ثقافة وأدب

غسان كنفاني.. الأديب المناضل (بروفايل)

في 8 يوليو، اغتيل غسان كنفاني، أحد أبرز أعلام الأدب والثورة الفلسطينية.

ولد غسان كنفاني في 9 أبريل/نيسان 1936 في مدينة عكا لعائلة متوسطة الحال، حيث كان والده محامياً.

عايش غسان وهو طفل نكبة 1948، التي أجبرت عائلته على الهرب سيراً على الأقدام إلى المخيمات المؤقتة في لبنان، ومن ثم الانتقال إلى العاصمة السورية دمشق.

تعلم غسان كنفاني في مدرسة الفرير بمدينة يافا حيث أتقن اللغة الإنجليزية، ومع أن طموح والده كان أن يصبح تاجراً، إلا أن غسان اتجه نحو الأدب، وحصل على إجازة في الأدب من قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وكانت رسالته الجامعية بعنوان “العرق والدين في الأدب الصهيوني”.

بعد انتقال العائلة إلى دمشق، اضطر غسان للعمل في عدة مجالات، من بينها موزع صحف وعامل في مطعم، كما عمل مدرساً لمادتي الرسم والرياضة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بدمشق.

في عام 1955، انتقل إلى الكويت حيث عمل في التدريس، ومن ثم في عام 1960 انتقل إلى بيروت للعمل في صحيفة الحرية التابعة لحركة القوميين العرب.

غسان كنفاني

التجربة الأدبية

بدأ اهتمام كنفاني بالأدب في سن الشباب، وكتب القصة القصيرة في عمر 19 عاماً. بعد انتقاله إلى بيروت، تألق اسمه بين المثقفين والأدباء، وحصل على الجنسية اللبنانية. خلال مسيرته الأدبية القصيرة، ألف كنفاني 18 كتاباً بين القصة القصيرة والرواية والعمل المسرحي والبحث.

كرس كنفاني كتاباته لنقل معاناة الفلسطينيين في الشتات، وكان يؤكد أن اللجوء في المخيمات ليس حلاً للشعب الفلسطيني.

في روايته “موت سرير رقم 12″، كتب عن تحول الغرباء إلى أرقام بالمنافي، وكيف يعيشون حالة الوحدة دون التفكير في حل جماعي بالعودة، مؤكداً أنهم لم يكونوا يشعرون بالانتماء، والآخرون لم يشعروهم بأنهم عرب.

وفي روايتي “رجال في الشمس” و”ما تبقى لكم”، شدد كنفاني على أن الحل الوحيد لعودة الفلسطينيين يكمن في العمل الجماعي، مدركاً أن الدول العربية لن تحارب من أجل عودة الفلسطينيين، فهي لم تسمح لهم بتشكيل تنظيمات.

بالإضافة إلى ذلك، كان كنفاني ناقداً للقصة والشعر، وأديباً ساخراً، كما ظهر في مجموعة مقالات صحفية خرجت بكتاب “فارس فارس”. أوضح أن كتابة أدب المقاومة لا تعني بالضرورة أن يمتلئ الأدب بالسلاح والشعارات والخطب، قائلاً: “أن تكتب قصة قصيرة ناجحة فهذا أدب مقاوم”.

غسان كنفاني

النضال من أجل الوطن

انضم كنفاني إلى حركة القوميين العرب وكتب في المجلات التي كانت تصدرها في دمشق والكويت.

بعد عام 1969، ازداد نشاطه السياسي، فأصبح عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ورغم أنه لم يكن منضبطاً في العمل الحزبي أو يشارك في الاجتماعات، إلا أن دوره السياسي كان أساسياً، فقد ساهم في وضع الاستراتيجية السياسية والبيان التأسيسي للجبهة، الذي أكد على أهمية العمل الفدائي والكفاح المسلح.

في سبتمبر/أيلول 1970، أجبرت مجموعة من الجبهة الشعبية ثلاث طائرات على الهبوط في مطار دوسن فيلد العسكري بمنطقة صحراوية في الأردن، واحتجزت 310 رهائن للمطالبة بإطلاق سراح ليلى خالد والمعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل، وكان كنفاني في واجهة الحدث كونه المتحدث باسم الجبهة الشعبية حينها.

مع بداية السبعينيات، كانت بيروت بؤرة للحركات التحررية العالمية، وتمتع كنفاني بعلاقات شخصية مع الثوريين العالميين في تلك الفترة.

الاغتيال

في 8 يوليو/تموز 1972، اغتيل كنفاني من قبل الموساد الإسرائيلي بانفجار سيارة مفخخة في بيروت.

وبحسب نتائج لجنة التحقيق التي شكلتها الجبهة الشعبية، وُضعت عبوة ناسفة تحت مقعد السيارة، انفجرت عند تشغيلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى