عثروا عليها فاقدة للوعي وسط البحر.. فيديو لامرأة اختفت منذ عامين بعد تعرّضها لاعتداء من زوجها
في ملحمة للبقاء على قيد الحياة تستحق أن تُخلّد لأجيالٍ قادمة، عثر صيادان أصيبا بالذهول بأعجوبة على امرأة كولومبية، كانت قد اختفت تماماً منذ عامين، ووجدوها في البحر وهي على قيد الحياة، لينتشر بعد ذلك مقطع فيديو عملية إنقاذها على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي.
إنقاذ غير متوقع: أنجيليكا جايتان البالغة من العمر 46 عاماً، عُثر عليها يوم السبت، 26 سبتمبر/أيلول 2020، على يد رولاند فيسبال بينما كانت تطفو على سطح الماء على بعد 1,5 كيلومتر من مدينة بورتو كولومبيا، وقالت: “الحمد لله أنني كنت على قيد الحياة”، وفقاً لما ذكره موقع Fox News الأمريكي، الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول 2020.
في اللقطات المذهلة التي صورها منقذها، يمكن رؤية فيسبال وصديق له يُدعى غوستافو يناوران بقاربهما متجهين نحو المرأة العالقة التي تبدو فاقدة للوعي. في الواقع، ظنّ الرجلان في البداية أن جيتان كانت قطعة خشب طافية حتى رفعت يديها طلباً للنجدة، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Sun.
يمكن سماع الثنائي الشجاع في المقطع وهما يحاولان جذب انتباه المرأة المغمورة بالمياه من خلال مناداتها باللغتين الإسبانية والإنجليزية، لكن جايتان كانت عاجزة عن الرد، مع ورود تقارير لاحقة تفيد بأنها عانت من الإرهاق وانخفاض في درجة حرارتها، بعد أن ظلت عائمة بلا هدف لمدة ثماني ساعات.
في النهاية، تمكّن الرجلان، ببعض الصعوبة، من إخراج المرأة التي تقطعت بها السبل من الماء باستخدام حبل متصل بطوق نجاة قذفا به إليها.
صحيفة The Sun ذكرت أن أول ما تفوّهت به الضحية بعد إنقاذها كان: “لقد وُلدت من جديد. لم يُرد الله أن أموت”.
وأدت المزيد من المحاولات للتحدث معها وإعطائها المياه إلى نتائج عكسية؛ إذ أجهشت المرأة بالبكاء أمام الكاميرا، ويبدو أنها كانت مفعمة بالمشاعر بسبب محنتها المروعة.
من حُسن الحظ أيضاً أن الصيادَين الشجاعَين تمكنا من جلب الناجية إلى الشاطئ، وهناك حصلت على رعاية السكان المحليين اللطفاء قبل نقلها إلى المستشفى.
ضحية للعنف: بعد التعرف على جايتان ظهرت قصتها المروعة إلى العلن، كما اتضح أن جايتان فقدت اتصالها بعائلتها منذ عامين، ولم يكن لديهم أي فكرة عن مكانها حتى الآن.
في حديثها لاحقاً لمحطة RCN الأمريكية، قالت المرأة إن هذه المحنة كانت تتويجاً لعشرين عاماً من العنف المنزلي الذي قالت إنها تعرضت له على أيدي شريكها.
أشارت جايتان في المقابلة الصادمة قائلة: “بدأت إساءة المعاملة في الحمل الأول. كان يضربني، واعتدى عليّ بعنف”، وأضافت: “في حملي الثاني، استمر سوء المعاملة ولم أستطع الابتعاد عنه لأن الفتاتين كانتا صغيرتين”.
وذكرت صحيفة The Mirror أنه لسوء الحظ، على الرغم من أن جايتان قالت إنها أبلغت عما تعرضت له، احتجزت الشرطة شريكها المعتدي لمدة 24 ساعة فقط، وبعد ذلك عاد إلى المنزل وواصل الاعتداء عليها.
وفقاً لجايتان، كانت نقطة التحول في سبتمبر/أيلول 2018 عندما ألحق شريكها بها إصابات بالغة في وجهها وحاول قتلها، وبعد عجزها عن التحمّل، هربت المرأة المضطربة وانتهى بها الأمر بالإقامة في مدينة بارانكيا لمدة ستة أشهر، وفشلت آخر محاولاتها لطلب المساعدة في مأوى للمشردين، وعانت من اكتئاب حاد.
لذلك استقلت جايتان حافلة إلى الشاطئ وقررت القفز في البحر: “لم أرغب في مواصلة حياتي”. قالت الناجية إنها لا تتذكر سوى القليل بعد تلك اللحظة منذ أن فقدت الوعي، ولا تزال الشرطة تحقق في الملابسات المحيطة باختفاء جايتان وإنقاذها.
منذ ذلك الوقت، عثرت وسائل الإعلام المحلية على أليخاندرا كاستيبلانكو، ابنة جايتان، التي تسعى حالياً مع شقيقتها لجمع المال لنقل جايتان إلى منزلها في بوجوتا.