فيما يواجه فضيحة بسبب كورونا، رئيس البرازيل يشارك في تظاهرة داعمة له
حيا الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الأحد 24 مايو/أيار 2020، أنصاراً له تظاهروا في العاصمة دعماً لإدارته، فيما تؤجج فضيحة سياسية أزمة الصحة العامة بسبب انتشار فيروس كورونا.
حيث ظهر بولسونارو محاطاً بحراس الأمن الذين كانوا واضعين كمامات، لكنه لم يضع كمامة على وجهه وذلك في بث مباشر عبر صفحته على موقع فيسبوك، حيا فيه المتظاهرين الذين لوحوا بأعلام البرازيل ووصفوه “بالأسطورة”.
يأتي ذلك بعد أيام من تجاوز البرازيل لروسيا لتصبح ثاني أكبر بؤرة لانتشار الفيروس على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة.
تظاهرات بالبرازيل: والتظاهرة واحدة من بين تظاهرات شجع بولسونارو على تنظيمها في الأسابيع القليلة الماضية وتأتي في وقت تبحث خلاله إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو حليف وثيق لبولسونارو، حظر السفر من البرازيل بسبب تفاقم تفشي الفيروس فيها.
حيث أظهرت بيانات وزارة الصحة البرازيلية الصادرة مساء السبت 23 مايو/أيار 2020 تسجيل 16508 إصابات جديدة بفيروس كورونا في الأربع والعشرين ساعة الماضية ليتجاوز بذلك العدد الإجمالي للإصابات في البلاد 347 ألفاً، فيما قفزت الوفيات الناجمة عن الفيروس بواقع 965 حالة إلى 22013.
الرئيس يشارك في التظاهرة: وشوهد بولسونارو وهو واقف للتصوير ويصافح الناس بل ويحمل طفلاً صغيراً على كتفيه، وذلك في إطار نمط من الاستخفاف بإجراءات التباعد الاجتماعي التي ينصح بها مسؤولو الصحة للحد من انتشار الوباء.
من المتوقع خروج المزيد من المسيرات الداعمة لبولسونارو في ساو باولو أكبر المدن البرازيلية من حيث عدد السكان ومركز تفشي كوفيد-19 في البلاد.
فيما تدور الفضيحة السياسية حول اتهام وزير العدل السابق سيرجيو مورو، وهو مسؤول ذائع الصيت في مجال مكافحة الكسب غير المشروع، لبولسونارو بأنه أراد التدخل في تحقيقات للشرطة.
تزايد الإصابات: وتصاعدت حدة الجدل بعد تخطي البرازيل 10 آلاف وفاة، ما حدا بمجلس النواب والشيوخ والمحكمة الفيدرالية العليا لإعلان الحداد العام، بينما اختار الرئيس البرازيلي في اليوم ذاته ممارسة هواية ركوب الدراجة المائية في برازيليا غير آبه، لكنه عاد في اليوم التالي وأعلن أسفه.
في الأثناء، دفع إعلان فتح القبور الجماعية في مناوس وساو باولو من قبل حكام محليين -يُصنفون معارضين للرئيس البرازيلي وسياساته- مؤيدي الرئيس للتشكيك بحقيقة الحالة الصعبة للمقابر والنظام الصحي، ونشروا فيديوهات وصوراً قالوا إنها تُظهر توابيت فارغة يقوم هؤلاء الحكام بدفنها لنشر الرعب بين السكان وتأليب الرأي العام على بولسونارو.
لا تنشروا الخوف: ونشر روبيرتو لويز الناشط المؤيد للرئيس على تويتر، الذي يضع على صورة ملفه الشخصي شعار “لا تنشروا الخوف”، فيديو لشخص يفتح تابوتاً فارغاً، وعلق قائلاً “الشرطة تكشف دفن التوابيت الفارغة، لا يوجد حدود لتصرفات الحكام والعمداء خلال الوباء”، مضيفاً “علينا التحقق من كل الوفيات بسبب كورونا”.
في المقابل، أكد عدد من صفحات التحقق من الأخبار الكاذبة أن الفيديو يعود لـ2017.
انهيار القطاع الصحي: وفي السياق، قالت إلياني لوبيز، وهي مسؤولة في أحد المراكز الصحية الحكومية في ساو باولو، للجزيرة نت “نحن نعمل في الخط الأمامي لمواجهة كورونا، كنا نعمل في مجال الصحة قبل الأزمة وبعدها، والحقيقة تُثبت أن عدد الوفيات أصبح أكبر بكثير، نعيش ذلك بشكل يومي”.
تضيف إلياني التي أصيبت بالفيروس خلال عملها وتعافت منه، أن “التشكيك في أعداد الوفيات وحجم انتشار كورونا في البرازيل سببه دوافع سياسية، للأسف أُقحمت السياسة في مسألة صحية خطيرة كهذه، وهو ما أدى لاستخفاف البعض أيضاً وانتشار الفيروس أكثر”.
كذلك أكدت أن انهيار النظام الصحي في بعض المدن والدفن بمقابر جماعية هو نتيجة طبيعية لارتفاع الطلب على المراكز الصحية والمقابر بشكل غير مسبوق”.