غزة في الأمتار الأخيرة قبل الهدنة.. ترامب يلقي بثقله لإبرام اتفاق
ألقى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بثقله خلف إبرام اتفاق في غزة، ما يدفع للاعتقاد بقرب إقرار هدنة وتبادل رهائن وأسرى.
وتسود تقديرات في إسرائيل بقرب التوصل إلى الاتفاق مع وصول مبعوث ترامب إلى البلاد ليضع نهاية لحرب مدمرة بدأت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وكشفت مصادر إسرائيلية عن أن مبعث التفاؤل يأتي نظرا لتوافق الأطراف على المرحلة الأولى من اتفاق من ثلاث مراحل، على أن يجري التفاوض على تفاصيل المرحلة الثانية خلال تنفيذ مرحلته الأولى.
وأشارت إلى أن السبب الثاني للتفاؤل هو تقديم “حماس” قائمة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق والذين ما زالوا على قيد الحياة.
وذكرت أن الأمر الثالث هو التأكيدات الدولية لحركة “حماس” بأن الاتفاق سيؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “خلال اليومين الماضيين، تدخل ترامب شخصيا في القضية، ويريد التوصل إلى اتفاق قبل توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري”.
ويجتمع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، بعد زيارة قام بها إلى قطر.
وقبل الإعلان عن الاجتماع، قال مكتب رئيس الوزراء إن تقدمًا بطيئًا تم إحرازه في المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن الجديدة.
ووفقًا لمسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد يغادر رئيس الموساد ديفيد برنياع للانضمام إلى المحادثات في الدوحة قريبًا، على الرغم من عدم الإعلان الرسمي.
وكان من المقرر أن يغادر برنياع إلى قطر في وقت سابق من الأسبوع، ولكن لم يُمنح الضوء الأخضر من نتنياهو بعد، وقد ينضم إليه رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، السبت، إنه “تم الاتفاق على 90% من النقاط التي تم التفاوض عليها، وفقاً للمصادر الإسرائيلية”.
وأضافت في تقرير تابعته “العين الإخبارية”: “لا يزال هناك خلاف حول الانتقال من المرحلة الأولى من الصفقة – والتي ستشمل إطلاق سراح الرهائن في تبادل إنساني – إلى المرحلة الثانية”.
وأشارت إلى ويتكوف أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون فترة قصيرة من الزمن.
وفي رأيه، بمجرد أن ترى حماس الجبهة الموحدة التي تواجهها وتصدق التطمينات الأمريكية، فسيكون من السهل تحقيق تقدم.
وقالت مصادر إسرائيلية للصحيفة إن هناك قلقا داخل حماس من أن فريق ترامب القادم لن يحترم التأكيدات التي قدمتها إدارة بايدن، ومن هنا تأتي أهمية وجود ويتكوف في الدوحة.
ومن جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إنه “تم إحراز تقدم في المفاوضات”.
وقالت: “قطر نقلت رسالة إيجابية إلى إسرائيل بشأن نوايا حماس للمضي قدما في المفاوضات حول صفقة الرهائن. وتتعلق الرسالة بقائمة المختطفين ونقاط الخلاف الأخرى بين الجانبين. بعد الرسالة، عقد رئيس الوزراء نتنياهو نقاشا عاجلا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق التفاوض”.
وأضافت في تقرير تابعته “العين الإخبارية”: “أعربت إسرائيل عن استعدادها للتوصل إلى اتفاقيات مهمة في المرحلة الإنسانية من الصفقة. توصل الطرفان إلى اتفاق من حيث المبدأ للتفاوض على المرحلة الثانية بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى”.
وأشارت إلى أنه “كما في المحادثات السابقة، ناقش الطرفان إمكانية “وقف دائم لإطلاق النار”، بهدف خلق استمرارية بين مختلف مراحل الصفقة، من الإفراج الإنساني في المرحلة الأولى إلى إطلاق سراح جميع المختطفين في المراحل اللاحقة”.
وأكدت مصادر إسرائيلية مشاركة في المحادثات: “بدون أي اتفاق بين الطرفين على إنهاء الحرب، لن تقبل حماس بالصفقة”.
وقالت مصادر أمريكية شاركت في المحادثات لهيئة البث الإسرائيلية: “جوهر المناقشات هو الانتقال بين المرحلة أ والمرحلة ب”، حيث هناك تفاهم على أنه يجب ربط المرحلتين من أجل تنفيذ الصفقة. الآن نحن ننتظر رد الأطراف”.
ووفقا لهم، “هذه هي أفضل صفقة ستشهدها حماس. إنها صفقة عادلة لجميع الأطراف. هذه صفقة متعددة المراحل وتضمن عودة جميع المختطفين”.
في الوقت نفسه، قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى في فريق التفاوض لعائلات المختطفين هذا الأسبوع: “لسنا على علم بالضمانات الإسرائيلية التي قدمها المستوى السياسي لضمان الانتقال بين المرحلتين الأولى والثانية”.
وبحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، فإن الضمانات التي تربط بين المرحلتين هي المفتاح الذي يمكن أن يؤدي إلى اتفاق في الوقت الحالي: يجب على إسرائيل الالتزام بعدم القتال مرة أخرى، ويجب على حماس الالتزام بإطلاق سراح بقية الرهائن في المرحلة الثانية.
وفي الأيام الأخيرة، ذكرت مصادر أنه من المتوقع أن تسلم حماس قريبا إلى إسرائيل قائمة الرهائن الأحياء التي يمكنها الإفراج عنها.
وقالت مصادر في إسرائيل إن تلقي القائمة سيسمح بإحراز تقدم كبير نحو التوصل إلى اتفاق.