ثقافة وأدبثقافة وفنون

طوفان الأقصى

أَشْعَلْتُ سَيفَ الوغى من بعضِ نِيراني
وَاخْتَرْتُ دربَ الرَّدَى أَمْضِيْ بِجُثْماني
وكنْتُ فيما مَضَى أَسْعَى لِعافِيَتي
حتى أَسَالَ الهوى قلبي فَأَرْدَاني
هَبَّتْ تَغِيْظُ العِدَى رِيحٌ لنا عَصَفَتْ
فَاغْمِسْ سيوفاً لها بالأَحمرِ القَانِي
ومَنْ أضاعَ بدربِ المجدِ قافِلَتي
فَقَدْ كتبْتُ بلونِ الجُرحِ عِنوانِي
أيْقَظْتُ عينَ الدُّجى مِنْ نَوْحِ جارِحَةٍ
أشْكُوْ إلى اللهِ دَمْعَاً لامَ عِصياني
يا دافِقَ السِّحرِ مَعْسُوْلاً بِقَافِيتي
أَدْرِكْ بغزةَ جُرْحَاً هزَّ أَرْكانِي
عينٌ تجودُ وللأحزانِ مُتَّسَعٌ
وكمْ لَبِسْتُ لِجُرْحٍ ثوبَ أحزاني
فَهَلْ نَظَرْتَ بعينِ العطفِ يا زمني
أَمَا شَجَاكَ الَّذي في القلبِ أَشْجَانِي
إني شَقَقْتُ خُدودَ الصَّبرِ أُتْرِعُها
وقدْ جَرَرْتُ لها مِنْ نهرِ إيماني
فَامْلَأْ كُؤوساً لنا في الحربِ نَجْرَعُها
فَإِنْ أَمُوتُ فحبُّ اللهِ أحياني
إنِّي رَميْتُ على الطُوْفَانِ أيماني
إِمَّا بنصرٍ أعودُ أَوْ بِأَكْفَانِي
إمَّا كنسرٍ أعيشُ فوقَ باسِقَةٍ
أوْ أَشْتَهِيْ الموتَ مَزْرُوعاً بأوطاني
نَأْبَى إذا ما أَذَقْنَا السَّيفَ طَعْمَ الوغى
فالوجْدُ جَمْرُ الحشا يمشي بشرياني
و إنني قَدْ عَزَمْتُ أنْ أعيشَ هُنا
في بَيْتِ جَدِّيْ و تحتَ فَيءِ بُستاني
 الشاعر الفلسطيني .خالد جميل عوض. سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى