عمليات اغتيال علماء عرب ومسلمين وأصابع الاتهام تشير للموساد
في هذا التقرير نستعرض قائمة لعمليات اغتيال علماء ذرّة عرب ومسلمين، بعد وصولهم إلى مناصب مرموقة في المجال النووي أو أبحاث تصنيع الأسلحة والصواريخ، وكيف تمت هذه الاغتيالات، من الطرق التي لا تجعل الوفاة المفاجئة مشتبهاً بها مثل أعطال في سيارة العالم فجأة على الطريق، إلى القتل المباشر بالرصاص في غرفهم ومنازلهم.
عمليات اغتيال علماء عرب ومسلمين
1- أكبر عالم نووي إيراني محسن فخري زادة- 2020
نبدأ من الحادث الأخير، اغتيل محسن فخري زادة، المسؤول النووي الإيراني البارز، في هجوم خارج العاصمة طهران، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. زادة (وُلد في عام 1958) ذكر في تقرير مهم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في 2011، على أنه شخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية، ويعتقد أنه كان أيضاً ضابطاً كبيراً في الحرس الثوري الإيراني.
مسؤولون إيرانيون وجّهوا أصابع الاتهام إلى إسرائيل، إذ قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن هناك “مؤشرات خطيرة على دور إسرائيلي. من جهته رأى موقع Responsible Statecraft الأمريكي أن إسرائيل تظل المشتبه به الأول في عملية اغتيال فخري زادة لعدد من الأسباب، بينها أنه كان أبرز المطلوبين لديها، وخطَّطت لاغتياله بالفعل، كما أنها تمتلك القدرة والحافز لفعل ذلك، وقد نفَّذت عمليات مشابهة لعلماء ذرة إيرانيين من قبل.
إذ أعلن نتنياهو، عام 2018، عن استيلاء الاستخبارات الإسرائيلية على حزمة واسعة من الوثائق المتعلقة بمساعي طهران لتطوير ترسانة نووية، ووصف زادة بأنه يقود برنامج طهران النووي العسكري، وقال نتنياهو حينئذ: “تذكَّروا هذا الاسم: فخري زادة”.
أيضاً كشفت القناة العبرية 11 في فيلم وثائقي نُشر قبل عامين، عن وجود نية مبكرة لدى القادة الإسرائيليين لاستهداف زادة، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في فيلم “اختراق في قلب طهران”، أنه تم التخطيط لعملية تستهدف العالم فخري زادة، وأنها كانت قد انطلقت بالفعل، لكن أولمرت أمر رئيس الموساد بوقف كل شيء في اللحظات الأخيرة.
2- عالم الذرة المصري سعيد السيد بدير- 1989
في 14 يوليو/تموز 1989، فوجئ جيران شقيقه بإحدى العمارات السكنية بحي كامب شيزار في الإسكندرية بمصر، بجثة رجل أربعيني، لا يعرفون مَن هو، ارتطمت بأرض الشارع غارقةً في دمائها بعد أن سقط من الشرفة، ثم توصَّلت تحريات رجال الشرطة إلى شخصية الضحية، وكان الدكتور سعيد السيد بدير، الذي جاء بالأمس إلى شقة شقيقه سامح بالطابق الرابع، بحسب ما وثَّقه كتاب “الموساد واغتيال زعماء وعلماء” للكاتب حمادة إمام.
كان هذا هو كل ما يعلمه الجيران أن الرجل في زيارة لأخيه، وأن الاثنين هما أبناء الكاتب والممثل والمخرج المصري الراحل السيد بدير، وقد توقعوا أن يكون الأمر هو حادثة انتحار، لكن عندما عُرفت قيمة الرجل وإنجازاته العلمية أصبح الأمر موضع شكٍّ.
فالرجل الذي تخصَّص في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، ثم في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، توصَّل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالماً فقط، في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، ويُقال إن برنامج حرب الفضاء الذي نفَّذته الولايات المتحدة الأمريكية كان نتيجة للأبحاث التي سُرقت منه.
بدير الذي كان عقيداً في الجيش المصري تقاعد من عمله العسكري مبكراً، بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كنت في المملكة المتحدة، منذ عام 1978 وحتى عام 1982، ثم التحق بالقوات الجوية المصرية، في يناير/كانون الثاني 1983، حيث عمل في قسم الأبحاث والتطوير التقني، حتى يوليو/تموز 1987، وفي الشهر التالي انخرط في مشروع بحثي في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة دويسبورغ إيسن بألمانيا، وتعاقد مع الجامعة لإجراء أبحاثه طوال عامين، ثم عمل في مجال أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة دويسبورغ إيسن في ألمانيا، وفقاً لكتاب دماء على أبواب الموساد: اغتيالات علماء عرب، لدكتور يوسف حسن يوسف.
نعم، وفاة بدير بدت كأنها انتحار، لكن زوجته نفت أن ينتحر زوجها بعد كل هذه الإنجازات، وذكرت أيضاً أنها وزوجها وابنيهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر، على أن يعود الزوج بمُفرده إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده، وفي يونيو/حزيران عام 1988، قرر العودة إلى مصر للحماية من محاولات متوقعة لاغتياله، والسفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها.
3- العالم النووي المصري يحيى المشد- 1980
يحيى المشد هو عالم مصري آخر حقق إنجازات علمية كبيرة قبل وفاته الغامضة، إذ تخصَّص في هندسة المفاعلات النووية، وكان واحداً من الكوادر العلمية التي استثمر علمها في البرنامج النووي المصري قبل أن يلتحق في أواخر سبعينيات القرن العشرين بالمشروع النووي العراقي.
المشد حصل على منحة حكومية لدراسة الدكتوراه في بريطانيا، بعد 4 سنوات على تخرجه في قسم الكهرباء في جامعة الإسكندرية، ولكن سفره تزامن مع العدوان الثلاثي على مصر، فتم تحويل بعثته إلى الاتحاد السوفييتي (سابقاً) حيث مكث 6 سنوات وتخصص في هندسة المفاعلات النووية.
بعد العودة مجدداً إلى مصر التحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية، التي كان أنشأها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، كما أصبح رئيساً لقسم الهندسة النووية في جامعة الإسكندرية عام 1968، حيث أشرف على عشرات الأبحاث العلمية في مجال الهندسة النووية، فضلاً عن كتابته وحده 50 بحثاً، وفق “الجزيرة.نت”.
تلقَّى المشد عرضاً للتدريس في النرويج، وقيل إنه رفض عروضاً للتجنيس، كما أثار غضب اللوبي الصهيوني هناك بعد إلقائه خطبةً عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. عاد مرة ثانية لمصر، لكنه حصل على عرض خارجي آخر، حيث استعارته جامعة بغداد للتدريس 4 سنوات، وبعد انتهاء هذه المدة عرضت عليه السلطات العراقية الإقامة بأي مقابل يريده، فحصل على مراده بالعمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية، إلى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا، خصوصاً أن هذه الفترة تزامنت مع نكسة 1967 وتجميد البرنامج النووي المصري.
هذه الفترة كانت عصيبة أيضاً على البرنامج النووي العراقي، حيث فُجرت المفاعلات النووية العراقية “تموز 1″ و”تموز 2” قبيل شحنهما من فرنسا إلى العراق عام 1979، بعد اتفاق تعاون نووي بين البلدين، فبادرت فرنسا بإرسال شحنة أخرى، لكن المشد رفض تسلُّمها لعدم موافقتها للمعايير المطلوبة، عندها أرسل رسمياً برفقة زملائه العراقيين لتنسيق عملية التسلم في فرنسا.
هناك اغتيل المشد في غرفته بفندق الميريديان بباريس، يوم 13 يونيو/حزيران 1980، بعد أن ضُرب بآلة حادة على رأسه، وقد أورد برنامج “سري للغاية” في قناة الجزيرة عام 2002، أن الشرطة الفرنسية أشارت في تقرير لها بأصابع الاتهام في اغتيال المشد إلى ما وصفتها بمنظمة يهودية لها علاقة بالسلطات الفرنسية، وذكرت الحلقة أن أقوى دليل يأتي في سياق كتاب صدر عام 2000، يضم اعتراف المسؤول عن شعبة القتل في الموساد.
4- عالمة الذرّة المصرية سميرة موسى- 1952
تتلمذت عالمة الذرّة المصرية سميرة موسى على يد الفيزيائي المصري مصطفى مشرفة، وكان له الفضل في تعيينها أستاذاً بكلية العلوم جامعة القاهرة، حيث كانت بداية طريقها العلمي الزاخر.
إذ حصلت على درجة الماجستير في “التواصل الحراري للغازات”، ثم سافرت إلى لندن لدراسة النشاط الإشعاعي، ومن هناك حصلت على درجة الدكتوراه في الإشعاع الذري، بعد حصولها على الدكتوراه قامت بالعديد من الأبحاث التي لم تلقَ رواجاً كبيراً في الأوساط العلمية وقتها، من أهمها بحث حول إمكانية تفتيت أنوية الذرة في معدن النحاس بطرق غير مُكلفة، بعكس الانشطار الذري المُكلف باستخدام المواد المشعة مثل اليورانيوم أو البلوتونيوم، ما يعني إنتاج طاقة نووية أرخص بكثير مما كان شائعاً وقتها، كما تطوَّعت بنفسها للإشراف على العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان في عدد من المستشفيات، خاصة أنه كان أحد أسباب فقدانها أمها في سنٍّ مبكرة.
بعد أشهر على حرب فلسطين ودخول الاحتلال الإسرائيلي، أسست سميرة هيئة الطاقة الذرية المصرية، وبدأت أبحاثاً أخرى حول تسخير الطاقة الذرية، واستخدام مجال الإشعاع الذري لعلاج الأمراض الخبيثة، في وقتٍ اهتم فيه العالم بهذا التخصص إبان انفجار القنبلة الذرية الأمريكية على مدينتي “هيروشيما” و”ناغازاكي” عام 1945.
ثم حصلت على منحة من جامعة كاليفورنيا لدراسة المنشآت الذرية الأمريكية، وهناك عرضت السلطات الأمريكية عليها إقامة، وجنسية أمريكية للبقاء واستكمال أبحاثها الرائدة في مجال الذرة لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن سميرة موسى ردّت ردها الشهير: “عندي وطني العزيز مصر، بانتظاري”.
لكن في صباح يوم الخامس عشر من أغسطس/آب 1952، انقلبت السيارة التي كانت تحملها من فوق تلال “كاليفورنيا” الوعرة، ولقيت مصرعها في سن 35 عاماً، وكانت آخر رسائلها لوالدها هي: “استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسوف أخدم قضية السلام”، وفق تقرير للمجلس القومي للمرأة المصري.
ظهرت على مر السنوات العديد من التحقيقات الصحفية التي اتهمت الموساد الإسرائيلي باغتيال موسى بمعاونة الممثلة المصرية اليهودية راقية إبراهيم، التي تركت مصر وسافرت إلى أمريكا عام 1954، وكانت على صداقة حميمة بالعالمة. وفقاً لمذاكرات راقية التي نشرتها حفيدتها في أمريكا فإنها علمت بموعد إحدى زيارات سميرة إلى أحد المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، فقامت بإبلاغ الموساد الإسرائيلي.
5- أينشتاين العرب، علي مصطفى مشرفة- 1950
كانت رحلة العالم المصري علي مصطفى مشرفة مليئة بالإنجازات العلمية والتفوق في الدراسة، رغم ظروف عائلته المادية الصعبة، حتى أرسلته وزارة التعليم المصرية إلى إنجلترا وهو ابن الـ19 عاماً، حيث حصل على درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) من جامعة نوتنغهام، ثم وافقت الجامعة المصرية على منح مشرفة منحة دراسية أخرى لاستكمال الدكتوراه.
خلال إقامته في لندن تم نشر العديد من أبحاثه العلمية في مجلات علمية بارزة، ثم التحق عام 1920 بالكلية الملكية (kings college)، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون، الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927، وفي عام 1924 حصل على دكتوراه العلوم من جامعة لندن، وهي أعلى درجة علمية في مجال العلوم، وكان أول عالم مصري يحصل على هذه الدرجة، علماً أنه لم يحصل عليها سوى 11 عالماً في ذلك الوقت.
ثم في عام 1925 عندما تم افتتاح الجامعة المصرية الحكومية، أصبح أستاذاً مساعداً للرياضيات في كلية العلوم، لأنه كان دون الثلاثين من العمر، وهو الحد الأدنى للعمر اللازم لإنجاز منصب أستاذ، لكن في عام 1926 تم تعيينه أستاذاً، رغم أنه لم يبلغ الثلاثين، بسبب تفوقه العلمي الكبير وإشادة علماء الخارج بعبقريته.
