غانتس يزور واشنطن لإجراء محادثات سرية في البيت الأبيض بشأن السعودية وإيران
أعلن مكتب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، عن وصوله إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الأربعاء، في زيارة التقى خلالها بمستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان.
وأفاد مكتب غانتس، أمس الأربعاء، بأنه وسوليفان ناقشا “المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل، وتوسيع اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة التهديدات التي تشكلها إيران ووكلائها”، وفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وأطلع غانتس مستشار الأمن القومي الأمريكي كذلك في اجتماعهما، على تطورات اتفاقية التطبيع المحتملة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن “زيارة غانتس إلى واشنطن لم يتم التركيز عليها بشكل كبير، ولم يبلغ مكتبه بشكل مسبق عن رحلته إلى واشنطن أو اجتماعاته المخطط لها”.
وتأتي اجتماعات بيني غانتس في البيت الأبيض، على خلفية الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للترويج لاتفاق شامل مع السعودية، يتضمن أيضا اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
ويأمل البيت الأبيض أن تحظى هذه الخطوة بدعم واسع في النظام السياسي الإسرائيلي، بما في ذلك في صفوف المعارضة، خاصة في ضوء أنها قد تتضمن ما وصفوها بـ”تنازلات إسرائيلية” للفلسطينيين.
وأعلن غانتس عدة مرات أنه في حال التوصل إلى اتفاق مع السعودية، فإن حزبه “أزرق أبيض” سيصوت لصالحه في الكنيست، لكنه لن ينضم إلى الائتلاف.
وقال غانتس خلال مؤتمر في جامعة رايخمان في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي: “لن يطغى أي اعتبار سياسي على المصالح الاستراتيجية لإسرائيل”.
يشار إلى أن رئيس المعارضة، يائير لابيد، الذي زار واشنطن قبل بضعة أسابيع، أوضح في محادثاته مع كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية، وبشكل علني، أنه يعارض اتفاقا يتضمن موافقة أمريكية على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.
وكان البيت الأبيض أكد أواخر الشهر الماضي، أن “المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية تواصل التقدم”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن “الطرفين وضعا على ما أعتقد هيكلية أساسية لما يمكن أن نسير باتجاهه”، مشيرا إلى التوصل إلى “إطار أساسي لاتفاق مستقبلي”، وذلك حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضاف كيربي: “على غرار أي اتفاق معقّد، يتعين على الجميع تقديم تنازلات”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
يشار إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، صرح الشهر الماضي بأن السعودية تقترب من خطوة التطبيع مع إسرائيل، لكنه شدد على أهمية القضية الفلسطينية للمفاوضات الخاصة بها.
وأضاف: “لدينا مفاوضات الآن وعلينا أن ننتظر نتائجها ونأمل أن يقود ذلك لتسهيل حياة الفلسطينيين، وأن تجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط”.
وكانت إسرائيل وقعت اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب وتفاهمات مشابهة مع السودان، في أواخر عام 2020، برعاية أمريكية، وتسعى حاليا لتوقيع اتفاق مشابه مع السعودية، التي تؤكد مرارا أن هذا الأمر مرتبط بحل الصراع مع الفلسطينيين.
كما أن هناك تقارير عن أن السعودية تربط ملف التطبيع أيضا بحصولها على محطة نووية سلمية بمساعدة أمريكية، وهو الأمر الذي يخشى مسؤولون إسرائيليون من خروجه عن السيطرة في المستقبل.