فشة خلق / “صفقة القرن” بين الرواية التاريخية والهوليودية  

بقلم : أديب الطهقان

صراحة لم أستطع أن أمنع نفسي من كتابة بعض الكلمات وتوجيه اللطمات على خدود الورق خاصة وأنا أستمع إلى خطاب سيد البيت الأبيض درامبز متحدثا عن صفعة القرن ومدى تأثره بأوضاع وأحوال الشعب الفلسطيني الذي يستحق حياة أفضل حسب أمنياته الظاهرة على ملامحه…

حتى الآن لم أصحو من هول ماسمعت حتى إن مشاعري الجياشة انسكبت دموعا فأغرقت  كل القوارب الورقية في طريقها قبل أن تصل إلى الاتجاه الرابع للمقال ..يا لهول ما سمعت ماهذه الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ البشرية..

نعم ..كم أنا موفق بتسميتي لك بدرامبز drumps ، والتي تعني الطبول ، فأنت من النوع الطبال والكل يعلم أن سيد البيت الأبيض دائم التطبيل لانجازاته وان كانت ككلامه أحيانا كثيرة تافهة ولا قيمة لها.

بعد ضحكة استهزاء من قلمي على قرار معتوه البيت الأبيض من أن يريح الشعب الفلسطيني من معاناة التفكير بثوابته من حق العودة وتحرير أراضيه واسترجاع  مقدساته بإلغائها ليغظ في نوم عميق دون أن يؤرق مضجعه مرتاح الضمير وإن كان مأزوم، فهو السمسار الذي لا يهدا إلا كلما أغدقت عليه مليارات الخليج المسلوبة من شعوبها المهمشة والمذلولة بفتات ما يرمى لها .

مازال هذا الخرف يتشدق ليل نهار بانجازاته العظيمة بهذا الشأن ومنح الممنوح من قبل باعترافه لإسرائيل بملكية الجولان والقدس وبتثبيته ذلك بأن نقل سفارته إليها ومسخ الممسوخ في خارطة الطريق لم تكن لها أن تنحج يوما ما لأنها مجرد تفاهمات على الورق  أو كسراب يطارده بعض اللاهثين ورائه لا لشيء سوى أن يذكر مطاردوه يوما ما ولو على هامش احد صفحات كتب التاريخ أنهم حققوا ما لم يستطع آخرون تحقيقه، فخرج عليها بهذه الصفقة ليعطي أمالا كاذبة ووعودا زائفة لشعب يدفع ثمن خيانة من باعوه وتاجروا بقضيته وتنصلوا من خيانته والبسوا ثوبها للفلسطينيين زورا وبهتانا.

يبدو أن هؤلاء تناسوا أو نسوا الوثيقة التي وقعها المقبور مؤسس المهلكة مع أسياده من الانجليز وداعميه لإقامتها على جماجم ودماء المسلمين ممن حاربهم باسم الإسلام وبفتاوي مشائخه المستأجرين لبيع فلسطين والتي حذت حذوها دولة الإمارات المفككة ،التي اشترت بعض البيوت في القدس وباعتها للصهاينة.. فيا ترى من منا الخائن؟! طبعا لم يذكروا ولم يروا من رفض بيع بيته لليهود لمجاورته لجدار المسجد الأقصى مقابل مبلغ مغري كمئة مليون دولار وأضف إلى ذلك إقامة دائمة في أي دولة في العالم يختارها ليستقر فيها .. قد تغري الكثيرون ومنهم من بالغ في إغرائه لبيع منزله رفضوا رغم كل التضييقات والقوانين الخانقة لتركيعهم طبعا لم يروا كل ذلك الجهلة من المثقفين والنابحين والمعرضين والمنافقين من امعات العرب والذين لا يفوت الأخرق الأمريكي درامبز فرصة إلا وتهكم عليهم واستهزأ بهم وبتصرفاتهم ونهب أموالهم رغما عن أنوفهم ثمنا وقربانا لإبقائهم على عروشهم وحمايتهم، فهم لا يملكون قرارهم وكان من الطبيعي أن يقدموا الولاء والطاعة لهذه الصفقة الملغومة حتى سلطان السلطنة النائم الذي أيقظوه ليؤيد ثم أعادوه ليكمل نومه.