وصل عدد أبحاث مشرفة التي نُشرت في المجلات الدورية العالمية إلى 25 بحثاً، شملت بحوثاً عن حركة الإلكترون كظاهرة موجبة، وعن ميكانيكية الموجات والمفهوم المزدوج للمادة والإشعاع، إضافة إلى ذلك أنتج حوالي 15 كتاباً علمياً عن النسبية والرياضيات والذرة وغزو الفضاء.
في عام 1945 عندما أُلقيت القنبلة الذرية على ناغازاكي وهيروشيما أصدر مشرفة كتاب “الذرة والقنبلة الذرية”، وكان يرى أن القنابل الذرية أداة ردع لا يجب استخدامها، ولكن يلزم الحصول عليها.
ارتبط اسم الذرة في أذهان المصريين بالدكتور علي مصطفى مشرفة، الذي طالب الحكومة المصرية بعمل هيئة لأبحاث الذرة، لكن لم تكن له أي علاقة بمشروع مانهاتن أو اختراع القنابل الذرية.
ثم في عام 1950 انقطع عطاؤه في بحر العلم، حيث توفي مصطفى مشرفة في ظروف غير واضحة، وظهرت شائعات بأنه اغتيل من قبل الموساد الإسرائيلي من خلال دسّ السم له في فنجان قهوة، عندما كان على متن طائرة، كما وجّه البعض أصابع الاتهام إلى الملك فاروق، انتقاماً منه على رفضه لقب “الباشا” الذي منحه له، لكن شقيقه الدكتور عطية مشرفة أصدر كتاباً تحت عنوان “علي مصطفى مشرفة”، أكد فيه أن مشرفة لم يمت بالسم كما يقال، وإنما مات بشكل طبيعي على فراشه بعد صراع مع المرض.
علماء إيرانيون آخرون.. وأصابع الاتهام تشير لإسرائيل
قائمة العلماء العرب الذين ماتوا في ظروف غامضة تطول، وكذلك العلماء الإيرانيون الذين اتهمت سلطات بلادهم إسرائيل بالضلوع في قتلهم بشكلٍ رسمي، ومن بينهم:
مصطفى أحمدي روشن: هو عالم نووي إيراني، وأستاذ جامعة. تخرج في جامعة شريف الصناعية في فرع الكيمياء، كان يحضر لدراسة الدكتوراه في مجال الهندسة الكهربائية، وأشرف على أحد أقسام منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان، نقلاً عن وكالة أنباء فارس، فيما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أنه كان خبير كيمياء، ومتخصصاً في صنع الأغشية البوليمرية للانتشار الغازي، وهي جزء من العملية اللازمة لتخصيب اليورانيوم. اغتيل مصطفى بواسطة قنبلة ألصقت بسيارته من قبل راكبي الدراجة النارية في شارع كل نبي بالعاصمة طهران، في العام 2012.
داريوش رضائي نجاد: هو عالم متخصص في المفاعلات النووية وأستاذ مساعد في جامعة أمير كبير للتكنولوجيا، سبق له القيام ببحوث حول تيار الجهد العالي المتردد، والأسلحة النووية والصواريخ والقذائف الموجهة. اغتيل في شرق طهران من قبل مسلحين مجهولين كانوا يركبون دراجة نارية في يوليو/تموز 2011. وبعد شهرٍ من الاغتيال نشرت وكالة الأنباء الألمانية في شبيغل تقريراً بعنوان “الموساد وراء الاغتيالات التي حصلت في طهران”، يدعي تلقيه معلومات من مصدر رفيع المستوى في المخابرات الإسرائيلية يؤكد تورط الموساد في عملية الاغتيال.
مجيد شهرياري: عالم فيزياء نووي قام بدور أساسي في إدارة برنامج إيران النووي قبل اغتياله بواسطة قنبلة لاصقة، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، واتهمت السلطات الإيرانية الموساد بعملية اغتياله.
مسعود علي محمدي: عالم في فيزياء الجسيمات اغتيل بانفجار استهدفه أمام منزله بينما كان يخطط للذهاب إلى الجامعة في طهران، وقد اتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، لكن وزارة الخارجية الأمريكية نفت الاتهامات الإيرانية.