فاضَتْ على الرَّاحاتِ عينٌ
فَذِكــرُ الـلَّـهِ خَـمْــرُ المتَّقينــا
لِأُمِّكَ قدْ بنيتَ المجدَ صرحاً
فكيـفَ بِأمّ ضـادِكَ أنْ تَهُونَـا
ونحنُ إلى المعالي قد رَمَتْنا
يـدُ الأقـدارِ تَسـقينَـا المَنُونَـا هَجرنا الأرضَ نَرمِيها بشوْقٍ
تفيضُ بنا الخيـامُ مُشــرَّدِينـا
لَبِسْنَا الموتَ بالأكفانِ نمشي
أَبَيْنَـا العظمَ كسـراً أنْ نَلِينـا
صِغارٌ في فَمِ الأطيارِ تشدُو
تَجـودُ علـى التُّرابِ إذا غُشِينَـا
دُروبُ الفَتحِ تمشـيهـا أُبَـاةٌ
رجــالٌ بـالـغــرامِ مُدَجَّجِيـنَـــا
فنحنُ الغارقونَ إذا عشقْنَا
ونحـنُ العاشقون إذا رُمِيـنا

ونحنُ إذا المعاركُ واعَدَتْنَا
نـردُّ الـنَّارَ ردَّ الماحـقيـنــــا
نِداءُ القدسِ يوماً إنْ دَعانا
نشـدُّ على البنادقِ زاحِفينـا

الشاعر. خالد جميل عوض. سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى