“فشة خلق” .. الرد المزلزل
بقلم :أديب الطهقان
مازال الخطب جللا والخطاب عليه أعظم جللا ولا يحتمل السكوت، والكل مترقب لما سيحدث والأعناق مشرئبة إلى موقع الحدث ، الجميع يترقب زلزالا للرد على تعديات العدو الغاصب وتحدياته السافرة للأراضي المجاورة وسيادتها مما جعلها تشتاط غضبا وتهدد بالرد في الوقت والمكان المناسب، مع تقديم الشكاوي دون تردد وتنديدها الدائم والمستمر للكيان الصهيوني.
ببساطة طائرتان مسيرتان تدخلان الأراضي اللبنانية بالضاحية الجنوبية وتستهدفان هدفا ما لا نعرفه ولم يصرح عنه سواء من الطرف المعتدي أو المعتدى عليه، لا ننكر بأن هناك تضارب في الأخبار فقد يكون المستهدف هو سماحه السيد حسن نصر الله أو قد يكون هدفا عسكريا يتبع حزبه “حزب الله” ..
أسقطت الطائرتان، ولكن لا نعرف كيف، وحسب ما ذكره القائد، قد يكون بحجارة الناس العادية في خطابه الذي كان قبل عدة أيام والذي توعد فيه على الرد المزلزل للكيان وخلال فترة وجيزة لاغتيال عناصره في سوريا واستباحه أراضيهم، فالمتابع لخطاب السيد يدرك وطبعا هذا تحليلي وقراءتي له أن الرد لن يكون بحماسة أو بقوته بل سيكون ردا محدودا لإثبات قدرته لا أكثر والحفاظ على ماء وجهه، وهذا يبرر تأخره بسبب انشغال الحزب في المسالة السورية لتأمين خطوط إمداده والتي قد يفقدها في حاله سقوط النظام ومعه تفقد إيران أقوى أذرعها تسليحا وتدريبا في المنطقة وهي ورقة الضغط التي تستعملها ضد الكيان الصهيوني ومعها أمريكا ” الشيطان الأكبر” والحامي والداعم الرئيسي لها.
باعتقادي أن سيناريو الحرب سيكون ضربة موجعة لإسرائيل أو عدة ضربات في نفس الوقت وعلى أثرها يتدخل الوسطاء الدوليين لإيقاف اشتعال الحرب كون إسرائيل سترد على الضربات بالمثل وسيبرر الحزب أنه وافق حفاظا على لبنان واللبنانيين احتراما للوحدة والمصلحة العامة ومنعا لحدوث خلافات داخلية قد يسببه بين الأحزاب…
نعم إسرائيل مازالت تقصف هنا وهناك وتستفز باختراقاتها، وأيضا تتمادى لأنها لم تجد ردا يردعها بل بعبعات كلامية من عديد الأطراف الممسوح بكرامتهم الأرض وتبجحات إعلامية لانجازات لا يراها سوى مطلقوها..أم أننا مازلنا نطارد ونصدق عبارات يغردون علينا بها لحلول لا يمكن تطبيقها ع أرض الواقع كالمقولة المشهورة لأحد عظماء عصرنا “لو أن كل مسلم أخذ حجرا بيده وألقاه على الكيان الصهيوني لدفنه تحتها” فهل كان هذا العبقري سيوفر لنا أطنان الحجارة وشاحناتها؟ وقد يخطر ببالي حلولا مشابهة فلو “تبولنا” أكرمكم الله جميعنا كمسلمين في لحظة واحدة وباتجاهها لخلقنا طوفانا وأغرقناها ومسحت بالتالي من على الخريطة…
فيا أسفا على أمة لو ضربناها بالحذاء لاشتكى الحذاء منها…فلقد وصلنا إلى مرحلة يتحول معها كل مرة الطريق المؤدي لتحرير القدس حسب التحالفات والتغيرات في المنطقة والمصالح والعجيب أنه أصبح يطول ويبعد ففي السابق كان من الجنوب اللبناني ومنذ الوضع السوري أصبح يمر عبرها وأخاف أن يبعد ويطول فيبدأ من اليمن والله أعلم متى ستصل قوات التحرير إن وصلت.
المقالة لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي صاحبها