عامل سابق بمرفأ بيروت يكشف أسرار المستودع المنكوب
كشف عامل سابق في مرفأ بيروت، الذي شهد الانفجار المدمر الثلاثاء، أن العشرات من أكياس الألعاب النارية كانت مخزنة في نفس موقع آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم.
وبحسب ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية، عن العامل السابق فإنه ربما كان للألعاب النارية دوراً حاسماً في إشعال المركب الكيميائي الذي يقف وراء الانفجار الهائل الذي وقع، الثلاثاء.
وفيما يخطط اللبنانيون الغاضبون لاحتجاجات كبرى بوسط بيروت، السبت، تركزت التحقيقات على كيفية تخزين 2750 طنًا من المادة الخطرة على مقربة من المناطق السكنية لسنوات، رغم التحذيرات منها، وفقاً لـ”الجارديان”.
وقال يوسف شحادة، عامل سابق بالمرفأ، إنه تلقى تعلميات من الجيش اللبناني بوضع المادة الكيميائية في المستودع رقم 12 الموجود بالميناء رغم الاحتجاجات المتكررة من أجهزة الحكومة الأخرى.
وأضاف شحادة، الذي عمل بالميناء حتى هاجر إلى كندا في مارس/آذار من العام الجاري: “شكونا كثيرًا بشأن الأمر على مدار سنوات. أسبوعيًا، كان يأتي رجال الجمارك ويشكون، وكذلك ضباط الأمن. واصل الجيش إخبارهم بأنه لا مكان آخر لوضع الشحنة. كل واحد يريد أن يكون المدير، لكن لا أحد يريد اتخاذ قرار حقيقي.”
كان الموقع الذي يحتوي كمية من الألعاب النارية، بحسب العامل، التي صادرتها الجمارتها في 2009 – 2010 تقريبًا، والتي قال إنه هو شخصيًا شاهدها أثناء حملها على رافعة.
ووفقاً لما ذكره العامل السابق في ميناء بيروت فإن الكمية المصادرة كانت تتراوح ما بين 30 و40 عبوة تضم ألعابا نارية بالمستودع رقم 12.
وتابع: “كانت موجودة ناحية اليسار عند دخولك من الباب. اعتدت أن أشكو بشأن هذا. لم يكن الوضع آمنًا. كان هناك رطوبة أيضًا هناك. كانت كارثة تنتظر الحدوث. لم يضع العمال المادة الكيميائية هناك في المقام الأول. هذا السخط يقع على كاهل الحكومة.”
وأكد مصدر ثان وجود الألعاب النارية، التي وردت أيضًا ضمن التقارير الإخبارية، الجمعة.
يأتي هذا التصور الخاص بالظروف التي أدت للانفجار فيما يواصل المحققون والمؤسسات الإعلامية محاولة التوصل لسبب الحريق والانفجار.
ويبدو أن ما يؤكد ادعاء تخزين الألعاب النارية بنفس مستودع نترات الأمونيوم، مقطع فيديو مصور باستخدام الهاتف التقطه أحد عمال المرفأ من سطح صوامع الحبوب المطلة على موقع أكبر انفجار، هو الآن حفرة ممتلئة بالمياه يبلغ حجمها 150 مترًا.
وفي مقطع الفيديو الذي تم نشره على المنصات الاجتماعية، يمكن رؤية مستودع يخرج دخان من نوافذه الموجودة بالناحية الغربية ومن السطح.
وقال شحادة إنه تحدث مع زملائه السابقين بالميناء الذي أكدوا أن العمال كانوا يحاولون إصلاح البوابة خارج المستودع 12 بأداة كهربائية قبل الانفجار، مضيفًا: “كان هذا الساعة الخامسة مساءً، وبعد 30 دقيقة رأوا الدخان. وصل رجال الإطفال والأمن. مات الجميع”.
وشهد لبنان يوم الثلاثاء انفجارا هائلا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة “TNT” شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت.
انفجار “الثلاثاء الأسود” أطلق عليه “هيروشيما بيروت”، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.