فتوى في فرنسا تجيز دفن المسلمين مع الكاثوليك واليهود.. ومطالبات تصل ماكرون لزيادة مقابرهم

قال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية السبت 18 أبريل/نيسان 2020، إنه طلب من الرئيس إيمانويل ماكرون إيجاد أماكن دفن للموتى المسلمين في المقابر الفرنسية، في وقت أفتى فيه مجمع إسلامي بجواز دفن المسلمين مع موتى الكاثوليك واليهود.

 أضاف موساوي في حوار خاص مع قناة فرانس 24 أنه لا يمكن فتح مقابر خاصة بالمسلمين في فرنسا سوى في بعض المناطق، مثل ستراسبورغ بشرق البلاد التي تحظى بوضع خاص.

 وأكد أن الإسلام عرف العديد من الأوبئة “لذا توجب علينا أن نشرح للمسلمين بعض القواعد الاستثنائية التي يجب احترامها في ظل تفشي وباء كورونا، أبرزها عدم غسل الميت الذي أصيب بالفيروس لأنه يمكن أن ينقل العدوى إلى آخرين، ورغم أن الهيئة العليا للصحة العمومية بفرنسا خففت نوعاً ما من الإجراءات المتعلقة بغسل الموتى المسلمين وأوصت باستخدام الأقنعة الطبية والقفازات والخوذ لوقاية الرأس، إلا أنه يجب الاعتراف بأن المشرفين على هذه العملية غير مدربين للقيام بذلك ولا يملكون الخبرة اللازمة لمواجهة مثل هذه الظروف”.

المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في فرنسا دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التدخل والضغط على رؤساء البلديات لكي يخصصوا مساحات جديدة في المقابر الفرنسية ليتسنى دفن الموتى المسلمين. لكن لغاية الآن لم تستجب السلطات المحلية لهذا الطلب، حسب ما نشره المجلس على الموقع الرسمي لمسجد باريس.

ودعا المجلس إلى “عدم الإضافة إلى مأساة العائلات المسلمة معاناة أخرى والمتمثلة في عدم تكريم موتاها” والصلاة على أرواحها.

التزاماً بشروط الحجر الصحي، اضطر المسلمون مثل باقي الديانات الأخرى إلى التخلي عن بعض طقوسهم الدينية كالصلاة في المساجد أو التجمعات، فيما انتشر القلق بينهم واشتد بشأن قضية دفن موتاهم نظراً لنقص “المربعات” المخصصة لهم في المقابر الفرنسية بعدما استحال نقل الموتى إلى بلدانهم الأصلية كما جرت العادة لدى غالبية العائلات.

بلغ عدد ضحايا كورونا في فرنسا حتى السبت وفق آخر حصيلة أعلنتها الهيئات الصحية 18681 وفاة.

عميد مسجد بلدية “فيلوربان” الواقعة بضاحية مدينة ليون (وسط فرنسا)، الباحث عز الدين غاسي قال إنه في “الأوقات العادية، يتم نقل نحو 80% من الموتى المسلمين في فرنسا إلى بلدانهم الأصلية (في المراتب الأولى: المغرب وتونس والجزائر) لكي يدفنوا هناك. لكن جائحة كورونا أوقفت الرحلات بين فرنسا وهذه الدول، ما أدى إلى تراكم الموتى وظهور نقص كبير في “المربعات” المخصصة للمسلمين في المقابر الفرنسية”.

فتوى دفن المسلمين مع موتى الديانات الأخرى

لتخفيف الضغط على العائلات المسلمة، التي لا تجد مساحات لدفن موتاها في المربعات المخصصة لهذا الغرض، قام مجلس مساجد إقليم “الرون” [ليون والمدن المحيطة بها] الذي يضم نحو 40 مسجداً، بإصدار فتوى تسمح للمسلمين بدفن موتاهم في المربعات غير الإسلامية بما في ذلك تلك المخصصة لليهود والكاثوليك.

هذه الفتوى  تسمح كما أكد عميد مسجد “فيلوربان” لفرانس 24، “للمرة الأولى بدفن المسلمين في المساحات المخصصة للجالية اليهودية والكاثوليكية”. وأضاف غاسي: “لا يوجد في الإقليم سوى عشرة مربعات مخصصة لدفن المسلمين، وكلها مكتظة في الوقت الحالي بسبب الوفيات التي خلفها وباء كورونا من جهة واستحالة نقل الموتى إلى أوطانهم الأصلية من جهة أخرى. وبالتالي فالحل الوحيد هو السماح بدفن المسلمين في أماكن أخرى غير المربعات الإسلامية وهذا أمر غير مخالف للدين الإسلامي”.

عز الدين غاسي أضاف أنه “عندما تنتهي أزمة كوفيد-19، يمكن لأي عائلة إخراج جثة الميت الذي دفن في مربع مسيحي أو يهودي وإعادة دفنه مرة ثانية في المربع المخصص للمسلمين”. وأضاف: “إذا كانت عائلة المتوفى تملك الإمكانيات المالية للقيام بهذه العملية فستقوم بها. وإذا كان وضعها المادي متواضعاً فبإمكانها أن تترك الميت في مكانه الأصلي”، موضحاً أن “الفرق بين المربعات المخصصة للمسلمين ولغير المسلمين، هي أن أضرحة المسلمين كلها موجهة صوب مكة المكرمة”.

 أضاف أن مشكلة دفن الموتى المسلمين ستطرح من جديد في الأشهر والسنوات القليلة المقبلة طالما كثير من البلديات الفرنسية ترفض توفير مربعات جديدة، خاصة وأن عدد الجالية المسلمة في تزايد مستمر.

 حسب عز الدين غاسي، ثمة مقبرة إسلامية واحدة في فرنسا تقع في بلدية “بوبيني” بضاحية باريس الشرقية، تم بناؤها في العام 1937 أي سنتين فقط بعد تشييد مستشفى “ابن سيناء” في نفس البلدية. كما توجد مقبرة إسلامية ثانية في الأراضي الفرنسية، وتقع في جزيرة “لا ريونيون” في المحيط الهندي.

 إلى جانب هاتين المقبرتين، هناك نحو 70 مربعاً إسلامياً موزعاً على كامل التراب الفرنسي. وهي عبارة عن قطع أرض مخصصة لدفن موتى المسلمين. لكن مع ارتفاع عدد أفراد الجالية الإسلامية في فرنسا، باتت هذه “المربعات” غير كافية لاستقبال جميع الموتى المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى