عقب جولة مفاوضات جديدة.. السودان: تراجع واضح في مواقف مصر وإثيوبيا حول سد النهضة
قال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، إن مواقف مصر وإثيوبيا في مفاوضات سد النهضة قد تراجعت بشكل واضح، مقارنة بمواقفهما قبل الجولة الأولى من المحادثات تحت رعاية الإتحاد الإفريقي.
تفاوض على مسارين: تصريحات الوزير السوداني التي نقلتها وكالة الأنباء السودانية لم توضح كيفية تراجع مواقف الدولتين، وجاءت بعدما تواصلت الجمعة المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة بين السودان ومصر وإثيوبيا، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، بحضور الخبراء ومراقبي الاتحاد.
الوكالة السودانية أشارت إلى أن التفاوض جرى على مسارين، الأول الذي أكمل فيه ممثلو الدول الثلاث دمج مقترحات الدول في مسودة واحدة، توضح نقاط الاتفاق والخلاف وتسليمها لوزراء الدول الثلاث.
أضافت الوكالة أنه فيما بعد انعقد المسار الثاني للاجتماع على المستوى الوزاري للدول الثلاث، مشيرةً أيضاً إلى أن “أطراف المفاوضات وافقت على مواصلة التفاوض على المسودة المدمجة، وحتى الجمعة القادمة 28 أغسطس/آب 2020، حيث يختتم التداول برفع المسودة كتقرير لرئيس الاتحاد الإفريقي”.
بحسب الوكالة السودانية أيضاً فإنه ستكون هنالك جلسة تفاوض جديدة خلال الأسبوع الجاري على المستويين الفني والقانوني، مع تخصيص يوم الأربعاء المقبل للقاء ثنائي للخبراء والمراقبين مع كل دولة على حدة.
خلافات قائمة: وتأتي جولات المفاوضات الجديدة بينما لا تزال الخلافات سائدة بين الدول الثلاث بخصوص سد النهضة، وأمس الجمعة قال جيدو أندارجاتشون، وزير الخارجية الإثيوبي، إن سبب الخلاف بين أديس أبابا ومصر والسودان، والذي يحول دون التوصل لاتفاق نهائي بخصوص سد النهضة هو “تلاعب الجانب المصري، وخوضه في مواضيع ليس لها صلة خلال المفاوضات”.
جاء كلام الوزير الإثيوبي في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، صرّح قائلاً: “أهدافنا واضحة، ألا وهي كيفية ملء السد، بينما تتلاعب مصر بالخوض في مواضيع ليست لها صلة بالملء، وهذا هو سبب الخلاف فيما بيننا”، وفق قوله.
في هذا السياق، أضاف أندارجاتشون أن أجندة أديس أبابا في المفاوضات تتركز حول “كيفية ملء السد، وما بعد الملء، من حيث كيفية تدفق المياه دون إلحاق الضرر بدول المصب، بالإضافة إلى جمع المعلومات وتنسيقها”.
وفي 21 يوليو/تموز 2020، عقد الاتحاد الإفريقي قمة مصغرة، بمشاركة الدول الثلاث، عقب نحو أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو 10 أيام، دون اتفاق، وأسفرت القمة عن الدعوة مجدداً إلى عقد مفاوضات ثلاثية جديدة.
تعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية، وتخشى مصر والسودان من تأثير بناء السد على حصتهما من مياه النيل، في حين تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.