ظل هيكله صامداً لـ500 سنة.. العثور على جندي بسيفه وسكاكينه ببحيرة في ليتوانيا

منذ أكثر من 500 عام، استقرت جثة جندي من العصور الوسطى في قاع بحيرة ليتوانية، وظلت مختفية تحت الوحل عدة قرون. والآن، عُثر أخيراً على تلك البقايا المغمورة، قبل أن يتم اكتشاف الهيكل العظمي خلال فحص تحت مياه بحيرة أسفيجا بشرق ليتوانيا لجسر دوبينغياي القديم.

وفق تقرير لموقع Live Science الأمريكي، الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نقلاً عن وكالة Baltic News Service الإستونية، فقد قالت عالمة الآثار والباحثة بجامعة كلايبيدا في مدينة كلايبيدا اللتوانية، إيلينا برانكونيتي، إنه رغم تواري الهيكل العظمي تحت طبقة من الرمال والطمي، فإنه لم يكن مدفوناً، بل من المحتمل أن تيارات المياه هي التي راكمت الرواسب التي غطت البقايا مع الوقت.

معلومات عن الهيكل 

أجرى علماء من كلية الطب بجامعة فيلنيوس فحصاً للجثة وذكروا، بحسب الوكالة، أن صاحبها كان ذكراً وأنه توفي في القرن الـ16، على الرغم من أنهم لا يعرفون حتى الآن سبب وفاته. وقالت إيلينا لموقع Live Science الأمريكي عبر رسالة بريد إلكتروني، إن الأسلحة والعناصر الأخرى المعثور عليها في قاع البحيرة بالقرب من الجثة، أشارت إلى الوضع العسكري للميت.

أضافت أن المدافن البشرية المرتبطة بحروب قد استُكشفت سابقاً في جميع أنحاء المنطقة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُكتشف فيها جندي من العصور الوسطى تحت الماء في ليتوانيا.

فيما قال ممثلو شركة TEC Infrastructure القائمة على مشروع الإصلاح تحت إشراف وزارة النقل والاتصالات الليتوانية، في بيان، إن جسر دوبينغياي -أحد أطول الجسور الخشبية التي ما تزال قيد الاستخدام في ليتوانيا- بُني في عام 1934، ويجري الآن استبدال عوارضه المتهالكة بأعمدة معدنية.

وفقاً للبيان، تعاون علماء الآثار مع غواصين هواة في إجراء المسح، ورصد الغواصون الرفات على عمق 30 قدماً (تسعة أمتار) أثناء فحص نظام دعم الجسر الخشبي.

مفاجأة كبيرة 

أضافت إيلينا أن مسحاً سابقاً في عام 1998 كشف أن جسراً آخر كان يقف في المكان نفسه، ويعود تاريخه إلى القرنين الـ16 والـ17، وهي الفترة التي توفي فيها الجندي خلال العصور الوسطى.

وقالت: “في الوقت الحالي، نفترض أن تلك البقايا البشرية المكتشفة يمكن ربطها بالجسر السابق المؤدي إلى قلعة دوبينغياي، التي كانت تقع فوق قمة تل على شاطئ بحيرة أسفيجا”.

كان العثور على رفات الجندي مفاجأة كبيرة، ولكن كان من المدهش أيضاً الحفظ الرائع للهيكل العظمي وأمتعته. إذ ذكرت إيلينا في رسالتها، أن الغواصين استعادوا زوجاً من الأحذية الجلدية بمهامز، وحزاماً من الجلد بمشبك، و”سكيناً بمقبض خشبي”. ويعمل الآن فريق من علماء الآثار والأنثروبولوجيا والمؤرخين في متحف ليتوانيا الوطني على صيانة المقتنيات ودراستها.

كما صرحت إيلينا بأن هذا الاكتشاف والبيانات “جديدة حقاً، وما تزال بحاجة إلى تحليل دقيق. ونأمل أن نحكي قصة هذا الجندي في غضون عام على الأقل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى