عملية غسل الطائرات بأقوى مطهرات العالم لمكافحة “كورونا”.. إليك ما تريد معرفته عن العملية وكيف تتم
لجأت شركات الطيران إلى أقوى مطهرات العالم لتخليص الطائرات من فيروس الكورونا.
كانت شركة خطوط كانتاس الجوية المحدودة الأسترالية، وشركة الخطوط الكورية للطيران، ووحدات سكوت التابعة للخطوط الجوية السنغافورية من بين شركات الطيران التي ساعدت في إجلاء البشر من مدينة ووهان الصينية، مركز انتشار المرض، ومن على متن سفينة اليابان السياحية.
وفق تقرير وكالة Bloomberg الأمريكية، فقد رفعت تلك الشركات جهودها في تنظيف الطائرات نتيجةً لذلك، محاوِلةً ضمان أن الطائرات التي استُخدِمَت في مهام الإنقاذ آمنة كفاية لإعادة استخدامها في الأنشطة التجارية.
تحوَّلَت عمليات التنظيف التقليدية عن طريق الكنس والمسح إلى تعقيمات تضاهي مستوى تعقيم المستشفيات من خلال استخدام منتجات قادرة على إيقاف الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي وبكتيريا MRSA الفائقة. لكن كيف تم ذلك؟ وهل هناك خطر على المسافرين الذين سوف يستقلون الطائرات عند إعادتها إلى الخدمة؟ فيما يلي، بعض الإجابات:
ما هي منتجات التنظيف المستخدمة؟
استخدمت كانتاس مطهِّر Viraclean، وهو من إنتاج شركة Whiteley Corp، ومقرها مدينة سيدني الأسترالية. وهو، بحسب الشركة المُصنِّعة، سائلٌ وردي برائحة الليمون يقتل مجموعة متنوعة من البكتيريا والفيروسات من بينها: فيروس الالتهاب الكبدي B، وفيروس الهربس البسيط. وينبغي أن تُنقَع الأسطح المتسخة بشدة بالدم أو العرق في Viraclean غير مخفف. وعلى الرغم من أن شركة Whiteley تقول إن المادة لا تُصنَّف باعتبارها خطيرة، يوصى باستخدام القفازات ونظارات حماية العين.
أما الخطوط الجوية الكورية، فاختارت MD-125. ويُستخدَم هذا الإصدار المُخفَّف من D-125، وهو محلول تنظيف من إنتاج شركة Microgen، في مجالاتٍ متنوعة، من الرعاية الصحية إلى تربية الدواجن. وتقول الشركة إن MD-125 فعَّال ضد 142 نوعاً من البكتيريا والفيروسات، من بينها السالمونيلا، وإنفلونزا الطيور، وفيروس نقص المناعة المكتسب، والحصبة.
كيف تُنظَّف الطائرات؟
استخدمت كانتاس طائرة بوينغ 747 نفسها في رحلتيها من ووهان ومن طوكيو إلى أستراليا. وقد استغرقت عملية تنظيفها 36 ساعة. وقالت الشركة إنها تخلَّصت من الوسائد والبطانيات والمجلات وسماعات الرأس جميعاً. ورُشَّت المقصورة مرتين بمطهر، بما يشمل جميع المقاعد، والأرضيات، ومساند الذراعين، وطاولات الصواني، وصناديق الأمتعة والجدران العلوية. بعد ذلك، مُسِحَت المقصورة، واستُبدِلَت مرشحات هواء الطائرة، والتي تشبه تلك المستخدمة في الغرف الجراحية. بحسب بيانات موقع flightaware.com الأمريكي، عادت طائرة 747 للعمل على خط سيدني-سانتياغو التجاري هذا الأسبوع.
استخدمت الخطوط الجوية الكورية طائرةً واحدة من طراز بوينغ 747 في رحلتين من ووهان، وطائرة إيرباص SE A330 للثالثة. وإلى جانب رشِّ المقصورة ومسحها، استبدلت فرق التنظيف أغطية المقاعد والستائر القريبة من المطابخ، وطهَّرَت غرف نقل الأمتعة. ولم يُسمَح للطائرات بالعودة إلى الخدمة إلا بعد موافقة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا.
أما شركة Scoot، وهي شركة رحلات الطيران الموفِّرة المملوكة لشركة الخطوط الجوية السنغافورية، فنشرت ضباباً من “مطهر صناعي” في جميع أنحاء المقصورة، وهي عملية تُعرَف بالتعفير.
ماذا عن المستقبل؟
قد يكون من الممكن تطهير الجزء الداخلي للطائرة دون استخدام أي مواد كيميائية على الإطلاق. فقد طوَّرت شركة ACT.Global الدنماركية، التي تُستخدَم أنظمة تنظيفها في الفنادق وعلى متن السفن السياحية، غشاءً في شكل رذاذ يسمح لكابينة الطائرة بتنظيف نفسها، على مدى 12 شهراً متتالياً. فبحسب الشركة الدنماركية، عندما تتعرَّض الطبقة الشفافة للضوء، يحدث تحفيزٌ ضوئي يقتل الميكروبات وينقي الهواء. وقال كريستوفر لوشير، كبير المسؤولين التقنيين، إن المنتَج، الذي يطلق عليه اسم Premium Purity، قد أثبت فاعليته ضد سلالات فيروس الكورونا.
صعَّدت عديد من شركات الطيران من إجراءات التنظيف المعتادة؛ للحد من خطر التلوث.
كذلك ألغت الخطوط الجوية السنغافورية المناشف الساخنة في بعض الخدمات وبعض مواد القراءة المشتركة التي توجد عادةً في ظهور المقاعد. وبعد كل رحلة، تقول الشركة إنها تُطهِّر صواني تقديم الطعام وشاشات التلفاز، في حين تُغيِّر السماعات وأغطية مسند الرأس وأغطية الوسائد والبطانيات. وتضيف أن نظام ترشيح هواء المقصورة يعمل بطريقة تشبه تلك المستخدمة في غرف العمليات بالمستشفيات.
تقول شركة كاثي باسيفيك المحدودة للطيران، والتي ربما تكون شركة الطيران الأكثر تضرراً من الأزمة الصحية خارج البر الرئيسي للصين، إنها تطهِّر جميع أسطح المقصورة بعد كل رحلة، وضمن ذلك سرير الأطفال. وقالت إنها تنظف وتطهر أي طائرة حملت حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا مرة أخرى. ولم تعد المناشف الساخنة والوسائد والبطانيات والمجلات متوافرة على متن الرحلات الجوية المتجهة من وإلى الصين، وكذلك عُلِّقَ توفير المبيعات المعفاة من الرسوم الجمركية. وأزالت الخطوط الجوية الكورية أيضاً الوسائد والبطانيات من على متن رحلات إلى الصين وهونغ كونغ وتايوان ومنغوليا.