فرنسا: لا نخشى مقاطعة المغرب لمنتجاتنا ولا نتوقعها
قال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر، الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن بلاده لا تخشى ولا تتوقع احتمال مقاطعة المغرب للمنتجات الفرنسية؛ على خلفية نشر الرسوم المسيئة إلى النبي محمد.
كما أضاف الوزير الفرنسي لمحطة إذاعية أنه ليس هناك “ردٌّ انتقامي على الأجندة”، كذلك قال إن حكومة بلاده تدين تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومعاملته للمسلمين في فرنسا.
قبل حديث الوزير الفرنسي كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من مواطني بلاده مقاطعة البضائع الفرنسية، في أحدث تعبير عن الغضب بالعالم الإسلامي من عرض رسوم كاريكاتيرية في فرنسا يعتبرها المسلمون مسيئة إلى النبي محمد.
بنغلاديش أيضاً رفع فيها المتظاهرون لافتات عليها رسم كاريكاتيري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتحته عبارة “ماكرون عدو السلام”. واستدعت باكستان السفير الفرنسي في إسلام آباد، الإثنين؛ للاحتجاج.
كما انتشرت في أجزاء أخرى من العالم الإسلامي دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي، في مطلع الأسبوع، إلى مقاطعة السلع الفرنسية؛ احتجاجاً على نشر فرنسا رسوماً كاريكاتيرية مسيئة إلى النبي محمد.
من الصعب التأكد من تأثير المقاطعة بشكل سريع، في ظل عدم ورود سوى تقارير متفرقة عن تأثر مبيعات البضائع والسلع الفرنسية.
فيما يلي بعض الشركات والقطاعات الفرنسية التي تتعامل مع الدول ذات الأغلبية المسلمة. ولا يوجد ما يشير إلى أن أيا منها قد تأثر حتى الآن، ما لم يرد خلاف ذلك.
الحبوب: تعد فرنسا من كبار مصدري الحبوب على مستوى العالم، ويقع بعض أكبر أسواقها في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. والجزائر عاشر أكبر سوق لصادرات المنتجات الزراعية الفرنسية، وفقا لبيانات وزارة الزراعة في باريس، إذ بلغت قيمة الصادرات حوالي 1.4 مليار يورو عام 2019. وجاء المغرب، وهو من الدول الإسلامية التي استنكرت نشر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد، في المرتبة 17 في استيراد المنتجات الزراعية الفرنسية العام الماضي بصادرات بلغت قيمتها 700 مليون يورو.
المتاجر الكبيرة: تستهدف دعوات المقاطعة سلسلة متاجر كارفور في السعودية. وانتشرت حملة لحث المستهلكين على عدم ارتياد تلك المتاجر انتشارا قويا على وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة خلال مطلع الأسبوع.
لكارفور فروع كثيرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا من خلال شراكات. ويملك أحد الشركاء الحقوق الحصرية لكارفور في دول مثل باكستان ولبنان والبحرين. بينما يملك شريك آخر حقوق كارفور في المغرب. وزار صحفيون من رويترز في العاصمة السعودية الرياض متجرين لكارفور بدا أنهما مزدحمان كالمعتاد.
الطاقة: توجد شركة توتال الفرنسية العملاقة للطاقة في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وفي باكستان وبنجلادش وتركيا، وهي الدول التي شهدت ردود فعل قوية مناهضة لفرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتيرية، تركز الشركة بشكل أساسي على بيع منتجاتها البتروكيماوية والبترولية. وفي السعودية، وكذلك في العديد من دول الخليج الأخرى، تملك توتال استثمارات في التنقيب والإنتاج، وفي بعض الحالات التكرير.
الأزياء والسلع الفاخرة: زارت رويترز متجرا في مدينة الكويت الأحد لتجد مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة التي تنتجها شركة لوريال قد أزيلت من الرفوف. وكان المتجر واحدا من حوالي 70 منفذا مرتبطة بجمعية تعاونية قررت وقف بيع المنتجات الفرنسية.
لكن تأثر لوريال وشركات أخرى في قطاع الأزياء الفرنسي بحملات المقاطعة في المنطقة محدود. فالشرق الأوسط وأفريقيا لا يمثلان سوى نذر يسير من أرباح لوريال، إذ تزيد قليلاً عن اثنين في المئة.
بالنسبة إلى العلامات التجارية الكبيرة في مجال الأزياء الفرنسية، يمثل الشرق الأوسط جزءا صغيرا من المبيعات مقارنة بالولايات المتحدة أو آسيا أو أوروبا. ولعلامات تجارية شهيرة مثل لوي فيتون المملوكة لشركة (إل.في.إم.إتش) وشانيل ذات الملكية الخاصة متاجر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها السعودية ودبي.
لكن العملاء الأثرياء في الشرق الأوسط يميلون إلى شراء السلع الفاخرة أثناء السفر. ولا تكشف شركة (إل.في.إم.إتش) التي تملك أيضا دار كريستيان ديور، عن مدى إسهام الشرق الأوسط في إيراداتها.
الدفاع والفضاء: تعد فرنسا أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم. وتبيع شركة تاليس الأسلحة وتكنولوجيا الطيران وأنظمة النقل العام لعدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. ومن بين العملاء السعودية والإمارات وتركيا وقطر، وفقا لموقع الشركة على الإنترنت. أما مصر وقطر فمن الدول التي طلبت طائرات رافال العسكرية من شركة داسو، التي تعتبر المنطقة أيضا سوقا كبيرة لطائراتها الخاصة.