مع أول ليلة في شهر رمضان، نعطي القرآن الكريم نصيباً مضاعفاً من وقتنا، ونبحث عن طريقة ختم القرآن في 30 يوما لإنجازه تلاوة وتدبر خلال الشهر الكريم.
شهر رمضان هو شهر القرآن فنزل فيه؛ ليكون هدى للناس أجمعين، ويعتاد البعض ختم القرآن الكريم في شهر رمضان إما مرة واحدة أو أكثر حسب قدرة كل شخص، من هنا نتعرف إلى طريقة ختم القرآن في 30 يوما من خلال خطة ختم القرآن في رمضان وتدبر معانيه.
ما هي أفضل طريقة لختم القرآن؟
- ختم القرآن مرة في الشهر:
قراءة جزء واحد يومياً، بتخصيص نصف ساعة في اليوم، بقراءة 4 صفحات دبر كل صلاة. - خَتم القرآن مرتين في الشهر:
قراءة جزئين يومياً، بتخصيص ساعة في اليوم لقراءة القرآن، بقراءة 8 صفحات دبر كل صلاة. - ختم القرآن ثلاث مرات في الشهر:
قراءة ثلاثة أجزاء يومياً، بتخصيص ساعة ونصف في اليوم، بقراءة 12 صفحة بعد كل صلاة. - خَتم القرآن أربع مرات في الشهر:
قراءة 4 أجزاء في اليوم؛ بتخصيص ساعتين لقراءة القرآن يومياً، بقراءة 16 صفحة بعد كل صلاة.
كيف نتدبر القرآن في شهر الصيام؟
نزل القرآن الكريم في ليلة القدر، خير الليالي وأعظمها، من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم بدأ ينزل من الوحي مفرقاً على رسول الله ﷺ، فكيف يكون حال المسلم مع القرآن في شهر نزوله؟
يجيب الدكتور محود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في الفيديو السابق، عن هذا السؤال مستشهداً بحديث رسول الله ﷺ:
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ:
“الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران”.
متفقٌ عَلَيْهِ.
ويضيف أن رسول الله ﷺ اعتبر الإكثار من قراءة القرآن من أحب الأعمال إلى الله، استنادًا لحديث رسول الله ﷺ:
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً قال: “يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الحال المرتحل. قال: يا رسول الله، وما الحال المرتحل؟ قال: يضرب من أول القرآن إلى آخره ومن آخره إلى أوله”.
فيما نصح فضيلة الشيخ أ.د. علي جمعة، في لقاء له، من يرغب في تدبر القرآن الكريم بضرورة البحث عن السنن الإلهية، والمبادئ العامة، المتمثلة في بعض آيات الذكر الحكيم مثل:
- “ولا تزر وازرة وزر أخرى” (فاطر- 18).
- “عفا الله عما سلف” (المائدة- 95).
- “إلا ما قد سلف” (النساء- 22).
وأضاف فضيلته أن لا بد من البحث عن الدلالة الاستقلالية، المتمثلة في الآيات التالية:
- “فاعتبروا يا أولي الأبصار” (الحشر- 2).
- “وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ” (البقرة- 195).
- “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ” (النحل- 43).
فضلاً عن البحث عما يحبه الله وما يكرهه، مستشهداً بقوله تعالي:
- “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” (الأعراف- 31).
- “وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة- 190).
وأكد على أن قراءة القرآن تستلزم تأمل معانيه وتدبرها كونه يتضمن: السنن الإلهية، والمبادئ العامة للحياة، والمبادئ المستقلة، فالقرآن كله هداية. فيما حذر من البعد عنه؛ فالقرآن “شفاء لما في الصدور”، وهو نفسه “عليهم عمى”، وهو نفسه لا يزيد الظالمين إلا تبارا. فمن سلم نفسه للقرآن فتح له بعض المغاليق.
نصائح لختم القرآن في 30 يوما
بعد أن تتبين رؤية هلال رمضان ابدأ في وضع خطة الشهر للصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الرحم، واتبع النصائح التالية:
- خصص وقتاً لتلاوة القرآن يفضل في جوف الليل أو قبل الإفطار.
- تذكر أن لا حرج من قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة.
- خصص ختمة للقرآن لوقت الفجر وحتى صلاة الضحى.
- أو خصص ختمة للقرآن بقراءة ما تيسر دبر كل صلاة.
- احرص على أن تختم القرآن الكريم طوال العام.
إن التقرب إلى الله لا يتطلب خطة محكمة، أو خطوات لازمة، فجاء دين الله تيسيراً وتسهيلاً على العباد. فاجعل القرآن الكريم نوراً تمشي به في دروب حياتك، واجعل رمضان شهراً للعبادات والفروض والاختلاء بالنفس بمعية الله. واعلم أن هناك فترات من التعب أو الفتور قد تمر بها فلا حرج في ذلك، جدد نيتك، واستكمل ما عاهدت الله عليه، عسى أن يتقبلنا الله قبولاً حسنا.
