جاء إعلان الفرنسي كيليان مبابي انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني بعد سنوات من المفاوضات والأخذ والرد، لينهي مسلسلا طويل الأجل بين الطرفين.
ولم يبدأ مسلسل مبابي وريال مدريد منذ كان اللاعب يدافع عن ألوان باريس سان جيرمان الفرنسي، الفريق الذي انضم إليه في صيف 2017 من مواطنه موناكو وينتهي عقده معه في 30 يونيو/ حزيران الحالي، لكنه بدا قبل ذلك.
ويمتد مسلسل كيليان مبابي وسعي ريال مدريد الحقيقي للتعاقد معه إلى 7 سنوات كاملة، وتحديداً شهر يونيو من عام 2017، لكن أول فصل من الرواية كتب في 2012.
أنهى كيليان مبابي موسمه الثاني مع موناكو بشكل مذهل حيث نجح في تسجيل 28 هدفاً وصناعة 14 خلال 46 مباراة في كل البطولات.
وقاد مبابي موناكو إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في مسيرة شهدت إقصاء مانشستر سيتي الإنجليزي في أول مواسم الإسباني بيب غوارديولا مع الفريق، بقاعدة الهدف خارج الملعب بهدفين، بعد الفوز 3-1 في الإمارة الفرنسية والخسارة 3-5 في ملعب الاتحاد، ووقع كيليان على هدف ذهاباً وآخر إياباً.
وفي ربع النهائي ضد بروسيا دورتموند الألماني سجل 3 أهداف في الفوز 3-2 و3-1 ذهاباً وإياباً، حتى جاءت لحظة الخروج ضد يوفنتوس الإيطالي، وكان صاحب الهدف اليتيم في السقوط 1-4 بمجموع المباراتين.
تفاصيل أول عرض من ريال مدريد لضم مبابي
أشارت صحيفة “ماركا” الإسبانية في تقرير لها إلى أن أول عرض من ريال مدريد لضم كيليان مبابي تم التقدم به لوالد اللاعب ويلفريد في 14 يونيو 2017 في أحد الفنادق الفخمة بالعاصمة باريس، وكان مقدمه مسؤولا تنفيذيا مهما في قلعة سانتياغو بيرنابيو.
وتضمن العقد حصول اللاعب البالغ من العمر 18 سنة على راتب سنوي 7 ملايين يورو، وبلغت مدته 6 سنوات.
والغريب أن مبابي كان قد قرر ترك موناكو بالفعل من أجل عائلته ومن أجل الانضمام لمشروع رياضي، لكنه أراد ضمان اللعب بشكل أساسي.
وبالتزامن، كان مبابي هو أفضل لاعب صاعد في أوروبا وأحد أفراد تشكيلة دوري أبطال أوروبا المثالية، وكان يحبو في بداية علاقته بالمنتخب الفرنسي.
اهتم به وقتها الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي وحاول إقناعه بالانضمام للفريق، ونفس الأمر فعله معه الإسباني الآخر أوناي إيمري في باريس سان جيرمان.
ونجح إيمري فيما فشل فيه بيب بمساعدة عدة عوامل، منها أصول اللاعب المولود في العاصمة، ومشروع باريس الكبير، وانضمام نجم مثل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى الفريق.
أول لقاء بين ريال مدريد ومبابي
إذا كان عرض يونيو 2017 هو أول رغبة تعاقدية حقيقية من ريال مدريد في ضم مبابي، فإن العلاقة بين الطرفين تعود إلى 2012.
وقتها وبحلول عيد الميلاد الـ14 لمبابي سافر اللاعب صحبة والده ويلفريد ووالدته فايزة العماري إلى مدريد، حيث قابل مثليه الأعلى الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وقت كان الفتى الأسمر يغطي حجرته بملصقاتهما.
اتفاق مع موناكو
نجح ريال مدريد في التوصل لاتفاق مع موناكو في صيف 2017 لضم مبابي، مقابل 180 مليون يورو (150 ثابتة و30 متغيرات).
لكن عائلة اللاعب كانت متشككة في أن ريال مدريد الفائز للتو بدوري أبطال أوروبا 2017 سيكون قادراً على التخلص من أحد النجوم الثلاثة، رونالدو وكريم بنزيما والويلزي غاريث بيل، لمنح ابنهم الفرصة، ولم يحب الفرنسي وعائلته الاستمرار مع فريق الإمارة على سبيل الإعارة لمدة سنة.
وقتها وافق الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد على رحيل ألفارو موراتا إلى تشيلسي الإنجليزي، ومنح الضوء الأخضر لخروج غاريث بيل كي يمهد لقدوم كيليان، وبالفعل بدأ مانشستر يونايتد الإنجليزي السعي لضم لاعب مواطنه توتنهام هوتسبير السابق.
وجاء اجتماع الحسم في 24 يوليو/ تموز 2017 خلال جولة لريال مدريد في لوس أنغلوس، حيث حاول فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي إقناع عائلة كيليان بأنه في ظل النتائج الرائعة للميرينغي فلا توجد حاجة للاستغناء عن بيل أو بنزيما أو كريستيانو، وأن نجلهم سيحصل على فرصته بسهولة، بالإضافة إلى انسحاب مانشستر سيتي من السباق.
لكن بحلول أول أسبوع من أغسطس/ آب كان والد مبابي يخبر إدارة ريال مدريد بالتوصل لاتفاق مع “بي إس جي” سيمنح الفرصة لنجله للعب بشكل أساسي، وذلك بعقد إعارة لمدة موسم مع خيار الشراء الإلزامي، بقيمة 180 مليون يورو، نفس قيمة عرض الريال.