هؤلاء المتنطعين من الكتاب والذين يبدو أنهم لم يقرؤوا في حياتهم إلا مجلة ماجد وزهرة الخليج، فتارة يرموننا بتهم الخيانة وتارة أخرى يمنون علينا بما أهدروه من مليارات الخليج دون جدوى أو معنى،  أو اسكنوا الفلسطينيين أرضهم وأطعموهم من خير بلادهم وكأن الفلسطيني لم يعمل حتى الممات، فلقد كان المعلم لابناءهم والمعمر لبلادهم لم يكن بقاؤهم كرم أخلاق من بعض المرضى منهم وكأنهم لم يعتاشو من عرق جبينهم، أم ما دفعوه من أموال ما هو إلا تعويض عما اقترفوه من آثام في حق الشعب الذي شاركوا في تشريده ودعموا اغتصاب نسائه وقتلهم مع   شيوخهم وشبابهم وأطفالهم ولم يرحموا شجرا ولا حتى حجرا بفعل العصابات الصهيونية وحلفائهم الانجليز الأنجاس.

إن محاولة إظهار ما دفعوه من أموال ككرم أخلاق منهم لا يعد إلا خدعة يمكن أن يصدقها السذج فقط وما هي إلا تنفيذ لأوامر من في البيت الأسود في واشنطن وكي نكن صادقين ، لنقول كلمة حق فإن دولة الكويت هي الدولة الخليجية الأكثر دعما للقضية ماديا ومن خلال مواقفها المشرفة والتي شارك احد أمرائها في القتال مع الفدائيين الفلسطينيين ضد عدوهم وأصيب إصابات بالغة لمن لا يعرف التاريخ بالإضافة إلى الفلسطينيين العاملين في دول الخليج فلقد كان يقتطع 5% من إجمالي رواتبهم كدعم لمنظمة التحرير والنضال فكفى مزايدات وادعاءات ملفقة على القضية الفلسطينية.

إن ما يحاول أن يظهره ما يسمى برئيس السلطة الفلسطينية المسخ وموقفه الوطني الذي يحاول تسجيله ومقاومته للضغوطات ورفضه التوقيع لا تعدو إلا مسرحية سمجة مفضوحة الفصول فمن نسق مع عدوه لقتل وتسليم مقاوميه باسم الاتفاقيات  وتفاخر بإبطال العمليات الفدائية وإحباطها وجلد شعبه لا يستحق أن يحدد مصير الشعب فهو لا يختلف عن بقية طراطير حطام العرب من حكام فهو يعلم ليس من حقه أن يبيع ما تبقى مما بيع وأنه لم يعد له مكان في صفقة القرن وسيتم التخلص منه بعد انتهاء دوره على أكمل وجه.

في خلاصة القول أن كل هذه المحاولات البائسة من درامبز والطبالين من حكام العرب والمسعورين من ورائهم من المؤيدين من شعوبهم لنيل الرضا وتقديم القرابين لأمريكا لن يفلحوا مهما فعلوا وسوقوا لهذه الصفقة وبالغوا في تضخيم قدرات الكيان الصهيوني وجعلوا منه بعبعا مخيفا لتمر عمليات التطبيع الفاشلة من خلال معاتيه الكتاب والإعلاميين والصحفيين وبعض الأشخاص المأجورين والمتيمين بحب إسرائيل وديمقراطيتهم الزائفة والمبصوق عليهم من أطفال فلسطين كأمثال حمود سعود وآخرين على شاكلته.

أخيرا ..لن تمر هذه الصفقة ولو وقع العالم أجمع عليها ولن يدافع عن هذه الأرض الطاهرة من صدعوا رؤوسنا بالشعارات المزلزلة والموت لإسرائيل دون أن يطلقوا طلقة واحدة ممن يسمون أنفسهم بمحور الممانعة والذي مسحها من على خرائطه في الكتب المدرسية دون أن يمحيها من الوجود، لن تمر لان على هذه الأرض  شعب يستحق ويحب الحياة كم يحب الموت ولن يخلف الله وعده وستحرر بسواعد أبنائها وتروى بدماء شهدائها وتضحياتهم بإذن الله  وستكون صفعة القرن على كل من دعمها أو أيدها وسيرى هؤلاء أي منقلب ينقلبون.

وفي الختام السلام لكل أحرار وثوار الأرض في كل مكان.

المقالة لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي صاحبها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى