طبع كتابه في القاهرة بعد منعه بالرياض.. “شاهد” هكذا تنبّأ جمال خاشقجي بـ”تفكّك” السعودية قبل أشهر من اغتياله
سلطت قناة الجزيرة، عبر برنامج “خارج النص” الضوء على كتاب الصحفي السعودي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل أكثر من عام، جمال خاشقجي والذي أطلق عليه اسم “رؤية مواطن 2030″، وتنبأ فيه بـ ”تفكك” السعودية.
والكتاب عبارة عن سلسلة مقالات كتبها خاشقجي في صحيفة الحياة السعودية تحت عنوان “2030. رؤية مواطن سعودي” قدم فيها رؤيته لاحتياجات المواطن السعودي الأساسية (اقتصاديا واجتماعيا)، معتبرا أنها بمثابة أولوية للمواطن السعودي تسبق ما تضمنته رؤية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من أفكار طموحة.
واضطر خاشقجي إلى طباعة الكتاب في القاهرة، بعد منعه في السعودية، حيث قدم فيه 14 مطلبا تندرج جميعها تحت عنوان “جودة الحياة”، وهي في مجملها مطالب اقتصادية واجتماعية اعتبرها الكتاب بديهية وأساسية ومكملة لرؤي 2030 التي أطلقها محمد بن سلمان.
وتضمنت تلك المطالب توفير السكن والوظيفة وتعليم منافس وأمان صحي وأرصفة ومواقف للسيارات وملاعب لكرة القدم وحدائق عامة، بالإضافة إلى حق الحصول على المعلومة والمشاركة في القرار المحلي.
وتضمن الكتاب أيضا انتقادا مبطّنا لرؤية محمد بن سلمان، حيث كتب “لقد قلب نص رؤية 2030 أبحث فيه عن المشاركة الشعبية ولكن لم أجدها وتمنيت لو جرى تضمينها بشكل أو بآخر فهي السبيل في تحقيق الرغبة المشتركة في وطن طموح، مواطن مسؤول”.
وتنبّأ خاشقجي في كتابه الأخير بـ”تفك” السعودية، بعد فقدانها لموروثها الثقافي والديني، والذي بات مهدداً بسبب سياسات ولي العهد الجديد، وكتب فيه: “هذه الهجمة، لو حققت مقاصدها، ستفقد السعودية موروثها الذي صنعها، ذلك الإسلامَ الإيجابيَّ الإصلاحيَّ الذي يحيي النفوس ويحركها للبذل والعمل، والجهاد أيضاً، لا إسلاماً ميتاً مهمشاً ضعيف التأثير”.
وأضاف خاشقجي في الكتاب: “لو فقدنا الموروث فالوحدة مهددة، فهذه الوحدة صنعها ذلك الموروث، ولن تبقى الأمة، إذ ستعود من بعدها إلى هوياتها الصغيرة الضئيلة”.
وتقول المعارضة السعودية مضاوي الرشيد، الأستاذة في كلية لندن للاقتصاد والعلم السياسية إن مقالات جمال خاشقجي كانت تعتبر كمنافسة لرؤية 2030 التي تقدم بها محمد بن سلمان. فـ”عنوان الكتاب رؤية مواطن هو أمر لا يوافق عليه محمد بن سلمان، حيث أن الجميع في السعودية يجب أن يعلق الأمل على رؤيته هو وليس رؤية أي شخص آخر”.
ويرى محمد مختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان، أن كتاب رؤية مواطن كان حديثا إلى السلطة السعودية بـ”سقف منخفض جدا، وهو دعوة للإصلاح، ليس الإصلاح السياسي لأن جمال كان حذرا جدا من أن يخوض في المحرمات السياسية في السعودية، ولكنه دعوة إلى تحسين الأداء الاقتصادي والاجتماعي والعمراني في السعودية من شخص يأس من إصلاح البناء”.
يُذكر أن جمال خاشقجي تعرض للاغتيال في القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث اتهمت أنقرة النظام السعودي بتصفيه، مشيرة إلى أن أوامر الاغتيال صدرت من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، وهو ما نفته الرياض، التي أكدت أن سبب الوفاة يعود إلى “مشاجرة” داخل القنصلية السعودية.