عرض أمريكي مفاجئ يُهدد استحواذ محمد بن سلمان على نادي نيوكاسل
في الوقت الذي اقترب صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرأس مجلس إدارته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي؛ برز إلى السطح بشكل مفاجئ منافس أمريكي يُهدد الصفقة، بتقديمه عرضاً مالياً أفضل.
وكشفت صحيفة Mirror البريطانية، أن رجل الأعمال الأمريكي هنري موريس، تقدم بعرض مالي يصل إلى 350 مليون جنيه إسترليني للاستحواذ على نادي نيوكاسل، أي بزيادة تصل إلى 50 مليون جنيه عن عرض صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
تكرار تجربة ليفربول
وأضافت الصحيفة أن موريس من المعجبين بتجربة الملاك الأمريكيين لنادي ليفربول ويسعى لتكرارها مع نيوكاسل، الذي يملك شعبية جيدة في إنجلترا، لكن نتائجه تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وأوضحت أن المفاوضات بين موريس والمالك الحالي لنيوكاسل مايك آشلي بدأت بشكل فعلي خلال العام الماضي، لكنها توقفت، قبل أن تتجدد مؤخراً في أعقاب العرض السعودي الأخير، وسط عقبات قد تمنع الأمير محمد بن سلمان من بسط هيمنته على النادي الإنجليزي.
وأشارت الصحيفة إلى أن رابطة الدوري الإنجليزي قد لا تسمح بإتمام صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي نيوكاسل، حتى في حال وافقت الإدارة الحالية للنادي، بسبب سِجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وعقبات أخرى ما زالت قيد البحث.
وتقول الصحيفة إن رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز تشعر بالريبة من العرض السعودي، خشية وجود شبهات بغسيل الأموال، فضلاً عن عقبات قانونية قد تمنع الصفقة كون ابن عم الأمير محمد بن سلمان، الأمير عبدالله بن مساعد استحوذ مؤخراً على نادي شيفيلد يونايتد، وهناك قواعد صارمة تحظر أي تأثير قد يمارسه مالك نادٍ على آخر.
دعوة الحكومة للتدخل
وكان كلايف بيتس، رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية المشتركة بين الأحزاب بشأن كرة القدم، دعا مؤخراً الحكومة البريطانية إلى “لعب دور” في التدقيق في صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل.
وقال بيتس، النائب من حزب العمال، إن الاتهامات بتورط الحكومة السعودية في شبكة القرصنة beoutQ التي بثت بشكل غير قانوني مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز وغيرها من الفعاليات الرياضية، تفرض على الحكومة أن تولي اهتماماً للصفقة المقترحة، وأن لا تتركها بيد الدوري الممتاز لوحده.
وشدد بيتس في بيان، على أنه “ينبغي أن تكون مسألة القرصنة التي تقوم بها beoutQ أولوية فورية للجهات التنظيمية للتدقيق في الظروف المحيطة بصفقة الاستحواذ”.
وأضاف: “على الدوري الممتاز أن يدقق بشكل جدي في أي تضارب محتمل بين ملكية نادي لكرة القدم، والمزاعم بشأن سرقة الحقوق الإعلامية البريطانية على مدى ثلاث سنوات من قبل المالك المستقبلي لهذا النادي، لكن على الحكومة أيضاً لعب دور وعدم الوقوف موقف المتفرج”.
beIN تُطالب بالتحقيق
وفي وقت سابق، بعثت شبكة beIN SPORTS التي تتخذ من قطر مقراً لها، وتعتبر واحدة من أكبر المستثمرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتمتلك حقوق عرض المباريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، برسالة إلى الرئيس التنفيذي للدوري الممتاز ريتشارد ماسترز قالت فيها إن “دور السعودية المباشر في إطلاق خدمة beoutQ والترويج لها وتشغيلها” يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند إجراء الاختبار.
وأضاف يوسف العبيدلي الرئيس التنفيذي لمجموعة beIN: “في حال ثبتت صحة التقارير بشأن الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، فإننا نرى أنه من الضروري أن يجري الدوري الإنجليزي الممتاز تحقيقاً كاملاً لخلفية المشتري المحتمل للنادي يشمل جميع المديرين والمسؤولين وغيرهم من ممثلي صندوق الاستثمارات العامة السعودي أو الكيانات السعودية الأخرى المشاركة في الاستحواذ أو تقدم أي تمويل فيه”.
تضرر سمعة الـ “بريميير ليغ”
كما حذّرت منظمة العفو الدولية من تضرر سمعة الدوري الإنجليزي حال صار النادي المُلقّب بـ “الماكبايس” تحت السيطرة السعودية.
وقالت مديرة المنظمة البريطانية كيت ألين في خطاب وجهته لمدير الدوري الإنجليزي ريتشارد ماسترز: “أعتقد أن هناك أسئلة صعبة وجدية يجب الحصول على إجابات لها لمعرفة ما إذا كان مالكو الصندوق الاستثماري الساعي لشراء نيوكاسل مناسبين للحفاظ على سمعة البطولة واللعبة”.
وأضافت: “ولي العهد السعودي بحكم سلطة الواقع وتحكمه في الاقتصاد السعودي وسيطرته على الصندوق السيادي الاستثماري سيصبح مالكاً ومتحكّماً في نادي نيوكاسل، فكيف يكون ذلك أمراً إيجابياً لسمعة البطولة وصورتها الذهنية؟”.
واعتبرت ألين أن الـ “بريميير ليغ” سيُغامر بسمعته لمصلحة ولي العهد السعودي “الساعي لاستخدام بريق الرياضة للتغطية على تصرفاته غير الأخلاقية والمخالفة للقوانين الدولية، سيضع البطولة ومبادئها وقيم لعبة كرة القدم العالمية في مهب الريح”.