آخر الأخبارثقافة وأدب

فوبيا المرايا

شهوة الملائكة إلى هذا الوطن
على مشنقة سوداء
تبكي القصائد والكلمات
كل ما فيها يتجدد بالخراب
لا سماء صافية وفي فمك يتكسر الماء
تمطرني لكل شتاء
تبكي الموتى ليس لكل موت
هنا
لا صوت بقي
لا شجر
لا حجر
ولا زمهرير صوت
أزفت الآزفة
حين يتمزق في صدرك الهواء
ونادى المنادي
وهو لا يدرك خطاي
تائهة الأقدام بلا ساق
حائرة الأكف بلا أذرع
هائمة العيون بلا بصر
جسد ممزق بلا أشلاء
جسد يلملم بعضه بعضا
بلا ملل أو أمل
تتبخر في الرطوبة العبرة
وترابط ذرات الملح
لتذروه كغصة في عينيك
يشحذ في السؤال سيفه
ويكسر شظايا الزجاج طيفه
ورحل الصيف ليتبعه الشتاء
منهكا صوتي
في برك الدم والجمر
وألف جريمة والصرخات المسعورة
تلملم الحسرات من كل جحيم
من رحم ألمي تولد الكلمات
وبطول المسافة يعبد الطريق
رصاصات غادرة تتراقص في الطرقات
تقتنص أجساد عابرة
تتساقط الذاكرة كرصاصات فارغة
المخاوف والآلام
إلى السماء صعدَتْ
والظمأ الفاسد يُظلِمُ عُروقي
إن كنا نشتهي فلا نشتهي
سوى التراب والأحجار
يا مجاعاتي
لا أرغفة منثورة في الكثبان الرمادية
ما زال الذئب يصرخ باصقا ريش مأدبته
من الدواجن والصيصان
لا يلتهم سوى البنفسج
فتضحك كثيرا مع السمك
السابح عكس التيار
ما زال يزاحم الهواء رئتيك
عارية تأتي الحقيقة لتعبد الطرقات
غابة الركام فوق الركام
حتى باتت منهكة الخطوات
بين تفاصيل الخيام
وجدتني ناضجا للموت
وكأن ضعفي يجرجرني حتى
تخوم العالم والحياة
عافيتي انهارت
مازال لدي أشياء أخرى لأقوم بها سوى العيش
الهلوسات في فم الرعب أقوى
إذا ما استيقظت أواصل في كل مكان
الأحلام الأكثر ضياعا
أكثر اكتئابا
حتى يعربد الصبر مزمجرا
ليكتمل في العراء انكسارك…!!

الكاتبة الفلسطينية
حنان بدران… الأردن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى